اخبار الكويت

جريدة القبس الإلكتروني

ثقافة وفن

الملحن راكان.. عرّاب الأغنية الشبابية الخليجية

الملحن راكان.. عرّاب الأغنية الشبابية الخليجية

klyoum.com

أمجد جمال

«ألحان راكان».. تلك الجملة أصبحت العامل المشترك بين عديد من الأغنيات الخليجية الناجحة في السنوات الأخيرة. لكن من هو راكان؟ وما الذي جعله يصل إلى هذه المكانة؟ ولماذا اختار هذا الاسم الفني «راكان»؟

راكان هو الاسم الاحترافي للملحن الكويتي الشاب «فواز العنزي»، واختاره كاسم مستعار قادر على لفت الانتباه، ولكن الغرض الأساسي كان التحايل على بعض الاعتبارات الاجتماعية التي تواجه الفنانين في بداية مسيرتهم، وتمنعهم من الإعلان عن هويتهم قبل أن يكتمل تحققهم الكامل في المجال الفني.

بدأ راكان رحلته منذ الطفولة المبكرة حين اتخذ من البيانو لعبة له، وأخذت الموسيقى تنمو معه حتى صار شابا واحترف التلحين بنهاية العقد الأول من الألفية. وبالرغم من حداثة سنه استطاع في سنوات قليلة ترك بصمة خاصة في الساحة الفنية، حيث وصل للتعاون مع رموز الأغنية الكبار، مثل محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وأنغام وأصالة وحسين الجسمي، وآخرين.

لكن يبقى تأثيره الأكبر في ألحانه التي ساهمت بصناعة نجومية المطربين الشباب من نفس جيله، ليقود معهم موجة جديدة في الأغنية الخليجية بدأت تتضح معالمها اليوم. ألحانه نجحت وانتشرت من دون وسائل مساعدة أو ارتكان إلى شعبية المطربين. وتتركز إسهاماته مع النجوم الشباب، بدءا من عايض الذي لحّن له أكثر من ٢٠ أغنية، مرورا بأصيل هميم وداليا مبارك وعبدالله طارق وفهد السالم وإسماعيل مبارك وعبد العزيز المعنى، ووصولا للموهبة الشابة «عبد الوهاب» الذي التقطه راكان من صفحات السوشيال ميديا ليدعمه بألحان أصلية ويضعه على أول طريق الاحتراف.

غزارة إنتاجية

في أثناء كتابة هذه السطور تتصدر «لمّاح» -أغنيته الأحدث مع عايض- تشارت الأغاني الخليجية على منصات الاستماع المختلفة.

وهو لا يتوقف عن غزارته الإنتاجية، فبعد أسابيع قليلة تبع هذه الأغنية بدويتو جديد يجمع عايض وأصيل هميم، بعنوان «طاري الزعل».

والجدير بالذكر أن أغنيته السابقة مع أصيل هميم «آخر ظهور»، التي صدرت منذ سنوات، قد تجاوزت ٤٠ مليون مشاهدة على منصة يوتيوب.

راكان يصنف نفسه من المدرسة التلحينية الأكثر انفتاحا على الغرب، تأثر بفيروز، خاصة أغنياتها مع ابنها زياد الرحباني، التي تغلب عليها الهوية الغربية الكلاسيكية ذات الجمل البسيطة والإيقاعات الرقيقة أو اللا-إيقاع أحيانا.

هذا الأسلوب جعل أغانيه متميزة وقادرة على جذب المستمعين من مختلف الأجيال. ويمكن القول إنه استطاع أن يخلق هوية خاصة به في التلحين، تجمع بين الأصالة والتجديد بشكل ميّزه عن الآخرين. ولكن، رغم ميله للتجديد والتجريب يظل راكان مخلصا لمبدأ محافظ في التلحين، حيث يفضل أن يأتي اللحن ثانيا بعد كتابة الكلمات، وهذا بعكس الشائع الآن.

ذائقة موسيقية رفيعة

على المستوى التقني، فألحانه متنوعة وتكشف عن ذائقة موسيقية رفيعة. أكثرية ألحانه تأتي من المقامات نصف النغمية، وعلى رأسها النهاوند والكرد، المشهوران بالأبعاد ذات الطابع العاطفي المؤثر. إلا أنه يجيد تطويع هذه المقامات بشكل مختلف في كل مرة، فمثلا النهاوند الذي نسمعه في لحنه لأغنية «ثلاثتنا» لعبد العزيز المعنى -وهو لحن رائع- يتسم بالتفاؤل والرومانسية، على نقيض النهاوند الذي استخدمه في لحن «أنا موجود» لداليا مبارك، الذي اتسم بالشجن المحبب.

لحّن راكان من مقام الكرد العديد من الأغنيات المميزة، مثل «قد العطا» لأصيل هميم، «أنا بخير» لأميمة طالب، «لمّاح» لعايض، «سمي الروح» لفهد السالم. كما يفاجئنا باستخدام لافت لمقام العجم في أغنية «خُرافية» مع عايض، و«بين الأيادي» لعبدالوهاب.

وفي المقامات الشرقية الخالصة لحّن من البيات أغنية «يا ساتر» لإسماعيل مبارك، و«سواليف الوله» لفهد الكبيسي. كما برع في الانتقال بين أكثر من مقام في الأغنية الواحدة، فمثلا يقفز من البيات للصبا في أغنية «خلك بحر» لأصيل هميم وتظهر هذه النقلة اللافتة تحديدا في جملة «حتى اللي حبيته توقع يخليك»، ويكرر اللعبة نفسها في أغنية «نسي نفسه» لعبد العزيز المعنى. كما يجري التفاتة رائعة من النهاوند للبيات في أغنية «أبغاني» لعبدالوهاب في جملة «وكيف إنك تنام الليل بدون الغيرة والشك».

جمل رشيقة

أيضا، تتميز ألحان راكان بموازينها البسيطة والجمل الرشيقة سهلة التوليف، ما يعطي مساحة واسعة لموزعي أغنياته بتجريب قوالب موسيقية محلية وعالمية متنوعة، فنسمع موسيقى السوفت روك في أغنية «تسوى عالم» دويتو الأنين ومشعل العروج، ونسمع الداب-ستيب في أغنية «مبدأ» لعبدالوهاب، و«أجّل عتابك» لمحمد صّباحي. ونسمع مزيج الآر.أن.بي مع الإيقاع الخليجي في أغنية «لأني فقت» لعايض، ومزيج الدانس الغربي والخليجي في «خورافية» لعايض، والرومبا الخليجية في «روحي» لأصيل هميم، والفلامنكو في «ثلاثتنا» لعبد العزيز المعنى.

هذا التوهج الملحوظ لراكان يقف خلفه الكيمياء القوية بين الملحن وبعض الصناع الآخرين، وعلى رأسهم الشاعر «مزيد» الذي كتب أكثرية الأغنيات من ألحان راكان، إضافة لموزعين موسيقيين، مثل هشام السكران وزيد نديم وعصام الشرايطي. وهم من أكبر المساهمين في نجاح أغنيات راكان، وخروجها بالشكل المتفرد.

راكان يمتلك نبرة صوت جميلة وله تجارب غنائية قليلة على سبيل الهواية، لكنه يكتفي بتخصصه كملحن، ويقاوم إغواء احتراف الغناء الذي يسقط فيه الملحنون عادة، حتى يفقدوا البوصلة في كلا التخصصين. يظل «فواز العنزي» حريصا على إتاحة بعض من الديموهات والأداء الحي على البيانو لأشهر ألحانه بصوته، بنسخ صوتية مختلفة تستحق زيارة حساباته على المنصات الرقمية المختلفة من حين لآخر، والاستمتاع برؤى جديدة لهذه الألحان.

أبرز الأغنيات الناجحة

لمّاح - عايض

خورافية - عايض

لأني فقت - عايض

ما فضيت - عايض

يا هيه - عايض

عشان العشرة - عايض

لا حول ولا قوة - عايض

قلب خواف - عبد الله طارق

عزيز الروح - عبد الله طارق

تسوى عالم - الأنين ومشعل العروج

مستحيل - أنغام

كل يوم - أسما لمنور

اتحبني - أصالة نصري

آخر ظهور - أصيل هميم

خلك بحر - أصيل هميم

قد العطا - أصيل هميم

يا ساتر - إسماعيل مبارك

أصد - عبد العزيز المعني

أنا موجود - داليا

سمي الروح - فهد السالم

بين الأيادي - عبد الوهاب

*المصدر: جريدة القبس الإلكتروني | alqabas.com
اخبار الكويت على مدار الساعة