الجنسية.. أكاذيب بالأقوال وزور بالشهود
klyoum.com
المتأمل في قرائن وإثباتات وأسباب سحب الجنسية من البعض، والمدعمة بالبراهين التي لا تدعو إلى الشك أو الظن، يخرج بنتائج، ربما لا تخطر على عقل بشر، فالوسائل التي سلكها هؤلاء من بداية التفكير في الحصول على هذه «الدانة» الوطنية، وحتى الحصول عليها بلا حق، تبدو وكأنها مسلسل لكاتب محترف لقضية، اجتمعت فيها اركان الإثبات بين الكذب بالقول والزور بالشهود، فسارت الأمور كما أراد وخطط لها الفاعلون، حتى أزيح الستار عن المستور، لينقلب السحر على «السحرة»، وتظهر خفايا الحقيقة بتتويج سحب الجنسية من أولئك، الذين ظنوا أن حبل الكذب والتزوير طويل، حتى جاءت لحظة الحسم، واليوم الذي فيه يصعقون ويمكرون، والله خير الماكرين.
كل سلوك غير مستقيم لا يستقر، وإن طال الزمن، ولا بد للحقيقة ان تنجلي، وهذا ما كشفته عمليات البحث والتدقيق في بعض ملفات الجنسية، التي أظهرت، وفق ما قرأناه، الكثير من التلاعب بالأقوال وشهود الزور، الذين باعوا الذمم، واسترخصوا الضمير أمام المال الحرام، على حساب هويتنا الوطنية، وإقحام أناس لا علاقة لهم بتاريخ وطننا ولا مجتمعنا إلا من خلال الكذب بالقول، ومن ساندهم بطرق غير مشروعة ولا مقبولة، والأدهى من كل هذا أن هذا البعض صار يشرّع ويضع القوانين في بلد حديث العهد عليه، وفق مصالحه وانتماءاته، التي جاء منها، وهو يعلم علم اليقين جذور أصوله، التي تنكّر لها أمام إغراءات الجنسية الكويتية ومزاياها العديدة، التي دفعت البعض إلى بيع هويته ووطنه الأصلي ليشتري بالزور والكذب هوية الكويت.
الإضافات المشبوهة لأعداد من الابناء، التي أجراها بعض ضعاف النفوس وباعة الضمائر، إلى ملفات جنسياتهم الكويتية مقابل مبالغ مالية، ما كانت لتكتشف لولا الخطوة المباركة، التي فتحت ملف الهوية والدخول في دهاليزه، وبالتالي الوقوف على حجم العبث والتزوير، الذي طال هويتنا الوطنية على امتداد السنوات الماضية.
ليس المعني هنا من سحبت جنسيته لغير التزوير والكذب وشهود الزور، بل الذين فعلوا ذلك الأمر مع سبق الإصرار بالحيلة والخداع. وأما الآخرون فالسحب ضمن حدود القانون الكويتي الخاص، ووفق ما وقفت عليه لجنة السحب من عوار بالتجنيس، وإخلال بنص هذا القانون.
بعض من سحبت جنسيته حفظت له الدولة حقوقه بالوظيفة والمساعدات الشهرية المعتادة والتعليم، والصحة وبقية احتياجاتهم الإنسانية، شعوراً من هذه الأرض بالواجب الإنساني والعيش الكريم. لكن الذين أصرّوا على الكذب الفاضح، وتسابقوا في إحضار شهود الزور لا مكان لهم. يقول الحق سبحانه: «واجتنبوا قول الزور»، فكم من شاهد زور بحق الجنسية لمن لا يستحق شرف الحصول عليها ولا الانتماء إلى هذه الارض! فمن باع وطنه الأصلي يهون عليه غداً بيع هويتنا الوطنية إلى هوية أخرى، إذا ما توفرت له اغراءات الجنسية الأخرى.
نغزة
لو كنت في لجنة الجنسية لاقترحت سحبها من الذين أضافوا إلى ملفاتهم أبناء بالعشرات مقابل مبالغ مالية بلا أي علاقة بهم، وكذلك سحبها من الذين شهدوا بالزور ومارسوا الكذب لآخرين من أجل تجنيس من أعطاهم رشوة على حساب الكويت وأهلها.. طال عمرك.
يوسف الشهاب