خلاف ترامب ونتنياهو… صراع نجومية في قلب الحرب على غزة
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
الاحتلال يقتل أبا وأما وطفلهما غربي بيت لاهيامنذ تصاعد الحرب على غزة، بدا واضحًا أن الخلافات بين الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي لا تقتصر على التكتيكات، بل تشمل إدارة الواجهة السياسية والإعلامية.
واللافت أن هذا الخلاف لم ينفجر بسبب تضارب في المصالح الكبرى، بل لأن كلاً من ترامب ونتنياهو يسعى لاحتكار النجومية في “إعادة تشكيل الشرق الأوسط”، وفق تصوراته الخاصة.
ترامب، الذي عاد للواجهة بقوة، يحاول أن يُظهر نفسه صاحب الكلمة العليا في المنطقة، وصانع الصفقة الكبرى التي تُنهي الحرب وتحرر الأسرى وتعيد رسم التحالفات.
لكنه بات يرى في نتنياهو شريكًا مراوغًا، يُحاول التلاعب به، ويحتكر القرارات الميدانية والسياسية لحساباته الداخلية. وقد بدأت مؤشرات هذا التوتر حين تبيّن أن مستشار الأمن القومي الأمريكي ينسق مع نتنياهو بشأن إيران دون علم ترامب، ما أثار استياء الرئيس الأمريكي ودفعه لإعادة ضبط العلاقة.
من جهة أخرى، تأثّر ترامب بما وصل إليه من تقارير استخبارية وشهادات غربية عن الوضع الإنساني الكارثي في غزة، إضافة إلى لقاءات مع عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين حمّلوا نتنياهو مسؤولية إفشال صفقة التبادل. في ضوء ذلك، أصبح ترامب أكثر ميلاً لخطوات مباشرة، بما فيها إدخال المساعدات أو حتى فتح قناة تفاوض مع حماس، ما دام ذلك سيصنع له نصرًا سياسيًا إعلاميًا يُسجل باسمه.
الأخطر أن توجه ترامب للتركيز على إدخال المساعدات يعيد صياغة المشكلة على أنها أزمة إنسانية فقط، متجاهلًا أن جذر الأزمة هو استمرار العدوان والحصار.
كما أن التنسيق مع الاحتلال على مستوى تقني قد يكرّس سيطرته على الملف دون تقديم أي تنازلات حقيقية لوقف الحرب أو إطلاق الأسرى.
في المقابل، تُدرك حماس هذا السياق جيدًا، وتُصرّ على أن أي صفقة لا تشمل وقفًا شاملًا للحرب وانسحابًا إسرائيليًا من القطاع وبدء الإعمار ليست مقبولة، لأنها لن تكون سوى محاولة لتلميع صورة نتنياهو ومنح ترامب انتصارًا إعلاميًا وهميًا.
في ظل هذا المشهد، لا تزال هناك فرصة حقيقية لإنجاز اتفاق شامل، لكن النافذة تضيق، والوقت في غزة يُقاس بالدم. أي تأخير أو تلاعب سياسي قد يُكلف الجميع أكثر مما يتوقعون.