اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

تقرير عائلات غزَّة تتقدَّم الصُّفوف: لا مكان للُّصوص ومثيري الفوضى بيننا

تقرير عائلات غزَّة تتقدَّم الصُّفوف: لا مكان للُّصوص ومثيري الفوضى بيننا

klyoum.com

في قلب الجراح المفتوحة التي تنزف منذ أكثر من 19 شهراً في قطاع غزة، تتصاعد أصوات العائلات ووجهائها، في مشهد يعكس وعيًا جماعيًا متماسكًا يُفشل مخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية لبث الفوضى والفلتان الأمني، مستغلاً الحرب والمجاعة والحصار الخانق.

فعلى الرغم من مشاهد الخراب والموت اليومي، لم تفقد غزة وعيها الجمعي، بل تصاعدت فيه نداءات الحكمة، كما أظهرت سلسلة بيانات صادرة عن عائلات بارزة في القطاع، وكذلك عن الهيئة العليا لشؤون العشائر، كلها تُجمع على ضرورة التصدي الحازم لـ"العابثين" الذين تحركهم أجندات الاحتلال لنهب المساعدات وتخريب النسيج المجتمعي.

في بيان واضح اللهجة وحازم الموقف، أعلنت الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة عن رفع الغطاء العائلي عن كل من يثبت تورطه في جرائم السرقة أو نهب المساعدات الإنسانية، مشددة على أن تلك الأفعال لا تخدم سوى الاحتلال وتحقق أهدافه في زعزعة الاستقرار.

ودعت الهيئة جميع العائلات والفصائل إلى اتخاذ نفس الموقف، مؤكدة أنه "لا حصانة لأحد في وجه من يعبث بأمن الناس وحقوقهم".

وجاء في البيان أن استغلال الظروف القاسية من قبل بعض العصابات يعد خيانة لمبادئ الوطنية والكرامة، مضيفًا أن هذه الجرائم تُرتكب على وقع الإبادة الجماعية التي يواصلها الاحتلال ضد المدنيين، وبخاصة الأطفال الذين يعانون من الجوع والمرض، وسط انهيار المنظومة الصحية والغذائية في القطاع.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، عائلة شحيبر، عبر مختارها ناهض شحيبر (أبو أحمد)، كانت من أوائل من بادروا إلى إصدار بيان يدين بشدة "العبث والفوضى" في الشوارع والأسواق، مؤكدة أن المرحلة تتطلب "التكاتف والتعاون للحفاظ على ما تبقى من مقدرات الوطن".

وناشدت العائلة الجميع التحلي بالمسؤولية، مشيدة بصمود الفلسطينيين الذين يواجهون الحرب بـ"شجاعة وإصرار".

أما عائلة جندية ممثلة بالمختار أكرم سعد صابر جندية (أبو نبيل)، فقد أكدت في بيانها أن استغلال الحرب للسرقة أو الاعتداء على الممتلكات يمثل جريمة أخلاقية ودينية لا يمكن السكوت عنها.

ودعت العائلة إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه "مثيري الفوضى والخراب"، مؤكدة أن حماية الممتلكات هي واجب وطني في هذه المرحلة الدقيقة.

عائلة الشوبكي بدورها، شددت في بيانها على أن ما يحدث من سرقات لا يمثل الشعب الفلسطيني الأصيل، بل هو سلوك دخيل تُغذيه مخططات الاحتلال لتفكيك المجتمع من الداخل.

وأكدت العائلة رفضها المطلق لأي عبث بالمؤسسات والممتلكات العامة والدولية، محذرة من تداعياته الخطيرة على السلم الأهلي.

أما عائلة الخور فاختارت نبرة خطابية عالية، مؤكدة أن الحرب التي "أحرقت الأخضر واليابس" لا يجب أن تكون غطاءً للفوضى، بل دافعًا لمزيد من التضامن.

وأشاد بيان العائلة بصمود المواطنين، مؤكدًا أن غزة "ستنهض كما كانت، جميلة بأرضها ومباركة بشبابها".

مجموعات تطوعية

وفي ظل انقطاع الغذاء والماء وغياب أدنى مقومات الحياة، فإن محاولات الاحتلال لاستغلال هذه الفوضى وتغذيتها بالسلاح والعملاء باتت واضحة. فقد شهدت الأيام الأخيرة عمليات نهب طالت مساعدات إنسانية ومخازن غذائية، ما دفع بعض العائلات إلى تشكيل مجموعات شبابية تطوعية لحماية الممتلكات.

وما يتضح من هذه البيانات والنداءات المتوالية، أن المجتمع الذي فقد أبناءه تحت القصف، وأطفاله تحت وطأة الجوع، لا يزال يدرك أن الفوضى الداخلية هي امتداد لأهداف الاحتلال.

وبينما تتلاشى خطوط الإمداد الغذائي، ويغلق الاحتلال المعابر في وجه القوافل الإنسانية، يبقى صوت العائلات ووجهائها هو الجدار الأخير في وجه الانهيار الشامل. فهذه العائلات لا تطالب فقط بضبط السلوك المجتمعي، بل تحمل رسالة سياسية وأخلاقية تُفشل محاولة تحويل غزة إلى ساحة فوضى مستباحة.

وفي المحصلة، فإن ما يجري في غزة ليس فقط صراع بقاء في وجه الاحتلال، بل معركة وعي داخلي تسعى فيها العائلات الغزية إلى حماية ما تبقى من منظومة القيم، وكرامة الجائعين، وأمل الطفولة، في انتظار فجرٍ لا بد أن يُشرق.

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com