السفير غوفان لـ القبس: نثمِّن دعم الكويت للمبادرة الفرنسية – السعودية لحل الدولتين
klyoum.com
مي السكري -
أشاد سفير فرنسا لدى البلاد، أوليفييه غوفان، بمشاركة الكويت الفاعلة في القمة التي قادتها فرنسا بالشراكة مع المملكة العربية السعودية في نيويورك، مثمناً الموقف الكويتي الواضح والداعم للجهود الإنسانية والدبلوماسية المبذولة في سبيل تحقيق السلام في المنطقة، ومؤكداً على دور الكويت المحوري في الدفاع عن القيم المشتركة.
قال سفير فرنسا لدى البلاد، أوليفييه غوفان لـ القبس: «تتقاسم فرنسا والكويت التزاماً مشتركاً بالعمل المتعدد الأطراف، واحترام القانون الدولي، فضلاً عن العمل الإنساني في مناطق الأزمات، وبخاصة في الاستجابة للأزمة الإنسانية الطارئة في غزة»، مثنيا على الدور الكويتي الثابت والقيّم في مجال المساعدات الإنسانية ومساندة الفئات الأكثر ضعفاً، مجدداً الـتأكيد أن الكويت شريك محوري في ترسيخ الأمن والسلام.
وأضاف: «نحن نعمل حالياً على تطوير أطر التعاون بين الوكالة الفرنسية للتنمية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، مع التركيز بشكل خاص على تلبية الاحتياجات الأساسية وضمان وصول السكان إلى البنى التحتية الحيوية».
حل الدولتين
وأوضح أن هذه القمة تمثل مرحلة جديدة في إطار المبادرة الفرنسية – السعودية، وُضعت بناءً على تكليف من الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أسندت، في قرارها رقم 79/81 الصادر بتاريخ 3 ديسمبر 2024، إلى فرنسا والمملكة العربية السعودية مسؤولية العمل على تحقيق حل الدولتين. وتابع: «وهذا ما قمنا به على مدى الأشهر التسعة الماضية، من خلال مجموعات عمل ضمّت عدداً كبيراً من الدول، وأفضى ذلك إلى انعقاد مؤتمر نيويورك في 28 و29 يوليو 2025، ثم إلى اعتماد إعلان نيويورك بأغلبية واسعة بلغت 142 صوتاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 12 سبتمبر 2025، ليصبح بذلك نصاً رسمياً من نصوص الأمم المتحدة».
وأضاف غوفان «ان الطابع غير المسبوق لهذه المبادرة تُمليه حقائق الميدان، فقد قال الرئيس إيمانويل ماكرون: لم نعد نملك إلا لحظات قليلة قبل أن تضيع منا فرصة السلام»، لافتا إلى أن القيام بكل ما يلزم للتقدم نحو خطة سلام أمر يُعد واجباً أخلاقياً وضرورة سياسية ملحّة، وهذا هو معنى إعلان نيويورك الذي وقّعته 142 دولة.
وبيّن أن الدول الـ142 أكدت أولاً أنّ الحرب يجب أن تتوقف فوراً، وأن تنسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وأن يتم الإفراج عن الرهائن من دون شروط، وأعربت عن دعمها لجهود الوساطة التي تبذلها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة، وشددت على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل واسع ومن دون عوائق، وأدانت في الوقت نفسه الإرهاب، وكل أشكال الاحتلال أو الحصار أو البتر الجغرافي أو التهجير القسري للسكان، سواء في غزة أو الضفة الغربية.
كما أوضح أن هذه الدول قدّمت خطة، بعد وقف إطلاق النار، تشمل إنشاء لجنة إدارية انتقالية تحت إشراف سلطة فلسطينية مُصلحة، ونزع سلاح حركة حماس وإقصاءها عن أي دور في حكم قطاع غزة، وتنفيذ خطة إعادة الإعمار التي وضعتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ودعم إرسال بعثة تثبيت واستقرار.
وأكد غوفان أن إعلان نيويورك الذي وقّعته 142 دولة، أعاد التأكيد على مبادئ المبادرة العربية للسلام، مقترحاً خطوات عملية لتحقيق الاندماج الإقليمي والاعتراف المتبادل والتعايش السلمي والتعاون بين جميع دول المنطقة، بهدف الوصول إلى بنية أمنية إقليمية، مستوحاة من تجربة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أو رابطة آسيان، تُشكّل ضمانة لتمكين الدولتين، فلسطين وإسرائيل، من العيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن.
وفي ما يخص الاعتراف بدولة فلسطين، أشار غوفان إلى أن هذا الاعتراف يأتي «في مواجهة حرب لا تنتهي وكارثة إنسانية في غزة، ومع تزايد فرض الواقع على الأرض»، مؤكداً أن «الاعتراف بدولة فلسطين يهدف إلى إعادة فتح الطريق أمام الدبلوماسية والحفاظ على حل الدولتين، باعتباره الحل السياسي العادل والدائم الوحيد الذي يُلبي التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين للعيش في سلام وأمن».
وأضاف: «لقد أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون رسمياً هذا الاعتراف خلال خطابه في الأمم المتحدة بتاريخ 22 سبتمبر 2025، كما أن عدداً من الدول (منها المملكة المتحدة وكندا وأستراليا وبلجيكا ولوكسمبورغ والبرتغال) بادرت هذا الأسبوع إلى الاعتراف بدولة فلسطين، إلى جانب فرنسا التي قادت هذه العملية وأقنعت شركاءها».
خطة متكاملة لحل الدولتين وصولاً إلى إقامة دولة فلسطين
أكد السفير الفرنسي أن «رسالة بلاده واضحة حول فلسطين، فحل الدولتين هو الطريق السياسي الوحيد لإنهاء دوامة العنف».
وقال: «يتحمل المجتمع الدولي وجميع الأطراف المعنية مسؤولية تاريخية، وهناك خطة واضحة لتنفيذ هذا الحل، وقد تبنتها 142 دولة من خلال إعلان نيويورك.
إنها 142 يداً ممدودة، لا تكتفي بدعم الاعتراف بدولة فلسطين، بل تدعم كذلك خطة متكاملة تبدأ بوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن وضمان المساعدات، وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن، ضمن منظومة إقليمية جديدة تقوم على الأمن المشترك والاعتراف المتبادل».