تراجع بريق لندن مع تزايد مغادرة الأثرياء والشركات
klyoum.com
أخر اخبار الكويت:
شمال الخليج : الداخلية تعتمد جينيسيس G90 للمراسم والتشريفاتتعرّضت العاصمة البريطانية لندن، أخيراً، لهزّات قوية، مع توجّه الشركات الكبرى للتوسع خارجها، وسعي العمال للعيش في أماكن أقل تكلفة، وهروب عدد كبير من أصحاب الثروات الطائلة.فقد دفع النظام الضريبي الجديد الذي استهدف وضع «غير المقيم الدائم» (non-dom) في المدينة، نحو 10 آلاف مليونير إلى مغادرة لندن عام 2024، بحثاً عن ملاذات أكثر أماناً لأموالهم. أما من هم دون ذلك، فقد دفعتهم تكاليف المعيشة المرتفعة، إلى جانب إعادة تقييم نوعية الحياة بعد الجائحة، إلى مغادرة المدينة، إذ باتت الحياة في لندن باهظة التكلفة بشكل لا يُحتمل.كما تراجعت مكانة لندن كمركز أعمال خلال السنوات الأخيرة، مع سعي شركات محلية لتوسيع عملياتها في الخارج، واختيارها الإدراج في أسواق أجنبية بدلاً من السوق البريطانية. ومع ذلك لا تزال لندن تتمتع بجاذبية قوية تجتذب الملايين ممن يسعون للعمل أو الدراسة أو الترفيه، إذ استقبلت المدينة نحو 20 مليون سائح عام 2023.ووفقا لتقرير نشرته شبكة CNBC الأميركية، واطلعت عليه «العربية Business»، تفاوتت آراء المحللين في المملكة المتحدة حول ما إذا كانت لندن تمرّ بمرحلة تراجع، أم أنها تواجه فقط بعض التحديات المؤقتة.جاذبية تتآكل
تعرّضت العاصمة البريطانية لندن، أخيراً، لهزّات قوية، مع توجّه الشركات الكبرى للتوسع خارجها، وسعي العمال للعيش في أماكن أقل تكلفة، وهروب عدد كبير من أصحاب الثروات الطائلة.
فقد دفع النظام الضريبي الجديد الذي استهدف وضع «غير المقيم الدائم» (non-dom) في المدينة، نحو 10 آلاف مليونير إلى مغادرة لندن عام 2024، بحثاً عن ملاذات أكثر أماناً لأموالهم. أما من هم دون ذلك، فقد دفعتهم تكاليف المعيشة المرتفعة، إلى جانب إعادة تقييم نوعية الحياة بعد الجائحة، إلى مغادرة المدينة، إذ باتت الحياة في لندن باهظة التكلفة بشكل لا يُحتمل.
كما تراجعت مكانة لندن كمركز أعمال خلال السنوات الأخيرة، مع سعي شركات محلية لتوسيع عملياتها في الخارج، واختيارها الإدراج في أسواق أجنبية بدلاً من السوق البريطانية.
ومع ذلك لا تزال لندن تتمتع بجاذبية قوية تجتذب الملايين ممن يسعون للعمل أو الدراسة أو الترفيه، إذ استقبلت المدينة نحو 20 مليون سائح عام 2023.
ووفقا لتقرير نشرته شبكة CNBC الأميركية، واطلعت عليه «العربية Business»، تفاوتت آراء المحللين في المملكة المتحدة حول ما إذا كانت لندن تمرّ بمرحلة تراجع، أم أنها تواجه فقط بعض التحديات المؤقتة.
جاذبية تتآكل
ويقول استراتيجي الأسواق والمصرفي الاستثماري السابق ومؤلف النشرة اليومية «Porridge Morning Blain’s»، بيل بلاين، إن جاذبية لندن كمركز أعمال بدأت تتآكل منذ سنوات، وأن تكلفة المعيشة أصبحت لا تُحتمل للأشخاص العاديين.
ويضيف: «القيام بالأعمال في العاصمة لم يعد ممتعاً كما كان، وحتى الأجواء في منطقتي المال الرئيسيتين - مدينة لندن وكاناري وورف - باتت أسوأ».
وتابع: «اختفى ذلك الحماس الذي كنّا نعيشه في قلب المدينة، لقد فقدت لندن بريقها بسرعة كبيرة».
وسأل: «هل تستطيع أن تسمّي لي بنكاً استثمارياً بريطانياً مؤثراً واحداً؟ أو شركة كبرى في سوق المال الخاص؟ كلها اليوم شركات أميركية كبرى».
ويضيف: «أما البنوك الأوروبية - الفرنسية والألمانية - فهي بالكاد موجودة. لم يتبق شيء لبريطانيا. تجوّل في المدينة اليوم، وستراها مزدحمة، نعم، لكنها مليئة بموظفي التأمين، لا المصرفيين الاستثماريين من الجيل السابق. جيلي كان الأخير الذي عاش العصر الذهبي».
وحمّل بلاين «الإفراط في التنظيم والرقابة» مسؤولية التراجع، مشيراً إلى أن عدد العاملين في الامتثال والبيروقراطية يفوق بكثير من يعملون في الصفوف الأمامية للقطاع المالي.
ويرى أيضاً أن المدينة فقدت سمعتها كوجهة مستقرة سياسياً، مع تعاقب 6 رؤساء وزراء خلال العقد الأخير، فضلا عن آثار الخروج العاصف من الاتحاد الأوروبي قبل 5 سنوات.
ويشير إلى أن الحكومة الجديدة تواجه ضغوطاً كبيرة للالتزام بضوابط الدَّين والإنفاق، في الوقت الذي تحاول تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة الإنفاق العام.
ويقول: «في السابق، كان يُنظر إلى بريطانيا على أنها ليست أكبر اقتصاد، لكنها مستقرة وجديرة بالثقة. أما الآن، فباتت هذه القناعة محل تساؤل، وهذا يمثّل خطراً كبيراً على المملكة المتحدة».
من جانبه، قال كبير الاقتصاديين في المملكة المتحدة لدى شركة PwC، بارِت كوبليان، إن الوضع ليس سوداويًا بالكامل على المدى الطويل.
ويضيف: «عند النظر إلى الأسس التي تجعل من لندن ما هي عليه، فإننا نبدأ بسيادة القانون، ثم التاريخ والثقافة والتنوع والموهبة والابتكار والتنظيم والمنطقة الزمنية والنزاهة والبنية التحتية... كل هذه العناصر لم تتغير جذريًا خلال السنوات الأخيرة».
وتابع: «نرى أن لندن لا تزال تتمتع ببنية تحتية ناعمة ومستقرة، والشركات الكبرى لا تزال توجد فيها بفضل جودة التنظيم».
وأكد أن المدينة لا تزال مركزاً مالياً مهماً، لكنها في الوقت ذاته تتطور وتتأقلم مع الواقع الجديد.
وأضاف: «صادرات السلع تواجه ركوداً، نتيجة بيئة التجارة والرسوم الجمركية، لكن صادرات الخدمات تنمو بقوة، والقطاع الأبرز في هذا النمو هو الخدمات التجارية».
وأشار إلى أن الخدمات المالية لطالما اعتُبرت الجوهرة في تاج لندن، لكنها لم تعد الوحيدة، بل إن الخدمات التجارية تسهم الآن بشكل متزايد في نمو الصادرات. «العربية نت»