سفير بنغلادش لـ «الجريدة»: مدرّبات من بلادنا لتأهيل العسكريات الكويتيات
klyoum.com
أخر اخبار الكويت:
أميركا ستلزم طالبي التأشيرات بدفع كفالة تصل إلى 15 ألف دولار• ما الهدف الأساسي من زيارتكم الأخيرة إلى نائب رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي؟
- الزيارة كانت زيارة تعاون، وتمت خلالها مراجعة أوجه التعاون العسكري القائم بين البلدين الصديقين، ووضع أسس لتوسيع آفاق التعاون المستقبلي. والهدف كان تمهيد الطريق لتعزيز التعاون في المجالات العملياتية، التدريبية، التقنية، الطبية والاستراتيجية.
• كيف تصفون واقع العلاقات الدفاعية والعسكرية الراهنة بين بنغلادش والكويت؟
- العلاقات الدفاعية بين بلدينا متينة وراسخة، تتمحور بشكل رئيسي حول وجود القوة العسكرية البنغلادشية في الكويت، وتتعزز عبر الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى، إضافة إلى التعاون في مجالات التدريب واللوجستيات والرعاية الطبية، وهي علاقات قوية ومؤهلة للنمو في مختلف المجالات العسكرية والتقنية.
فعلى سبيل المثال، القوة العسكرية البنغلادشية في الكويت تجسّد الشراكة الدفاعية طويلة الأمد مع الكويت من خلال انتشار متواصل لقواتنا. ففي عام 1990 شارك الجيش البنغلادشي ضمن لواء عسكري في تحرير الكويت.
وبعد التحرير عام 1991، تم نشر القوة العسكرية البنغلادشية ضمن عملية «إعادة إعمار الكويت»، وتركّز عملها آنذاك على إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة وإعادة بناء البنية التحتية. ومع مرور الوقت، توسّع دورها ليشمل المهام الطبية والاتصالات والهندسة والأمن والدعم الإداري. واليوم يبلغ قوامها أكثر من خمسة آلاف فرد موزعين على وحدات مختلفة، بينهم من يعمل ضمن وزارة الداخلية الكويتية، خصوصاً في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
برامج مستقبلية للتعاون
• هل تمت مناقشة أي اتفاقيات محتملة للتعاون العسكري أو برامج مستقبلية خلال الاجتماع؟
- بحثنا مجالات متعددة للتعاون المستقبلي، منها تبادل المدرسين بين كليتي مبارك العبدالله للقيادة والأركان المشتركة بالكويت، والقيادة والأركان في بنغلادش، وإعادة تفعيل التدريبات المشتركة بين قوات الكوماندوز الخاصة في البلدين، وتقديم الدعم الهندسي لبناء مساكن وثكنات جديدة للجنود في الكويت، وتوفير مدرّبات من القوات المسلحة البنغلادشية لتدريب المجندات والطالبات العسكريات في القوات المسلحة الكويتية.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن القوات المسلحة البنغلادشية لديها خبرة تمتد أكثر من 25 عاماً في تدريب الكوادر النسائية العسكرية في الأكاديميات، وقد وصلت العديد منهن إلى رتب متقدمة في مختلف الفروع.
كذلك ناقشنا إرسال مدربين لتأهيل الفرقة الموسيقية العسكرية الكويتية، وتعزيز القوة البشرية للفرق الموسيقية ضمن القوة العسكرية البنغلادشية في الكويت، وأيضاً التوريد المتفق عليه لعدد من الزيّ الميداني المموّه، وإنشاء مصانع إنتاج متخصصة في الكويت.
• حدثنا عن التعاون القائم في مجال التدريب أو تبادل الخبرات بين الجيشين.
- نعم، هناك تعاون واسع ومستمر، ففريق تدريب مكوّن من 102 عنصر من الجيش البنغلادشي يقوم بتدريب طلبة كلية علي الصباح العسكرية في الكويت في مجالات تكتيك القتال، استخدام السلاح، اللياقة البدنية، التدريبات النظامية، قراءة الخرائط، وغيرها.
كذلك، يشارك ضباط كويتيون سنوياً في دورات الأركان بكلية القيادة والأركان في بنغلادش، كما يشارك كبار الضباط في دورة الدفاع الوطني بالكلية الوطنية للدفاع. في المقابل، يشارك ضباط بنغلادشيون في دورات الأركان بكلية مبارك العبدالله بالكويت. وإضافة إلى ذلك، نفّذت القوات الخاصة في البلدين تدريبات مشتركة في أكثر من مناسبة.
تجدر الإشارة إلى أن البلدين وقّعا عام 2016 اتفاقية للتعاون العسكري، شملت أيضاً إنشاء لجنة مشتركة تجتمع دورياً بالتناوب بين الكويت وبنغلادش. والاجتماع المقبل مقرر أن يُعقد قريباً في الكويت.
• ما الدور الذي يؤديه العسكريون والكوادر الفنية البنغلادشيون في الكويت لتعزيز العلاقات الثنائية؟
- القوة العسكرية والفنية البنغلادشية في الكويت تؤدي دوراً محورياً في ترسيخ العلاقات الثنائية، إذ تمثل رمزاً للثقة المتبادلة ومساهماً أساسياً في قطاعات الأمن والبنية التحتية والدعم التقني، فهم يقدّمون دعماً في مجالات الأمن، الطب، التكنولوجيا، التدريب، والتعاون العملياتي، فضلاً عن انعكاسات دبلوماسية واقتصادية إيجابية. وهذا النموذج الفريد من الانتشار العسكري يشكل ركيزة صلبة في العلاقات بين البلدين، ويعكس التزام بنغلادش الدائم باستقرار الكويت.
وإضافة إلى ذلك، يسهم الكادر الفني والطبي البنغلادشي - وخصوصاً في مجالات الهندسة وتقنية المعلومات والرعاية الصحية - في دعم تطوير البنية التحتية والخدمات الصحية في الكويت، كما ظهر جليًا خلال جائحة «كورونا».
العلاقات الدفاعية
• كيف ترون آفاق تطوير العلاقات الدفاعية بين البلدين في المستقبل؟
- المستقبل واعد جداً، فالعلاقة بين الكويت وبنغلادش تستند إلى عقود من التعاون والثقة المتبادلة والتكامل في القدرات، وهي مؤهلة لأن تتطور من مجرد تعاون عملياتي إلى شراكة استراتيجية شاملة تشمل التدريب واللوجستيات والتكنولوجيا والاستجابة للأزمات.
وتُظهر الزيارات رفيعة المستوى الأخيرة، ومنها زيارة رئيس أركان الجيش البنغلادشي إلى الكويت، التزام البلدين بتوسيع نطاق التعاون الدفاعي. ومن بين آفاق المستقبل: توسيع دور القوة العسكرية البنغلادشية في الكويت، ليشمل مجالات مثل الأمن السيبراني والخدمات اللوجستية المتقدمة والاستجابة للكوارث، وتعزيز التدريبات والتمارين المشتركة وبرامج تبادل الضباط، التعاون في مجالات الصحة والاستجابة للأزمات بعد تجربة «كورونا»، إضافة إلى فتح مجالات تعاون في الصناعات الدفاعية وتكنولوجيا التسليح ضمن خطة تطوير القوات المسلحة البنغلاديشية (Forces Goal 2030).
• هل هناك زيارات عسكرية مرتقبة من كلا الجانبين في المستقبل القريب؟
- نعم، فالزيارات متواصلة على مدار العام، ومن أبرزها: زيارة مرتقبة لوفد من البحرية البنغلادشية إلى القوات البحرية الكويتية في أغسطس الجاري، وزيارة متوقعة لوفد كويتي إلى بنغلادش للاطلاع على برامج تدريب الكوادر النسائية من الضباط والجنود.
كذلك هناك اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين، المقرر عقده قريباً في الكويت، إضافة إلى دعوة رئيس الأركان الكويتي ليكون ضيف الشرف في حفل تخرّج الدفعة الجديدة من الضباط في، وللتذكير فقط، أنه في يوليو 2023، زار رئيس أركان الجيش البنغلادشي آنذاك الكويت، حيث التقى وزير الدفاع ونائب رئيس الأركان، وبحث سبل التعاون في مجالات التدريب واللوجستيات وتبادل الأفراد. وفي فبراير الماضي، قام رئيس الأركان الحالي، الجنرال وكر الزمان، بزيارة الكويت، واجتمع مع نائب رئيس الأركان والأمين العام لوزارة الدفاع ووكيل الحرس الوطني، حيث جرى استعراض أوجه التعاون القائم، وتأكيد استمرارية عمل القوة العسكرية البنغلادشية، إلى جانب مناقشة فرص تعاون جديدة. ومن الجانب الكويتي، زارت وفود عسكرية بنغلادش في نوفمبر 2024 ومطلع العام الحالي.