اخبار الكويت

جريدة الأنباء

أقتصاد

تضخم أسعار الغذاء في 2025.. قلق عالمي وتحوّلات في السلوك الاستهلاكي

تضخم أسعار الغذاء في 2025.. قلق عالمي وتحوّلات في السلوك الاستهلاكي

klyoum.com

كشفت نتائج استطلاع عالمي حول مشاعر المستهلكين تجاه تضخم أسعار المواد الغذائية خلال 2025، عن التأثيرات الواضحة للتضخم المستمر، والتحديات في سلاسل الإمداد، والرسوم الجمركية العالمية على أنماط الإنفاق اليومية والسلوك الاستهلاكي عبر مختلف الفئات العمرية والمناطق.

وقد شمل الاستطلاع مشاركين من أستراليا ونيوزيلندا وفرنسا وألمانيا والشرق الأوسط والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث أبدى 85% من المشاركين قلقهم من تأثير التضخم على أسعار السلع، في مؤشر على تزايد المخاوف وتحولات ملموسة بقرارات الشراء حول العالم.

وتؤكد نتائج هذا الاستطلاع، الذي أجرته بلو يوندر الشركة المتخصصة عالميا في التحول الرقمي لسلاسل الإمداد الشاملة، مدى عمق وتأثير التضخم على الحياة اليومية للمستهلكين، ونجد أن المستهلكين يتعاملون مع واقع اقتصادي غير مستقر، بدءا من تقليل التسوق للمواد التموينية، وتخفيف الإنفاق على بعض المشتريات، مرورا بالتوجه نحو المتاجر التي تبيع المنتجات بأسعار مخفضة، وانتهاء بإعادة ترتيب الأولويات المالية، وفي الوقت نفسه يتعين على محلات التجزئة التكيف مع ذلك بسرعة ومرونة. وذكر الاستطلاع أن عوامل التضخم هي: الرسوم الجمركية، وارتفاع تكاليف العمالة والمواد الخام، وزيادة هوامش الأرباح. وأفاد ما يقارب نصف المشاركين 49%، بأن الرسوم الجمركية العالمية الجديدة، تمثل العامل الأبرز في ارتفاع أسعار السلع الغذائية، تليها زيادة أسعار المواد الخام 42% وارتفاع تكاليف العمالة في التصنيع ومعالجة الأغذية 39% ثم ارتفاع هوامش الأرباح للعلامات التجارية والمصنعين 33%.

وتختلف النظرة إلى السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار حسب المنطقة، ففي الولايات المتحدة 65% والمملكة المتحدة 56%، ومنطقة الشرق الأوسط 50%، حيث يرى المستهلكون أن الرسوم الجمركية تعتبر العامل الأبرز.

أما في أستراليا ونيوزيلندا 50%، فيعتقد المستهلكون أن السبب يعود إلى زيادة هوامش الأرباح التي يخطط المصنعون والعلامات التجارية لتحقيقها، في حين يرى 48% من الفرنسيين و47% من الألمان أن السبب الرئيسي يعود إلى ارتفاع تكلفة المواد الخام.

وفي هذا الصدد يبرز التباين بين الأجيال، فجيل الطفرة السكانية (Baby Boomers) يرى أن السبب الرئيس للتضخم الغذائي يعزى إلى ارتفاع تكاليف العمالة في الصناعة وعمليات معالجة الطعام 52%، بينما ترى باقي الأجيال أن الرسوم الجمركية تعد السبب الأبرز.

ففي السوق العالمية الحالية، تفرض الرسوم الجمركية عبئا كبيرا على سلاسل الإمداد للمنتجات والسلع التموينية، ما يؤدي إلى تحديات في المخزون والخدمات اللوجستية، وارتفاع التكاليف على كل من تجار التجزئة والمستهلكين. وبناء على ذلك، فإن استخدام تقنيات متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تخطيط السيناريوهات، وتوفير الرؤية الشاملة لسلسلة الإمداد من البداية إلى النهاية يمكن أن يساعد تجار الأغذية على التخفيف من تأثير الرسوم من خلال تعزيز المرونة وخفض التكاليف.

وأدى تأثير التضخم على فواتير المشتريات اليومية من السلع والمنتجات إلى إثارة موجة من القلق العالمي في أوساط المستهلكين، إذ صرح نحو ثلثي المشاركين 65% بأنهم سيقلصون مشترياتهم من هذه المواد من مختلف الفئات لمواجهة ارتفاع الأسعار، فيما سيتوجه 42% للتسوق في متاجر التخفيضات أو متاجر الجملة، بينما أشار الثلث تقريبا إلى تفضيل الشراء بناء على العروض والخصومات 36% أو التحول إلى العلامات التجارية الخاصة 34%.

وفي هذا السياق، يقول بن وينكوب، المدير الأول لاستراتيجيات القطاعات العالمية، في بلو يوندر وينكوب: في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي، يبحث المستهلكون عن وسائل لتوفير المال في الاحتياجات الضرورية، مثل مشترياتهم اليومية من السلع والمنتجات، سواء من خلال التسوق من متاجر التخفيضات، أو البحث عن العروض، أو اختيار العلامات التجارية الخاصة.

وهذا يدفع تجار التجزئة إلى الاستثمار بشكل أكبر في تطوير علاماتهم الخاصة لتلبية هذا التغير في السلوك الاستهلاكي، كما يلجأ كبار تجار التجزئة إلى تبني استراتيجيات تقوم على التكامل الرأسي، وتغطي جميع مراحل سلسلة القيمة، بدءا من مرحلة التصنيع وصولا إلى المستهلك، لضمان تحقيق كفاءة أعلى، وتسجيل ربحية أفضل، وتقديم منتجات أكثر قدرة على المنافسة من حيث السعر.

وأوضح الاستطلاع أنه للتعويض عن ارتفاع تكاليف الأغذية، أبدى العديد من المستهلكين استعدادهم لخفض الإنفاق في مجالات أخرى. وأشار أكثر من نصف المشاركين 56% إلى استعدادهم لتقليل الإنفاق على الملابس والأحذية، وهي الفئة الأولى عبر مختلف الأجيال والمناطق. وتضمنت الفئات الأخرى التي عبر المستهلكون عن استعدادهم للتقليل منها: الإلكترونيات الاستهلاكية (46%)، والاشتراكات الترفيهية والألعاب 43% ومستلزمات العناية الشخصية والجمال 36%، والأجهزة المنزلية 33%، والمشتريات المرتبطة بالسيارات 28%.

ولم تتجاوز نسبة الذين رفضوا تقليص أي إنفاق آخر مقابل تخفيض فواتير مشترياتهم من السلع التموينية 7% فقط، ومن الناحية العمرية المتعلقة بشرائح الأجيال، فقد جاء جيل الطفرة السكانية في الصدارة من حيث الاستعداد لتقليص الإنفاق على الملابس والأحذية 63% يليه جيل إكس 59% وجيل زد 53% وجيل الألفية 50%. وعلى الصعيد الجغرافي، فقد أبدى المستهلكون في أستراليا ونيوزيلندا أعلى استعداد لخفض الإنفاق على الملابس والأحذية 67% تلاهم المشاركون في الولايات المتحدة 62% ثم المملكة المتحدة 61% وجاء بعدهم المشاركون في فرنسا وألمانيا 49% لكل منهما، وأخيرا المستطلعة آراؤهم في منطقة الشرق الأوسط 47%.

*المصدر: جريدة الأنباء | alanba.com.kw
اخبار الكويت على مدار الساعة