نور العمر لـ القبس: قبل تناول مكملات «البروبيوتيك» يجب استشارة الطبيب
klyoum.com
أخر اخبار الكويت:
جامعة الكويت: استحداث برامج أكاديمية جديدة لتلبية احتياجات سوق العمليعد الترويج لتناول البروبيوتيك (بكتيريا الأمعاء المفيدة) أمراً شائعاً هذه الأيام، فالإعلانات والسوشيال ميديا، وحتى وسائل الإعلام الصحية، تتحدث عن فوائد تناول المنتجات التي توفرها.
ووفقاً لأخصائية التغذية العلاجية نور العمر، فإن موضوع البروبيوتيك والبريبايوتكس، وتزايد الاهتمام بفوائد بكتيريا الأمعاء المفيدة له أهمية كبيرة في مجالات الصحة والتغذية. ولكن قبل الإقبال على شراء المكملات التي تعد بتعزيز البكتيريا الصديقة يجب أولاً عرض الحقائق للتمييز بين الحقائق العلمية والخيال. وأضافت موضحة: «الأمعاء الصحية تحتوي على تريليونات من البكتيريا «الجيدة» التي تلعب دوراً حيوياً في الصحة العامة، بما في ذلك تحسين الهضم، وتعزيز المناعة، وتنظيم الحالة المزاجية، وإدارة الوزن».
◄ الفرق بين البروبيوتيك والبريبايوتكس
البروبيوتيك ميكروبات حية تُعطى بجرعات كافية لتحقيق فوائد صحية للاشخاص. وتشمل عادة سلالات أو أجناساً بكتيرية من فئة Lactobacillus وBifidobacterium.
أما البريبايوتكس فهي عناصر تتواجد في المواد الغذائية وتكون غير قابلة للهضم، حيث تعمل كغذاء للبكتيريا الجيدة في الأمعاء. وذلك يعزز نموها ونشاطها، ومن أمثلتها: الإينولين وفركتوأوليجوساكاريد.
◄ كيف نرفع مخزون البكتيريا الصحية؟
يبدأ تكون بيئة الميكروبيوم (الاتزان الميكروبي في الأمعاء) الفريد والخاص بالفرد منذ الولادة، وتتم إضافة مزيد من السلالات البكتيرية من خلال الأطعمة التي يتناولها الشخص طوال حياته. وقد تسبب عدة عادات غذائية حدوث اختلال في اتزان الميكروبيوم أو إضعافه مثل تناول المضادات الحيوية أو التدخين أو عادات غذائية سيئة. وفي ما يلي بعض أفضل الطرق لرفع مخزون البكتيريا الصحية في الأمعاء:
• الأطعمة المخمرة: مثل الزبادي والكفير والمخللات.
• الألياف غير القابلة للذوبان: الموجودة في الحبوب الكاملة والبقوليات والخضروات النشوية، مثل البطاطا الحلوة. فهذه تحتوي على البروبيوتيك المفيدة.
• تناول البروبيوتيك من المصادر الغذائية: يُفضل الحصول على البروبيوتيك (البكتيريا الحية) من الأطعمة الطبيعية بدلاً من المكملات، حيث لم تثبت جميع الدراسات فعالية المكملات في تحسين توازن البكتيريا الجيدة في الأمعاء.
• الحد وتقليل تناول الأطعمة السريعة والمصنعة والسكريات: فهذه الأغذية تساهم في استنزاف البكتيريا الجيدة وتعزز نمو وتكاثر الجراثيم الضارة في الأمعاء. لذا، ينصح بالالتزام بالتغذية الصحية والمنتجات الطبيعية قدر الإمكان.
◄ التغذية العلاجية والبروبيوتيك
التغذية العلاجية عبارة عن أسلوب تغذية يهدف أو يركز على استخدام الأطعمة والمغذيات التي تساهم في تحسين الصحة العامة وعلاج الأمراض. وتلعب البروبيوتيك دوراً مهماً في هذا السياق، حيث يمكنها أن تساهم في تحسين صحة الأمعاء والجهاز المناعي والوقاية من العديد من الأمراض. ويمكن تلخيص دور البروبيوتيك في التغذية العلاجية في ما يلي:
• صحة الجهاز الهضمي: البروبيوتيك يساعد في الحفاظ على التوازن الميكروبي في الأمعاء، مما يساهم في تحسين عملية الهضم والوقاية من الإسهال والإمساك.
• تعزيز المناعة: الميكروبات الجيدة في الأمعاء تلعب دوراً حيوياً في تعزيز الجهاز المناعي، مما يساعد الجسم على مقاومة الالتهابات والأمراض.
• تحسين الامتصاص الغذائي: البروبيوتيك يمكن أن يعزز من امتصاص الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم.
• الوقاية من الأمراض المزمنة: تشير الأبحاث إلى أن البروبيوتيك يمكن أن يساعد في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السمنة، مرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب.
◄ فوائد أثبتتها الدراسات
أثبتت عدة أبحاث حديثة الفوائد المحتملة لزيادة تناول مصادر البروبيوتيك الغذائية، وتشمل مجموعة من الحالات الصحية، بما في ذلك:
- الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية (AAD):
وفقاً لدراسة نشرتها مجلة «The Lancet Gastroenterology & Hepatology» في عام 2020، فإن تناول البروبيوتيك يقلل من خطر الإصابة بالإسهال بنسبة %30. وذلك يبرر نصح الخبراء بزيادة تناول مصادر البروبيوتيك الغذائية أو حتى تناول مكملاتها الغذائية تبعاً لكورس المضادات الحيوية، ولكن أشاروا أيضاً إلى ضرورة استشارة الطبيب أولاً.
- متلازمة القولون العصبي (IBS):
وفقاً لدراسة نشرتها مجلة «American Journal of Gastroenterology» في عام 2019، فقد لوحظ تحسن في أعراض القولون العصبي بنسبة %18 لدى من تناولوا البروبيوتيك.
◄ مرضى التهاب الأمعاء
أشارت الأخصائية نور إلى أن الوضع مختلف نسبياً بالنسبة للمصابين بأمراض الالتهابات المعوية، وشرحت قائلة: «تشير الأبحاث إلى أن مرضى التهاب الأمعاء (IBD) يجب أن يكونوا حذرين عند تناول البروبيوتيك. فقد يكون هناك تأثيرات متباينة للبروبيوتيك على هؤلاء المرضى، مما يستوجب منهم استشارة الطبيب المعالج والأخذ برأيه الدقيق. على سبيل المثال، وجدت دراسة نشرتها مجلة Journal of Crohn’s and Colitis في عام 2019 أن استخدام البروبيوتيك قد يؤدي إلى تفاقم أعراض بعض المصابين بهذا المرض، بينما قد يكون مفيداً للبعض الآخر.
◄ إرشادات خبراء التغذية
وفقاً لتوصيات الجمعية البريطانية لأخصائيي التغذية، ينصح باتباع الإرشادات التالية:
1 - تناول البروبيوتيك والبريبايوتكس من مصادرها الغذائية الطبيعية: تُشدد الجمعية على أهمية الحصول على البروبيوتيك من الأطعمة الطبيعية بدلاً من المكملات، إلا إذا كان هناك توصية طبية واضحة من المعالج.
2 - اتباع نظام غذائي متوازن: اتباع نظام غذائي غني بالألياف لتحسين صحة الأمعاء.
3 - استشارة مقدمي الرعاية الصحية: قبل البدء في اتباع أي نظام غذائي أو تناول مكملات غذائية يجب استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية، وذلك لضمان الفوائد الصحية وتجنب المخاطر المحتملة. ولتحديد الجرعة المناسبة أيضاً.
وتابعت الأخصائية نور موضحة: «يمكن أن تكون البروبيوتيك والبريبايوتكس أدوات قوية لتعزيز صحة الجهاز الهضمي، ولكن يجب استخدامها بحذر وبمعرفة علمية. لذا، نشدد على استشارة مقدمي الرعاية الصحية قبل تناول أي مكمل غذائية وذلك لضمان تحقيق الفوائد المرجوة بأمان ومن دون التسبب بأضرار أو آثار جانبية غير محمودة».
تحذيران مهمان
أكدت الأخصائية نور على أهمية الانتباه إلى النقطتين التاليتين قبل تناول أي مكمل غذائي، حتى لو كان من نوع البروبيوتيك:
◄ عدم تناول مكملات البروبيوتيك من دون استشارة الطبيب: وبخاصة مرضى الأمراض الهضمية مثل مرض التهاب الأمعاء (IBD).
◄ تشخيص الحالة الصحية
بشكل صحيح: من المهم ان يتحقق الشخص من حالته الصحية بدقة قبل تناول أي مكمل غذائي لضمان سلامة وفعالية العلاج.