مشاريع الطاقة المتجددة بالكويت.. هل ستحل أزمة الكهرباء؟
klyoum.com
أخر اخبار الكويت:
إدانة خليجية لدعوات الاحتلال ضم الضفة الغربيةيوسف حمود - الخليج أونلاين
تشهد مشروعات الطاقة الشمسية في الكويت نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، لا سيما مع زيادة الاستثمار في هذا القطاع منخفض التكاليف، والطاقة المتجددة في العموم.
تتجه الكويت نحو تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري وتعزيز قطاع الطاقة المتجددة من خلال تنفيذ عدة مشاريع ومبادرات، حيث تسعى لإنتاج طاقة نظيفة بهدف الحفاظ على سلامة البيئة من التلوث والانبعاثات الكربونية التي تهدد المناخ العالمي.
ولأهمية هذه الخطوة مع اتجاه العالم نحوها، يسعى البلد الخليجي إلى توسيع مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها، وهي خطوة ربما تسهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على محطات الكهرباء لوقف الانطفاءات التي تشهدها خصوصاً في فصل الصيف.
وتشهد مشروعات الطاقة الشمسية في الكويت نمواً ملحوظاًخلال السنوات الأخيرة، لا سيما مع زيادة الاستثمار في هذا القطاع منخفض التكاليف، والطاقة المتجددة في العموم.
خطوات واتفاقيات
تكثف الكويت جهودها في وضع حلول عاجلة لانقطاعات الكهرباء، فضلاً عن معالجة أزمة الطاقة في البلاد، حيث تعقد لقاءات واسعة واتفاقيات مختلفة كان آخرها مع الصين.
في الـ19 من أغسطس 2024، بحث وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة الكويتي محمود بوشهري، مع وفد صيني برئاسة سفير بكين لدى الكويت تشانغ جيانو، الخطط التنفيذية لمشروع الشقايا للطاقة المتجددة ومشاريع أخرى لتعزيز أمن الطاقة.
ومجمع الشقايا، هو أحد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في الكويت، إذ يُخطط لتوليد 4 غيغاواط من الكهرباء عند اكتمال المراحل الـ4 للمشروع، التي من المتوقع ربطها بالشبكة بحلول عام 2027.
ووفق وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، بحث الجانبان مشاريع الطاقة المتجددة الجاري تنفيذها من قبل الصين بناء على مذكرة التفاهم الاستراتيجية التي تم توقيعها بين البلدين في وقت سابق بمجال الطاقة المتجددة.
وفي 16 أغسطس، وقعت شركة "بورجنلاند إينرجي" النمساوية وسفير الكويت لدى الاتحاد الأوروبي اتفاقية إطارية لاستكشاف تطوير الطاقة المتجددة في الدولة الخليجية.
معاناة الكهرباء
وشهدت الكويت، في الثلث الأخير من يونيو الماضي ومنتصف أغسطس الماضي، أزمة في الكهرباء، بالتزامن مع ارتفاع موجة الحر؛ ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي، بسبب ارتفاع معدلات الاستهلاك لاستخدام التكييف.
وتعد أزمة تأمين التيار الكهربائي في الكويت المشكلة الأبرز التي تواجه الحكومة، في ظل توقعات بتفاقمها خلال الفترة المقبلة؛ إذا لم تُعتمد حلول سريعة، مع تكثيف البلاد في الوقت الحالي جهودها لتفادي الأزمة.
وعلى الرغم من إمكانات الطاقة المتجددة في الكويت، فإنها ما تزال متأخرة، مقارنة بجيرانها من الدول الخليجية، التي أطلقت مشروعات ضخمة لتوليد الكهرباء من المصادر النظيفة.
وتستهدف استراتيجية الطاقة المتجددة في الكويت تركيب مزارع الطاقة الشمسية الموزعة أو المركبة على أسطح المباني، ومن ثم تشتري الدولة الطاقة التي ستنتجها مزارع الطاقة الشمسية الكهروضوئية.
مشاريع الكويت
وتتوافر لدى الكويت مقومات نجاح مشروعات الطاقة المتجددة، ولا سيما الشمسية، مثل الإمكانات المالية ونِسب سطوع الشمس وتوافر مساحات الأراضي، وبدأت في عدة مشاريع فعلية نحو ذلك.
ولعل مشروع شقايا هو الأبرز من تلك المشاريع، حيث ستبلغ القدرة الإنتاجية للمرحلة الأولى منه 1100 ميغاواط، تعتمد على تكنولوجيا الطاقة الشمسية الكهروضوئية، بينما ستبلغ قدرة المرحلة الثانية، التي تشمل محطة للطاقة الشمسية المركزة، 200 ميغاواط بسعة تخزين نحو 5 ساعات.
وستبلغ القدرة الإنتاجية للمرحلة الثالثة 1500 ميغاواط، أمّا المرحلة الرابعة (الأخيرة)، فستكون بقدرة 1700 ميغاواط.
وضمن أهم المشروعات في الكويت مشروع مجمع العبدلية المتكامل للطاقة الشمسية بطاقة 280 ميغاواط، الذي من المقرر أن يعمل بنظام الدورة المشتركة، وسيصبح أول محطة من نوعها على مستوى "دورة المرافق" في البلاد.
وفي 31 ديسمبر 2023، أُعلِنَت مرحلة التأهيل لمشروع الدبدبة المستقل لتوليد الطاقة الشمسية بإشراف هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين بطاقة 1500 ميغاواط.
كما أعلنت شركة ناقلات النفط تدشين محطتين للطاقة الشمسية، في يونيو 2023، بهدف تزويد فرعي تعبئة الغاز المسال "الشعيبة" و"أم العيش" بالكهرباء اللازمة للتشغيل.
الطاقة الشمسية كحل
يشير الكاتب الكويتي فهد العازمي، إلى أن أزمة الكهرباء الأخيرة في الكويت سلطت الضوء على تحديات كبيرة في قطاع الطاقة، وأظهرت بوضوح الحاجة الملحة لإعادة النظر في الاستراتيجيات الحالية وتبني حلول مبتكرة ومستدامة.
ويرى، في مقال له بصحيفة "الجريدة" المحلية، أن الحلول الحالية، مثل استيراد الطاقة، "تعتبر مؤقتة لا تلبي الاحتياجات المتزايدة على المدى الطويل"، مشيراً إلى أن "الحل الأمثل يكمن في الطاقة المتجددة، وخصوصاً الطاقة الشمسية، كحل مستدام يمكن أن يسهم بشكل كبير في تلبية احتياجات الطاقة في الكويت".
وأضاف: "كبداية يمكن للحكومة أن تقود الطريق نحو مستقبل مستدام للطاقة من خلال البدء بتطبيق حلول الطاقة الشمسية في المباني الحكومية والمدارس والجامعات، وهذا من شأنه أن يوفر نموذجاً يحتذى به للقطاع الخاص، ويسهم في نشر الوعي بأهمية الطاقة المتجددة".
ويعتقد أن أزمة الكهرباء في الكويت "تمثل فرصة لإعادة التفكير في استراتيجيات الطاقة الحالية وتبني حلول مستدامة، فمن خلال التخطيط الاستراتيجي الطويل الأمد، والاستثمار في الطاقة المتجددة، وتعزيز مشاركة المواطنين والشركات، يمكن للكويت أن تحقق أمناً مستداماً للطاقة وتسهم أيضاً في حماية البيئة للأجيال القادمة".
أما سلطان السالم، فيقول في مقال بذات الصحيفة، إن الحل لأزمة الكهرباء يتمثل في "استغلال طاقة الرياح وغيرها في تزويد مشغلات حكومية للبنى التحتية الأساسية، كعمليات تحلية المياه مثلاً".
وتابع: "هكذا تكون سلّة الطاقة في الدولة قد اتخذت صبغة خضراء، وقد تم التخفيف من الاعتماد على الوقود الأحفوري كذلك".
ويوضح أن هذا الحل "كما هو يعالج أزمة الكهرباء، فإننا نصل تدريجياً إلى مبتغانا في أكثر من منحى على مدى السنوات القادمة التي لن ترحمنا البتة إذا ما تساهلنا في ملفنا البيئي".
أهداف طموحة
تمتلك الكويت نحو 7% من احتياطيات النفط العالمية، إذ يُنظر إليها على أنها من أكبر الدول المصدرة لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري للفرد.
وتهدف استراتيجية الطاقة المتجددة في الكويت للحصول على قدرة تبلغ 22 غيغاواط بحلول عام 2030، لموازنة الطاقة الإنتاجية من النفط التي تزيد على 3 ملايين برميل يومياً.
في بداية العام الجاري، طرحت هيئة مشروعات الشراكة الكويتية مناقصة لبناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 1 غيغاواط بالقرب من مدينة الكويت.
ومع ذلك، من المتوقع أن تمثل قدرة الطاقة المتجددة في الكويت أقل من 10% من إجمالي إنتاجها من الكهرباء بحلول نهاية عام 2030، حسبما ذكرت مجلة "أريبيان غلف بزنس أنسايت".