اخبار لبنان

جريدة الأنباء

سياسة

الباروك وبعقلين محطتان لتعزيز القطاع و«السياحة الزراعية» تشق طريقها للتطوير

الباروك وبعقلين محطتان لتعزيز القطاع و«السياحة الزراعية» تشق طريقها للتطوير

klyoum.com

بيروت - عامر زين الدين

فيما تواصل المهرجانات الصيفية لتعزيز السياحة وخصوصا منها السياحة البيئية في المناطق الجبلية، برزت أخيرا السياحة الزراعية كجزء من الافكار الجديدة التي تطرح على مختلف المستويات، بهدف تعزيز السياحة من جهة وتسويق المواسم الزراعية من جهة ثانية.

بلدة الباروك - الفريدس واحدة من تلك القرى، التي دأبت على تقديم مشاريع وأنشطة تخدم مجالات الدورة الاقتصادية في منطقة الجبل، مستفيدة من كونها بلدة سياحية بامتياز، بما تحويه من معالم، أبرزها محمية أرز الشوف الممتدة إلى عمقها، والمراكز الدينية للمرحوم الشيخ ابو حسن عارف حلاوي، الكنائس، مركز رشيد نخلة ناظم النشيد الوطني، المؤسسات والأسواق التجارية.

السياحة الزراعية الجديدة اخذت المواطنين باتجاه بساتين وحقول البلدة، مسارا للمشي، وشراء الفواكه بعد قطفها من الاشجار مباشرة، والخضار من الشتول، و«ستاندات» موزعة على طول الطرق معروضة فيها المنتوجات البلدية والمربيات وسوى ذلك.

«الأنباء» واكبت النشاط الذي أقيم على مدى يومين كاملين في الباروك وتخلله بعد الافتتاح من قبل وزير الزراعة نزار هاني ومشاركة شخصيات عدة، محطات ترفيهية واحتفائية. واللافت كان مشاركة عدد من السياح العرب، الذين قدم بعضهم خصيصا للمشاركة في النشاط، باعتباره من نوع جديد غير معتادين على مثله. وهو ما عبر عنه أحد المشاركين من العراق قائلا: «جئنا للمشاركة في هذا الحدث الجميل والغريب علينا في آن، وكانت الفرصة متاحة للمجيء والمشاركة، وان شاء الله سنكررها كل سنة».

ضيف آخر من مصر، عبر عن سعادته «للمشاركة في هكذا نشاط في لبنان، حيث كنت اقرأ عن البلدة. وعندما شاهدت الاعلان قصدت البلد للمشاركة في النشاط. وللصراحة الموضوع مهم والتنظيم مهم والناس فرحة جدا».

النائب نجاة صليبا أشادت بالفكرة، منوهة بأهمية الاعمال التي تعزز السياحة، وقالت: «فواكه قديمة وتفاح «غولدن» وعنب «مقساسي» وتين «بياضي».. هذه من الأصناف الأساسية في شوفنا. وعلينا تشجيع الزراعة بمثل هذه الأصناف، التي تتحمل الصمود من دون مياه، مع أهمية الإضاءة عليها».

وتابعت: «في فترة معينة جئنا بالأشياء من الخارج، لكن الصحيح هو ما تنتجه ارضنا، ومن ذلك ضرورة العودة إلى الارض في هذا الجبل، هنا الانتاج طبيعي وعندنا الزراعة تخلق فرص عمل لتحسين الاقتصاد وتطوير اساليب التسويق، لايصال الفلاح إلى السوق، وهذا أمر غير صعب».

الممثلة رندا اسمر، لفتت إلى «جمال الفكرة والبلدة وكرم الضيافة والمهرجان، وكل ذلك يخدم السياحة ويظهر الوجه الجميل للبنان. الفرح كبير والاستقبال رائع لكل السياح، وانني ادعو الجميع للتمتع بالطبيعة وخيراتها الطبية».

واذ وصفت المبادرة بالمهمة، «لأنها تسمح للمجيء إلى هذه المنطقة وانا سعيدة جدا بالجو الشعبي»، قالت: «ان الفرح يسمح بالمشي أيضا في الطبيعة وأخذ الاغراض التي نحتاجها في منازلنا من الطبيعة مباشرة».

بدوره، شرح رئيس بلدية الباروك المهندس فادي محمود للنشاط، معتبرا ان «الباروك - الفريديس مكان مهم للسياحة والايمان والصناعة والتجارة والزراعة. والمواسم عندنا كثيرة، وستكون سلسلة نشاطات للبلدية بدأنا بها مع انطلاق عملها، لتحريك وبناء دورة اقتصادية، وتعزيز اللامركزية الادارية، بما يسمح للشباب البقاء في مناطقهم وبلداتهم. ولدينا محمية ارز الشوف والأماكن والمساحات، التي نستطيع من خلالها القيام بمشاريع استثمارية، إلى جانب النشاطات في مواسم الاعياد».

وكشف محمود عن مشروع وضع حجر الأساس لإنشاء تعاونية زراعية بما يعزز السياحة أيضا، وهي الاهم في الباروك والفريديس، كبلدة محورية في جبل لبنان اذا ما ازدهرت ازدهر كل الشوف.

وسط هذه الاجواء اعلن رئيس اتحاد بلديات الشوف السويجاني - رئيس بلدية بعقلين كامل الغصيني عن»الاستعداد لبدء تشغيل سوق الجبل - مركز التنمية الزراعية والسياحية المستدامة«، معتبرا الخطوة لكي «يصبح السوق هو الوجهة الجديدة لكل الفعاليات التي يرتبط عملها بالقطاع الزراعي، وذلك بالتعاون مع عدد من المؤسسات الدولية والجهات المانحةGIZ UNDP ACE-Ambero، بالإضافة إلى «الشوف الوجهة»، والتعاونيات الزراعية، والمزارعين والتجار ومقدمي الخدمات في المنطقة».

وأضاف: «سيقدم السوق الخدمات على المدى القصير والطويل، بالإضافة إلى عرض سبل وإمكانات التعاون بين جميع هذه الفعاليات، من أجل الوصول إلى الأهداف المراد تحقيقها من عمل «سوق الجبل»، الهادف أساسا لدعم الإنتاج والاقتصاد المحلي، وتعزيز الزراعة والصناعة الغذائية عبر تصريف الانتاج وتوفير كلفة النقل».

*المصدر: جريدة الأنباء | alanba.com.kw
اخبار لبنان على مدار الساعة