الأردن يبحث خيارات مواجهة النقص الحاد في المياه
klyoum.com
يبحث الأردن عن الخيارات اللازمة والممكنة لمواجهة انحباس الأمطار خلال العامين الماضي والحالي، بما يلبي الاستخدامات المختلفة للمياه، ولا سيّما مياه الشرب، في ظل عدم توفر مصادر كافية من المياه الجوفية والأنهار وغيرها.
ويُصنَّف الأردن واحداً من أفقر دول العالم مائياً، وتعمل الحكومة منذ سنوات على الحد من المشكلة من خلال مشاريع عدّة، أبرزها مشروع الناقل الوطني للمياه الذي يقوم على إقامة محطة معالجة في ميناء العقبة على البحر الأحمر جنوب البلاد، لتحلية المياه ونقلها إلى مختلف المحافظات، بانتظار بدء الإجراءات التنفيذية له.
وفي السياق، قال وكيل سلطة المياه الأردنية السابق، إياد الدحيات، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إنّه يتوجب تشغيل مصادر المياه والضخ بالطاقة القصوى لمحطات وآبار المياه الرئيسة في المملكة، والاستمرار بصيانة وإدامة آبار المياه الجوفية في المحافظات، وتشغيل الآبار وإصلاح المتوقف منها والمتعطل.
وأشار إلى أن "عدداً لا بأس به من الآبار الجوفية متعطّل"، مؤكداً أهمية "تعميق الآبار للوصول إلى الطبقات المائية الأدنى عند الحاجة، بإشراك شركات حفر الآبار من القطاع الخاص ضمن عقود صيانة وتشغيل إطارية تموَّل من مخصصات الموازنة العامة، لضمان سرعة الإصلاح والاستجابة وإدامة التزويد المائي".
كما شدّد الدحيات على ضرورة الاستفادة من كميات المياه الإضافية الناتجة عن خفض الفاقد وإزالة الاعتداءات على الشبكات، والبدء بضخ هذه الكميات الإضافية في أنظمة المياه والخطوط الناقلة الرئيسة لتعويض انخفاض المياه في السدود.
وأشار أيضاً إلى أهمية نقل المياه بين المحافظات عبر الأنظمة والخطوط الناقلة الرئيسة التي نُفذت سابقاً، والتي تربط بين محطات ومصادر المياه ومجمّعات الآبار الرئيسة وأنظمة توزيع المياه في كل محافظة، بما يضمن الاستجابة للحالات الطارئة.
وطالب باستئجار المياه من الآبار المرخصة التابعة للقطاع الخاص، وإنجاز جميع المشاريع التي جرى الإعلان عنها هذا العام.
من جهته، قال الخبير في الأرصاد الجوية محمد الشاكر، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن الأردن يشهد ظروفاً قاسية جرّاء تأخر كبير في الأمطار وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة.
وبيّن أن الدراسات المناخية تشير إلى وجود تذبذب بين المواسم المطرية من عام لآخر، لافتاً إلى أن "شتاء العام الماضي كان من أقل الفصول مطراً منذ مئة عام، إذ سُجلت أربعة منخفضات جوية فقط، كما انتهى الموسم مبكراً".
واعتبر الشاكر أن "ما يحدث هو حالة استثنائية"، إلّا أنه طمأن بأن "التذبذب في بداية الموسم المطري موجود ضمن مناخنا المعتاد"، موضحاً أن 50 موسماً خلال آخر 100 عام بدأت ضعيفة، وانتهى 65% منها بأمطار وفيرة.
وأكد الشاكر أن ارتفاع درجات الحرارة وتأخر الموسم المطري يؤثران سلباً في الثروات النباتية والحيوانية، مشيراً إلى أن درجات الحرارة كسرت أرقاماً قياسية سابقة.
وبخصوص موعد الأمطار، أوضح أن السنوات العشر الأخيرة شهدت بدايات المطر في الأسبوع الثالث أو الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني، مذكّراً بأن "دفء هذا الشهر ليس أمراً متكرراً".
وأضاف أنه "من المتوقع أن يشهد الأردن في الأسبوع الثاني من الشهر الحالي أول هطول مطري على شكل حالة عدم استقرار جوي، وهو مطر عشوائي ينهي حالة الجفاف".
وأكد أن البلاد "بأمسّ الحاجة إلى منخفض جوي متكامل. ودعا إلى "ضرورة وجود خلية متابعة للوضع المقلق الذي يتطلب ترشيد استهلاك المياه"، مشيراً إلى أن "بلاد الشام بأسرها تعاني من قلة الأمطار".