موسم يعيد برمجة عقول أبنائنا
klyoum.com
أخر اخبار الكويت:
داو يخسر 386 نقطة و ناسداك يهبط بأكثر من 2 مع إغلاق تعاملات اليومفي كل عام ننتظر فصل الشتاء بشغف، ليس فقط لجمال الطقس وبرودته المنعشة، بل لأنه يمنحنا طاقة جديدة لممارسة أنشطة متنوعة بحيوية ونشاط. غير أن هذا الفصل يحمل قيمة أعمق بكثير من مجرد الترفيه، فهو موسم التخييم، التأمل، والانطلاق نحو الذات، ومنه وُلدت فكرة العضوية الملكية.
في أحد المناهج التربوية المعتمدة في الجامعات البريطانية المخصصة، لتأهيل مربي أبناء الملوك والأمراء، يُعدّ من متطلبات تطوير الشخصية أن يعيش الطفل والمراهق تجربة التكيف مع الطبيعة. فالتعرّض لتقلبات الجو، المطر، والبرد، ليس عائقاً، بل هو تدريب على المرونة النفسية والقدرة على التكيف. وعلى النقيض من ذلك، نجد أن بعض أبنائنا في مجتمعاتنا العربية يرون في تغيّر الطقس ذريعة للتقاعس عن الدراسة أو البقاء في المنزل، رغم أن المدارس مفتوحة والفرصة قائمة. هنا يظهر الفرق بين جيل يتأقلم مع الحياة، وآخر يتراجع أمام الظروف.
إنّ إشراك الأبناء في برامج تربوية وتطويرية خلال الشتاء فرصة ثمينة لإعادة برمجة العقل على ثلاثة محاور جوهرية:
الانتباه العميق، تعزيز التركيز، والتدريب الحسي.
وفي ظل ضغط الدراسة وازدحام الملهيات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، فإنّ أفضل ما يمكن أن نقدمه لأبنائنا هو شتاء محفّز ومختلف، لا يجمّد طاقاتهم بل يشعلها، شتاء يُعيد إليهم التوازن بين الجسد والعقل، ويغرس فيهم حبّ الطبيعة والإنجاز والانضباط.
فما أجمل أن يكون هذا الشتاء بداية لخطة تطويرية محفزة! تجعل أبناءنا يعيشون التجربة، لا يقرؤون عنها فقط، ويكتشفون قوتهم الداخلية في كل خطوة يخطونها نحو التغيير.
ندى مهلهل المضف