غالية القلعجي: أركِّز على ألوان الفرح والإيجابية
klyoum.com
افتتح في «الأفنيوز غاليري» المعرض الشخصي للفنانة السورية غالية القلعجي، التي قدَّمت تجربة بصرية نابضة تستلهم التفاصيل الحميمة من الحياة اليومية، وتُعيد صياغتها عبر رؤية مُعاصرة تعتمد على الطباعة بالشاشة الحريرية.
ويكشف المعرض جانباً من تطور أسلوب القلعجي الفني، الذي يُوازن بين الجرأة اللونية والبُعد الإنساني.
وعن فكرة معرضها، أوضحت أن «الانطلاقة جاءت من تأمل إيقاع الحياة السريع الذي نعيشه اليوم، حيث تمرُّ اللحظات من دون أن نمنحها حقها من الشعور أو التقدير».
وأضافت: «الإنسان بات يشتاق إلى اللحظات التي تُعنيه، وتُلامس وجدانه، ويسعى للاحتفاظ بها كذكرى، خصوصاً في مجتمعاتنا العربية، التي تمتاز بطقوس الجمعة، ولمة العائلة والأصدقاء حول المائدة، بغضّ النظر عن حجمها، إذ يظل حضور الطعام جزءاً أصيلاً من عاداتنا وثقافتنا».
وبينت القلعجي أنها أرادت من خلال هذا المعرض توثيق تلك اللحظات الحميمة المليئة بالأُلفة، لاسيما في ظل ما يعيشه كثيرون من سفر واغتراب يحرمهم من دفء هذه التجمُّعات. وقالت إنها ركَّزت كذلك على العلاقة بين المائدة وزائريها، وكيف تجهز وترتب وفق طبيعة الضيف ومكانته، موضحة أنها جسَّدت في أعمالها المراحل التي يمرُّ بها الشخص في هذا السياق.
وذكرت أنها قدَّمت موائد مختلفة في حالات متعددة، معتمدة على ألوان قوية ومُبهجة تعكس الأمل، وتمنح إحساساً بالفرح والإيجابية. ولفتت إلى أن جميع الأعمال نُفذت بتقنية الشاشة الحريرية، وبأسلوب الطباعة الأُحادية، الذي يمنح كل لوحة طابعها الخاص وتميزها الفني.
تعتمد القلعجي على ألوان حارة وصريحة، تتداخل مع ضربات فرشاة طباعية تشكل إيقاعاً بصرياً خاصاً بها. ففي لوحاتها لا يستخدم اللون كزخرفة، بل كأداة للتعبير عن إحساس داخلي بالحركة والحياة، ما يجعل كل عنصر يتم رسمه يتحوَّل إلى مركز طاقة داخل التكوين.
وتتميز أعمالها بقدرتها على تحويل المشاهد اليومية إلى عوالم بصرية نابضة، حيث تمتزج الجرأة اللونية مع حسٍ سردي داخلي يمنح اللوحة عُمقاً يتجاوز سطحها المادي.
وتبدو القلعجي في أعمالها الحديثة أكثر ميلاً إلى تفكيك عناصر الطبيعة الصامتة، وإعادة تركيبها في مساحات مفتوحة تتقاطع فيها البساطة مع الطبقات اللونية الغنية.
تجدر الإشارة إلى أن القلعجي فنانة تشكيلية سورية تخرَّجت في جامعة دمشق- تخصص الحفر والطباعة، واستكملت دراساتها العُليا في المجال ذاته. وتركِّز أعمالها خلال السنوات الأخيرة على تقنية الطباعة بالشاشة الحريرية، التي باتت تشكِّل محوراً أساسياً في تجربتها الفنية المعاصرة.