السفيرة ساساهارا: الوجود العسكري الأمريكي في الكويت كبير ويعكس الشراكة الإستراتيجية
klyoum.com
أخر اخبار الكويت:
شركات الاستثمار يعد ورقة عمل حول الأدوات والمنتجات الماليةمي السكري -
أكدت السفيرة الأمريكية لدى البلاد، كارين ساساهارا، متانة العلاقات بين الكويت وبلادها، مشيرة إلى أن الكويت تُعد شريكًا استراتيجيًا قديمًا للولايات المتحدة، والوجود العسكري الأمريكي كبير في البلاد ويعكس الثقة ومتانة الشراكة.
وقالت ساساهارا خلال لقائها الختامي مع ممثلي الصحافة المحلية: إن التعاون والتواصل والتنسيق مع الكويت يتم بشكل يومي على المستويين العسكري والمدني. وأشارت إلى أن وجود مركز الناتو في الكويت منذ عام 2017 يعكس عمق هذا التعاون الوثيق.
كما أشارت إلى أن حادثة إطلاق الصواريخ على قاعدة العديد الأمريكية في قطر الأسبوع الماضي تمثل مثالًا واضحًا على التنسيق الوثيق بين الشركاء، مؤكدة أهمية التعاون لمعرفة ما يجري في المنطقة، لا سيما مع قرب إيران، مشيرة إلى التواصل المستمر مع القيادة الكويتية العسكرية والمدنية لتبادل المعلومات وتقييم الموقف.
وذكرت أن العلاقات الكويتية–الأمريكية، تعود إلى ما قبل حرب التحرير عام 1991، ويعتقد البعض بأن العلاقة بدأت بعد الغزو العراقي والتحرير، لكنها في الحقيقة أعمق من ذلك بكثير، مشيرة إلى أن هناك أجيالاً من الكويتيين درسوا في الولايات المتحدة، وهناك شراكات طويلة الأمد في مجالات الأمن والتعليم والتكنولوجيا والتجارة.
وذكرت أن تجربتها في الكويت شكّلت محطة دبلوماسية متميزة، على الصعيدين المهني والشخصي، واصفة المجتمع الدبلوماسي في البلاد بأنه «من بين الأكثر تماسكًا وحيوية» في المنطقة.
ووصفت ساساهارا تجربتها في الكويت بأنها غنية ومؤثرة، مؤكدة أن أكثر ما ستفتقده هو الشعب، لما يتميز به الكويتيون من كرم وصدق نادرين، لافتة إلى أنها خلال العامين الماضيين، اندمجت في المجتمع، وزارت مدارس، وشاركت في مهرجانات، وتعرفت على ثقافات متعددة، من المواطنين إلى الجاليات المقيمة.
وردًا على سؤال حول التوازن بين الدعم الأمريكي لإسرائيل والتزام واشنطن الاستقرار الإقليمي وحقوق الإنسان، قالت: «نحن لا نخفي دعمنا لإسرائيل»، لكن في الوقت نفسه نؤمن بأهمية تحقيق التوازن بين المصالح والمبادئ، فأي صراع في المنطقة يهدد الأمن والاستقرار ويؤثر سلبًا في التجارة وحقوق الإنسان، ولهذا ندعم الحوار والتعاون بدلًا من التصعيد».
وأردفت: «الدول الخليجية اليوم تركز على النمو الاقتصادي والتبادل التجاري، وليس على النزاعات، وهذا ما نؤمن به أيضًا: الشراكة من أجل الازدهار، لا المواجهة».
وتحدثت السفيرة عن الأوضاع الإقليمية، مشددة على أهمية تجنب التصعيد العسكري. وقالت: «لا أحد يرغب في تصعيد التوترات، وهو ما شدد عليه الرئيس ترامب في تصريحاته الأخيرة، فالتهدئة تصب في مصلحة جميع الأطراف، وقد شعر كثيرون بالارتياح عقب انخفاض حدة التوترات الأخيرة».
كما شددت على أهمية تعزيز الحوار في الإقليم، مستشهدة بدعم سوريا ولبنان من الدول العربية، كما أكدت أن الحوار عبر الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ضروري لتحقيق الاستقرار.
وحول موقف الولايات المتحدة من التوترات الأخيرة بين إيران ودول مجلس التعاون، قالت: «لا نريد لهذا التوتر أن يتصاعد، وهناك تنسيق مستمر مع الكويت، والهجمات الأخيرة كانت مقلقة، لكن ردة الفعل الخليجية عقب الهجوم الإيراني على قاعدة العديد كانت موحدة وسريعة وهذا مشجّع، ولا أحد يريد الانجرار نحو صراع، فالتهدئة مهمة للجميع».
وردا على سؤال حول تأثر بعض الطلبة بحرية التعبير على وسائل التواصل الاجتماعي ورفض تأشيراتهم بسبب آرائهم بشأن الحرب على غزة، قالت: «أفهم تمامًا مشاعر القلق، ولكن منح التأشيرات يخضع لمعايير تضعها الإدارة الأمريكية، وهي صاحبة القرار في هذا الشأن، والتعبير عن الرأي لا يُعد جريمة، لكن الإجراءات تُبنى وفق سياسات الهجرة الوطنية». وأضافت: «علينا أن نوازن بين فتح أبواب السفر المشروع وبين أولويات الأمن القومي، ونريد أن يأتي الطلبة للدراسة ونرحب بهم، لكن لا نريد أشخاصًا يضمرون الشر لأمريكا، ونحن ملتزمون استقبال الطلاب وسنواصل ذلك، مع الاستمرار في تكييّف معايير منح التأشيرات وفقا للظروف المتغيرة ونحن الآن نعمل بشكل طبيعي، ونرحب بالطلبة الراغبين في الدراسة».
وعن تقييمها لجهود ترامب في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وفرص نجاحه، أجابت: «الرئيس مركز جدًا على هذا الملف، وقد تحدث عنه في 23 يونيو، ويتابعه بنفسه، والهدف هو وقف إطلاق النار، وهذا ما دعا إليه ترامب ونحن نؤمن أن التوصل إليه هو الطريق الصحيح. ليس الهدف فقط المكاسب الاقتصادية، بل أيضًا الوفاء بالتعهدات الإنسانية. هناك مبعوث خاص، ستيف ويتكوف، يتنقل باستمرار ويتابع الملف».
وذكرت أن الوضع الاقليمي لا يحتمل المزيد من المفاجآت، فالجميع بحاجة إلى الأمن القومي، مشيرة إلى أن «المنظمات كجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي يمكن أن تلعب دورًا في اجراء حوار اقليمي في المنطقة»، مستشهدة برفع الولايات المتحدة للعقوبات عن سوريا لتوفير الغذاء والدواء وزيارة الرئيس اللبناني الجديد للكويت اللذين اعتبرتهما «مؤشرين إيجابيين»، مشددة على أهمية دعم الاستقرار في المنطقة عبر هذه الأطر.
5 تأكيدات أمريكية
• الكويت شريك محوري في القضايا
• حرص مشترك على تعزيز العلاقات
• دور كويتي رائد في ترسيخ الأمن والسلام
• التهدئة ووقف التصعيد ركيزتان للاستقرار
• تعزيز التعاون في مجالات الأمن والتعليم
الإعلام الكويتي نشط ومتنوع
في ردّها على سؤال حول واقع الصحافة وحرية الإعلام في الكويت، عبّرت ساساهارا عن اعجابها بالتنوع الإعلامي في البلاد، مشيرة إلى أن الإعلام الكويتي نشط ويتميز بالحيوية والتنوع والشفافية. وأضافت أن من الملفت أن تمتلك دولة صغيرة هذا العدد الكبير من الصحف، ما يعكس ثراءً في الآراء وتنوعًا فكريًا يميز المشهد الإعلامي الكويتي.
كما أكدت ساساهارا أنها لا تزال تفضل الصحافة المطبوعة «التقليدية» كمصدر أساسي للمعلومات، معتبرة إياها أكثر مصداقية وشفافية مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي.
الديوانية الكويتية.. منبر سياسي
قالت ساساهارا إن مشاركتها في الديوانيات كانت تجربة فريدة من نوعها، إذ لم تقتصر على كونها تجمعات اجتماعية فحسب، بل كانت أيضاً منبراً سياسياً وثقافياً يعكس عمق المجتمع الكويتي وانفتاحه على الحوار والنقاش البنّاء.
أغادر الكويت وأحتفظ بذكرياتي فيها
أعربت ساساهارا عن امتنانها للفترة التي قضتها في الكويت، مشيرة إلى أنها ستغادر قريبًا، لكنها تحتفظ بذكريات وتقدير عميق لهذه التجربة.
وأضافت: «أتمنى أن تسنح لي الفرصة في المستقبل للعودة كسائحة، لزيارة الأماكن التي لم أتمكن من رؤيتها، ولإعادة التواصل مع الأصدقاء الكويتيين الذين تعرفت إليهم خلال إقامتي هنا».