اخبار الكويت

جريدة القبس الإلكتروني

سياسة

الكويت فوق أشرار الفتنة

الكويت فوق أشرار الفتنة

klyoum.com

لا يقبل اي حديث عن الوحدة الوطنية القسمة على اثنين، فالاوطان بكل اطياف شعوبها وانتماءاتها ومذاهبها وقبائلها لا تبنى على هذه المسميات، ولا على أي واحد منها، بل تبنى على وحدتها وتحت مظلة واحدة اسمها الوطن والمجتمع الواحد، الذي لا يعرف التفرقة بكل مسمياتها، وينبذ كل صوت وانتماء شاذ يحاول ضرب ثوابت المجتمع، والعبث في وحدته الوطنية تحت أي تبرير مهما كانت طبيعته وغاياته وانطلاقاته، ومن يحاول ذلك فاعلم انه أحد أشرار الفتنة، وشيطان من شياطينها.

كان المجتمع الكويتي، ولا يزال، مجتمعاً واحداً في مذاهبه وقبائله، وفي تجارته وحرفه ومهنه المختلفة، وفي الغوص والاسفار ودواوينه القديمة والحاضرة، وبذلك كله شكّل المجتمع الكويتي صورة اجتماعية ذات نسيج واحد متماسك غايته الكويت، ولا شيء غيرها، واستمر الحال على امتداد عقود من الزمان مجتمعاً مترابطاً في آماله وتطلعاته وأمانيه، حتى صار مضرباً للأمثال في وحدة المصير المشترك، وفي ترابطه الوثيق على امتداد تاريخ هذه الارض.

منذ ان بدأت الدولة فتح الصندوق الاسود، للوقوف على خفايا من حصلوا على الجنسية بالتزوير او بالازدواجية مع جنسية اخرى، وهو اجراء نراه في الدول الاخرى كثيراً، خرج علينا البعض، ممن ازعجهم القرار، بتصريحات ومقاصد وغايات تمس وحدة مجتمعنا بالفتنة البغيضة اللعينة، التي ما دخلت في مجتمع إلا مزقته وشقّت وحدته وتماسكه، وأضعفت مقوماته وموروثاته الاجتماعية، التي وضع أركانها رجال الامس بكل اطيافهم ومذاهبهم، واصبحت بذلك الكويت ميداناً للاخوة والتعاطف والتواصل، من دون النظر الى مذهب او قبيلة او اي انتماء آخر.

وحدة الشعوب والتمسك فيها سياج يصد عنها بؤر الفتنة والتمزق، التي يحاول من لا يريد الخير لمجتمعه بثها وتكريسها، من دون التفكير بالنتائج والتداعيات، التي قد تغرق سفينة المجتمع ـ لا سمح الله ـ بكل من فيها، وهذا ما لا نريده لمجتمعنا حاضراً ومستقبلاً، فالكويت بكل مكوناتها الاجتماعية ليست مذهبا محددا ولا قبيلة، مع الاحترام للجميع، بل هي أسرة واحدة، اذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى.

السعي الحكومي الهادف الى كشف المزور والمزدوج بالجنسية لا يعني الفتنة بالمجتمع، كما يتوهم بعض الذين على رؤوسهم ريشة، بل هو حماية للهوية الوطنية، التي اختلطت بمن دخل عليها من دون حق، ومن يريد غير هذا المفهوم، ويسعى لبيان أحقاده السوداء على مجتمعنا، فإنه كمن يسعى إلى حرق مجتمعنا بالفتن والكراهية بقلبه الاسود ونواياه الدفينة المليئة بالحقد نحو الكويت، وجميع من يحمل هويتها بالاصالة لا بالتزوير أو بالازدواج.

كل ما نريده من الذين بيدهم الامر في وطننا التصدي الحازم، الذي لا هوادة فيه ولا تهاون او محاباة، تجاه من يريد العبث بقصد او من دون قصد بوحدة مجتمعنا وتكاتفه، فالكويت ليست انتماء قبلياً ولا طائفياً، بل هي وطن يجمع فوق ترابه كل من يحمل هويته الوطنية صدقاً لا تزويراً او ازدواجاً، وكل من يسعى إلى عزتها ووحدتها، لا من يسعى الى إشعال الكراهية والفتنة والتمزق بين ابناء الوطن الواحد.

فخافوا الله في وطنكم يا من تسعون الى الفتنة، إن كنتم حقاً من أهل هذا الوطن، وتحملون امانة الدفاع عن مكوناته الاجتماعية، وتأملوا بكل ما فعلته الفتنة والتمزق بالشعوب الاخرى، وعودوا الى ضمائركم إن كانت خالية من الحقد والكراهية، وربوا صغاركم على حب الكويت قبل القبيلة والمذهب والمصالح الأخرى.

يقول شاعر العراق الراحل معروف الرصافي:

لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن

فالقوم بالسر غير القوم بالعلن.

● نغزة

عنتريات بعض المرشحين في ندواتهم الانتخابية لا تدل على الحكمة والتعقل والرشد، ونعرف انها لكسب الاصوات، لكن الصراخ والجعجعة خارج الخطوط الحمراء لا يخدمان رسالة المرشح، فلا تلبسوا دشداشة أطول منكم، وخذوا العبرة من الذين كانوا قبلكم، فالبطولات الزائفة، مثل المشي على طريق غير آمن مليء بقشر الموز، تذكروا مقولة «لسانك حصانك»، وعليكم تكملة الباقي، ترى العقل زين.. طال عمرك.

يوسف الشهاب

*المصدر: جريدة القبس الإلكتروني | alqabas.com
اخبار الكويت على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com