اخبار الكويت

جريدة الأنباء

منوعات

الفيلم السعودي «سوار» بحث عن الانتماء.. ونسي «السوار»!

الفيلم السعودي «سوار» بحث عن الانتماء.. ونسي «السوار»!

klyoum.com

ياسر العيلة

أقيم مساء أول من أمس في «جراند سينما» برج الحمرا العرض الخاص للفيلم السعودي «سوار»، تأليف رشيد المنجم، وبطولة: فهيد الدمناني، يوسف ديميروك، سارة البهكلي، علي آل شكوان، ومن تركيا: توجس يولكو، سيكان جينتش، وهو الفيلم الروائي الأول للمخرج السعودي أسامة الخريجي، ومن إنتاج شركة «حكواتي انترتيمنت» بالتعاون مع «فيلم العلا»، وهو الفيلم الذي اختير ليكون الافتتاحي للدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية.

أحداث حقيقية

حضر العرض الخاص جمهور كبير من بينهم عدد من المخرجين والفنانين ومشاهير «السوشيال ميديا» ووسائل الإعلام المختلفة، منهم على سبيل المثال المخرجان والمنتجان أصحاب شركة «فيلاسو» والمخرج علي السلطان والفنانتان شهد الراشد ونديمة سنان، وآخرون.

فيلم «سوار» مستوحى من أحداث حقيقية، وتدور قصته حول طفلين حديثي الولادة أحدهما سعودي والآخر تركي تم تبديلهما بالخطأ في مستشفى بنجران (جنوب المملكة العربية السعودية) عام 2003، ليكتشف الأمر بعد سنوات، في قصة تصدرت عناوين الصحف وهزت المجتمع وقتها، لكن المصادفة وحدها تؤدي إلى اكتشاف الأمر بعد أن أصبح لكل منهما عائلته وحياته الخاصة.

المخرج الخريجي قسم «سوار» إلى ثلاثة فصول درامية تطرح أسئلة عميقة حول الانتماء والعائلة والهوية والصراعات الشخصية والتحديات المجتمعية والروابط العاطفية العميقة التي تحدد العائلات، وكانت البداية من خلال شك الأب التركي ينار (سركان جينتش) الذي ظل يبحث عن إجابة عن سؤال يؤرقه كثيرا هل الطفل «يعقوب» الذي في بيته هو بالفعل ابنه؟ وإذا لم يكن هو فكيف حدث ذلك؟ ولماذا؟ ورغم رفض زوجته فاطمة (توغتشي يولجو) لشكوكه وأن الأمر مجرد أوهام في عقله فقط، إلا أنها وأمام إصراره تضطر لعمل تحليل «الحمض النووي» معه ليكتشفا ان الطفل ليس ابنهما ويبدآن رحلة البحث عن الحقيقة.

في الجانب الآخر، فالأب السعودي حمد (فهيد الدمناني) يعرف حقيقة أن «علي» ليس ابنه وإنما حدث خطأ يوم ولادته فينهار من الصدمة ويصعّد المشكلة لتصبح قضية رأي عام للبحث عن من يتحمل هذا الخطأ الذي عصف بأركان عائلته.

لقد نجح الخريجي في تقديم صورة بصرية ثرية تعكس البيئة النجرانية بكل شفافية وإبراز جمالها بشكل غير تقليدي واعتمد في بوستر الفيلم على صورة السوار الذي يوضع على معصم المولود الجديد، وكيف يمكن لخطأ بشري تبديل هذا السوار بآخر، ومعه مصير صاحبه، لكن الغريب أن كيف لفيلم اسمه «سوار» ألا يبدأ بالسوار ليكون هو بداية أحداثه، وان هذه القطعة الصغيرة كانت السبب في تبديل الطفلين!

الانتماء والهوية

من سلبيات الفيلم، خاصة أن أحداثه مبنية على قصة حقيقية، اننا لم نشعر بحالة حزن او انهيار العائلتين، فالموضوع كبير ومصيري، فتبديل الهوية والانتماء والتفكك الأسري كان يحتاج لانفعالات ووجع اكثر مما شاهدناه على الشاشة، وهذا يؤخذ على الكاتب والمخرج معا لأن هذه النوعية من الأفلام لا تقدم كقصة مسلية فقط إنما لا بد ان تجعل المشاهد يعيش مع أحداثها بكل جوارحه، وأن يشعر بالصدمة الإنسانية وحالة الانكسار والصدمة، لكن الفيلم تناول ذلك بشكل هامشي وخفيف وكأن ما حدث ليس مأساة!

في النهاية وبالرغم من هذه الأخطاء البسيطة، يعد فيلم «سوار» خطوة جريئة ومهمة تحسب للسينما السعودية الشابة في تقديم قصة واقعية حقيقية بإخراج جميل وأداء تمثيلي جيد، خاصة من سارة البهكلي، التي جسدت دور الأم بحس داخلي صادق لا يحتاج إلى كلمات كثيرة، وفهيد الدمناني الذي قدم شخصية الأب السعودي الذي أكد انه لم يتوقع أن يكون بطلا للفيلم واعتقد انه سيقدم دورا ثانويا، إلا أنه فوجئ بأن دوره رئيسي وأجاد في تقديمه بشكل لافت.

والفنان خالد صقر الذي جسد شخصية «العم» قدم أداء محكما دون أن يفرض نفسه على المشهد، أما الطفل علي «علي آل شكوان» فكان مفاجأة حقيقية، حيث يمتلك موهبة فطرية وقدرة رائعة على التمثيل والتعبير، رغم صغر سنه، وأن أداءه أضاف روحا خاصة للعمل، ونجح في إيصال مشاعر صادقة إلى المشاهدين، وباقي الممثلين اجتهدوا في تقديم أدوارهم بدرجات متفاوتة.

*المصدر: جريدة الأنباء | alanba.com.kw
اخبار الكويت على مدار الساعة