مصدر لـ «الأنباء»: التهديدات الإسرائيلية جدية والتعويل على تسريع ملف السلاح
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
كأنها هي... امرأة الحزن المتعاليبيروت - ناجي شربل وأحمد عزالدين
قال مصدر سياسي محلي مقرب من مرجع رئاسي كبير لـ «الأنباء»: «التهديدات الإسرائيلية الموجهة إلى لبنان جدية، بحسب ما تؤكد جهات دولية، تحث الحكومة اللبنانية على إحداث تبديل في طريقة مقاربتها لملف حصر السلاح غير الشرعي ونزعه بالكامل من جهتين لبنانية وفلسطينية».
وتابع المصدر: «الضغوط كبيرة، ويقابلها موقف لبناني صلب بالإصرار على الانسحاب العسكري الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق الأسرى اللبنانيين الذين تحتجزهم إسرائيل. وهذا الموقف عبر عنه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في نيويورك. إلا ان وتيرة الضغوط ترتفع، وتتقدم معها التهديدات بجولة جديدة من حرب إسرائيلية موسعة، تتزامن بحسب من ينقل التحذيرات من جهات دولية، مع ما سيحصل في غزة».
واستقبـــل رئيــــــس الجمهورية العماد جوزف عون رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد. «وتم التداول في عدد من القضايا والاستحقاقات الوطنية، وجرى التوافق على معالجة التباينات بحرص على تحقيق المصلحة الوطنية العليا»، بحسب بيان صادر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية.
وعلى خط مقابل، تحدثت أوساط سياسية عن نظرة مختلفة، مفادها «ان أي حرب جديدة ستكون إقليمية موسعة، ولن تقتصر على استهداف إسرائيلي للبنان». وتوقفت الأوساط عند الكلام الأخير لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أمس الأول، عن أن «حزب الله قادر على قلب الموازين في لبنان». وأضاف لاريجاني في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، أنه «إذا كان حزب الله لا يتحرك الآن، فذلك لأنه لا يريد الإخلال بوقف إطلاق النار في لبنان مع إسرائيل، وإلا فهو يمتلك القدرة على قلب الموازين».
ورأت الأوساط في كلام لاريجاني، تأكيدا لاعتراضات جهات رسمية لبنانية على التدخل الإيراني في شؤون لبنان، وذريعة للآلة العسكرية الإسرائيلية على استهداف الأراضي اللبنانية، تحت شعار ضرب البنية العسكرية للحزب».
وفي الشأن السياسي الداخلي، وصلت رسالة رئاسية حازمة إلى جميع القوى بتأكيد إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر بمايو 2026. وهذا أمر يشدد عليه باستمرار رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، ويعتبره «غير قابل للنقاش»، بحسب ما ينقل عنه زواره.
وفي هذا السياق، نشرت وزارة الخارجية والمغتربين عبر منصة «إكس» الآلية التي تتيح للانتشار اللبناني التسجيل للاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة من خارج الأراضي اللبنانية، وذلك عبر المنصة الإلكترونية www.amamdiasporavote.mfa.gov.lb.
وقدمت الوزارة الشروحات والتفاصيل اللازمة، بالاضافة إلى المساعدات المطلوبة فيما يخص المستندات اللازمة لتسهيل عملية التسجيل للمقيمين في الخارج. وأرفقت النص بشريط فيديو.
في أي حال، يتقدم الاهتمام الإقليمي والدولي لتوفير الدعم للجيش اللبناني من أجل تنفيذ المهام المطلوبة منه على حساب المسار السياسي.
وقال مصدر رسمي لـ «الأنباء»: «دعم الجيش اللبناني والبحث الجدي لعقد مؤتمر في هذا المجال يأخذان حيزا من النقاش على هامش الاجتماعات التي تعقد في المملكة العربية السعودية ويشارك فيها وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى، وخصوصا بين الجانبين السعودي والفرنسي، ذلك ان التنسيق بينهما في أعلى مستوياته حول مختلف الملفات الإقليمية».
وأضاف المصدر: «في انتظار مناقشة التقرير الاول للجيش الأسبوع المقبل وحول تنفيذ خطته في جنوب الليطاني، من المتوقع ان يكون هناك رفع لمستوى تحرك الجيش في تنفيذ مهمته في المنطقة، اذ أشارت مصادر ديبلوماسية إلى انه بعد تعزيز الانتشار وتثبيت وجوده جنوب الليطاني عدا المناطق التي لا تزال محتلة من إسرائيل، سيباشر الجيش عمليات المداهمة بالتعاون مع لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار التي ستساعده على الكشف عن مخازن الأسلحة ومخابئها. وهناك معلومات وافرة لدى اللجنة في هذا المجال، وصولا إلى الخطوة الثالثة حول إنجاز المرحلة الأولى جنوب الليطاني والمحددة بـ 3 أشهر، قد مضى منها شهر واحد، وهي تتعلق بإقامة حواجز ثابتة ودوريات مستمرة لمنع أي مظاهر مسلحة فردية كانت أو غير فردية».
وفي المجال السياسي، قال مرجع سياسي بارز لـ «الأنباء» ان «واقعة إضاءة صخرة الروشة بصورتي الأمينين العامين السابقين لحزب الله، أظهرت إلى السطح الخلاف الذي كان يخفيه المسؤولون تحت الطاولة».
وتابع: «على الرغم من اللقاءين الرئاسيين وما صدر عنهما من مواقف تجميلية، فإن الصفاء السياسي لم يسيطر بعد. وعدم انعقاد جلسة لمجلس الوزراء خير دليل، خصوصا انه كان يفترض عقد جلسة حكومية فور عودة رئيس الجمهورية من نيويورك، لإطلاع الوزراء على نتائج الاجتماعات التي عقدها على هامش الدورة العادية للأمم المتحدة، إضافة إلى مناقشة ما أحيط بتداعيات حادثة الروشة في جلسة حكومية، وليس باجتماع وزاري. وهذا الأمر ينعكس سلبا على الثقة الدولية بالسلطة اللبنانية، وقدرتها على فرض سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، في مرحلة تنذر الرياح الإقليمية بهبوب عاصفة عاتية قد لا يكون بمنأى عن تداعياتها أحد».
وفي جانب متصل بالانتخابات النيابية ونتائجها، نقل سياسي شمالي عن مرجع ديبلوماسي عربي كبير قوله في مجلس خاص: «لا تبديل في موقع سياسي رئاسي أقله في المرحلة الحالية»، مشيرا إلى «ضرورة حصول استقرار في المشهد القيادي بالبلاد».
تشريعيا، يسود انقسام حاد حول قانون الانتخاب، خصوصا لجهة اقتراع المغتربين، ما أحدث شللا واضحا في المجلس ويعطل إقرار المشاريع الإصلاحية الملحة، وخصوصا بشأن «الفجوة المالية»، حيث يعلق صندوق النقد الدولي ومؤسسات دولية أي تعاون مع لبنان على إقرار قانونها. واذا كان الأمر متعذرا في ظل هذا الانقسام النيابي، فإن غياب الصفاء الحكومي يحول دون اتخاذ قرارات حاسمة.
ميدانيا، تواصل إسرائيل استهداف كوادر وأفرادا في «حزب الله»، وتأخذ الغارات بدربها مدنيين كما حدث أمس بالجرمق على طريق الخردلي. وقد سقط 3 قتلى في ضربتين جويتين متتاليتين اليومين الماضيين في كفرا والجرمق - الخردلي (قتيلان وجريح صباح أمس). وضحيتا الخميس هما المهندسان أحمد سعد ومصطفى رزق (من بلدة كفررمان)، وكانا في مهمة كشف على أضرار العدوان في البلدات من قبل شركة «معمار». ثم ألقت درون إسرائيلية قنبلتين صوتيتين على بلدة حولا. ونعت نقابة المهندسين في بيان «الشهيدين أحمد سعد ومصطفى رزق، اللذين ارتقيا أثناء أدائهما الواجب المهني والوطني في منطقة الخردلي الواقعة بين منطقة النبطية ومرجعيون، حيث كانا يتوجهان إلى منطقة الخيام».
وأضاف البيان: «ان العمل الهندسي في الميدان سيبقى رديفا للصمود وإعادة الإعمار والبناء، على الرغم من كل المخاطر والتحديات».