الصين والكويت... العمل معاً لخلق حياة أفضل ومستقبل أكثر إشراقاً
klyoum.com
أخر اخبار الكويت:
آبار تعدل الجدول الزمني لاستحقاقات الأسهمعملتُ في منطقة الخليج لما يقرب من ثلاث سنوات، وتُعدّ الكويت واحدة من أكثر الدول التي أزورها بشكل متكرر. ولا يرجع ذلك إلى أن الكويت كانت من أوائل الدول العربية الخليجية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، وأول دولة في الشرق الأوسط توقع وثيقة تعاون مع الصين بشأن البناء المشترك لمبادرة «الحزام والطريق» فحسب، بل أيضاً لأنني أشعر على هذه الأرض بنبض التنمية المدفوعة بالسعي نحو حياة أفضل.«النهضة» هي عبارة نستخدمها أنا وزملائي في كثير من الأحيان في تقاريرنا لوصف سرعة البناء في مدينة الكويت. فمن مبنى بنك الكويت المركزي الجديد، الذي يظهر على أعلى فئة من الأوراق النقدية في العالم، إلى مدينة جامعة الكويت الحديثة ذات التصميم المعماري المتميز، ومدينة جنوب سعد العبدالله، التي ستضم أكثر من 20 ألف وحدة سكنية وبنية تحتية متكاملة، تتواصل إنجازات التنمية الحضرية في الكويت بوتيرة متسارعة. ويأتي هذا التطور مدفوعاً بالتوجيهات الحكيمة لرؤية الكويت الوطنية 2035، كما أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتعاون العملي المثمر بين الصين والكويت في إطار مبادرة «الحزام والطريق».المدن الذكية
عملتُ في منطقة الخليج لما يقرب من ثلاث سنوات، وتُعدّ الكويت واحدة من أكثر الدول التي أزورها بشكل متكرر. ولا يرجع ذلك إلى أن الكويت كانت من أوائل الدول العربية الخليجية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، وأول دولة في الشرق الأوسط توقع وثيقة تعاون مع الصين بشأن البناء المشترك لمبادرة «الحزام والطريق» فحسب، بل أيضاً لأنني أشعر على هذه الأرض بنبض التنمية المدفوعة بالسعي نحو حياة أفضل.
«النهضة» هي عبارة نستخدمها أنا وزملائي في كثير من الأحيان في تقاريرنا لوصف سرعة البناء في مدينة الكويت. فمن مبنى بنك الكويت المركزي الجديد، الذي يظهر على أعلى فئة من الأوراق النقدية في العالم، إلى مدينة جامعة الكويت الحديثة ذات التصميم المعماري المتميز، ومدينة جنوب سعد العبدالله، التي ستضم أكثر من 20 ألف وحدة سكنية وبنية تحتية متكاملة، تتواصل إنجازات التنمية الحضرية في الكويت بوتيرة متسارعة. ويأتي هذا التطور مدفوعاً بالتوجيهات الحكيمة لرؤية الكويت الوطنية 2035، كما أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتعاون العملي المثمر بين الصين والكويت في إطار مبادرة «الحزام والطريق».
المدن الذكية
كانت معالم الحضارة الحضرية فيما مضى تتمثل في أفران الصهر والمداخن الشاهقة، ثم أصبحت لاحقاً الجدران الزجاجية الشفافة وناطحات السحاب، وبينما ننتقل من عصر المعلومات إلى العصر الذكي، كيف ينبغي أن يكون شكل المدن ومظهرها؟ هذا سؤال جديد يجب على المجتمع البشري، وهو يدخل حقبة جديدة، أن يجيب عليه. أعتقد أن دراسة حالة من الصين قد تقدم الإجابة.
عند السفر جنوباً من بكين، عاصمة الصين، يستغرق ما يزيد قليلاً عن نصف ساعة بالقطار فائق السرعة للوصول إلى منطقة شيونغآن الجديدة، وهي «مدينة المستقبل» التي تسعى الصين جاهدة إلى بنائها. في شيونغآن، لا يرى المرء أعمدة المرافق والأسلاك الكهربائية العلوية التي تعوق الأفق، بل على العكس من ذلك، هناك شوارع نظيفة وأشجار مرتبة بدقة على طول الأرصفة ومساحات خضراء جميلة في كل مكان. وفي شيونغآن، لا حاجة لقيادة سيارتك الخاصة، إذا كنت ترغب في الذهاب إلى مكان ما لقضاء بعض المهام، يمكنك ببساطة استقلال حافلة ذاتية القيادة أو سيارة أجرة ذاتية القيادة. كما أن في مدينة شيونغآن، يمكن لخدمة التوصيل بالطائرات بدون طيار أن توفر عليك عناء حمل الطرود، حيث تنطلق طائرة صغيرة بدون طيار حاملةً طرداً، وعند وصولها إلى وجهتها، تتصل بالمستلم لإبلاغه باستلام الطرد.
من رحم الابتكار
يُعدّ إنشاء منطقة شيونغآن الجديدة في مقاطعة خبي قراراً استراتيجياً مهماً اتخذه الحزب الشيوعي الصيني والحكومة لزيادة تعزيز التنمية المنسقة لمنطقة بكين-تيانجين-خبي. ومنذ إنشائها، شهدت عمليات التخطيط والبناء والتنمية في منطقة شيونغآن الجديدة سرعة «غير تقليدية»، مقدمةً حلولاً «فريدة». في رأيي، يكمن سبب كون شيونغآن «نموذجاً جديداً» في أنها وُلدت من رحم الابتكار، بدءاً من الابتكار التكنولوجي وصولاً إلى الابتكار الصناعي، ومن الابتكار المؤسسي إلى الابتكار الثقافي، وكلما تعززت بيئة الابتكار، اتضحت صورة هذا النوع الجديد من المدن بشكل أكبر.
في غضون ذلك، تستعد جزيرة بوبيان، أكبر الجزر الكويتية، لاحتضان مشروع تنموي رائد. في فبراير من هذا العام، وقّع ممثلون من الصين والكويت وثائق تعاون تتعلق بمشروع ميناء مبارك الكبير. وسيعزز هذا الميناء، الذي يمثل ركيزة أساسية في رؤية الكويت الوطنية 2035، قدرات الكويت اللوجستية والنقلية بشكل كبير، ويسهل طرق التجارة الإقليمية والعالمية، ويدفع عجلة التنمية والتحديث في مدن شرق الكويت، ليجعل «لؤلؤة الخليج» تتألق بشكل أكبر.
من شيونغآن إلى ميناء مبارك
ومن منطقة شيونغآن الجديدة إلى ميناء مبارك الكبير في بوبيان، رغم المسافة الشاسعة التي تفصل بينهما، فإن أحلام الشعبين الصيني والكويتي في بناء مستقبل أفضل تظل مترابطة. ونحن على ثقة بأنه في ظل التعاون عالي الجودة في إطار مبادرة «الحزام والطريق»، ستواصل الصين والكويت تعزيز التعاون في مجال البنية التحتية، وستعملان معاً لخلق مستقبل أفضل للجميع.
* مراسل صحيفة الشعب اليومية الصينية بالشرق الأوسط