اخبار الكويت

جريدة القبس الإلكتروني

ثقافة وفن

Predator2.. «المفترس» يعود بقصة تغيّر قواعد اللعبة

Predator2.. «المفترس» يعود بقصة تغيّر قواعد اللعبة

klyoum.com

منذ إصدار أول نسخة من أفلام Predator عام 1987 من بطولة النجم أرنولد شوارزنيغر كانت تعتبر هذه السلسلة عنيفة ودموية، وبعيدة نوعاً ما عن القصة والدراما، ولكن النسخة الجديدة بعنوان Predator: Badlands جاءت مغايرة، وبقصة مختلفة ومنظور جديد لم يطرح من قبل، وهو منظور المخلوقات الفضائية نفسها.

واستطاع فيلم Predator: Badlands ذو الميزانية التي تقدر بـ105 ملايين دولار، أن يتصدر شباك التذاكر في الكويت وعالمياً بحصوله على أكثر من 83 مليون دولار في الأسبوع الأول من عرضه فقط، مع توقعات بأن ترتفع إيرادات الفيلم عالمياً في الأيام المقبلة. 

تولى إخراج الفيلم المخرج الأمريكي دان تراشتنبرغ، وهو المسؤول عن إعادة إحياء السلسلة الجديدة من Predator بداية من فيلم Prey ثم هذا الفيلم، وربما أفلام أخرى في المستقبل، وكان فيلم Trey يأخذ زمناً مختلفاً على الكرة الأرضية في القرن الثامن عشر، ولكنه حمل الطابع العنيف والدموي السابق، مع تطوير لا بأس به في السلسلة استطاع من خلاله أن يستثمر في مستقبل السلسلة نحو قصص وأبطال جدد.

تحوُّل عاطفي

أما فيلم Predator: Badlands فيأتي من منظور الخصم، حيث يصور الكائنات الفضائية المفترسة المعروفة باسم ياوتجا في قالب عشائري، مع أحد شخصيات هذه العشيرة كشخص ذي حساسية وعاطفة عالية، وبطل متمرد، لا يبحث فقط عن صيد الرؤوس، وفصل الأجساد عن عمودها الفقري كما في الأجزاء السابقة، بل يملك طموحات أسمى وأكبر، يسعى من خلالها للتمرد على عادات وتقاليد عشيرته وفصيلته التي تمتهن صيد الكائنات وقتلها.

وهذا التحول العاطفي في الشخصية أثار جدلاً بين النقاد، بين مؤيد ويرى في ذلك تطوير إيجابي، وتغيير نحو الأفضل، وبين من يرى أنه ينزع عن الشخصية روحها، فهي شخصية بدأت من أول ظهور لها واستمرت كشخصية مفترسة تبحث عن فريستها، ولهذا اسمها «المفترس»، وإضفاء الطابع العاطفي شيء مخالف لجوهر الشخصية ذاته.

أحداث الفيلم

وتدور أحداث الفيلم حول ديك (يؤدي دوره النجم النيوزلندي ديمتريوس غروس) أحد شبان عشيرة من فصيلة الياوتجا، الشعب الذي يمتاز بالصيادين الماهرين في المجرة، ودائماً يبحثون عن التميز في صيد الفرائس الصعبة بين الكواكب، ويحاول ديك جاهداً كسب رضا عشيرته وأبيه الذي يراه صياداً ضعيفاً ولا يرقى لمستوى العشيرة، ويساعده أخوه كوي الصائد الماهر في صقل مهاراته.

ولكن، لم يستطع ديك أن يتخطى امتحان العشيرة، ويطلب أبوه أن يقتل لأن الضعيف عالة ونقطة ضعف داخل العشيرة، ويجب التخلص منه، إلا أن أخاه كوي يرفض ذلك ويتحدى أباه زعيم العشيرة ويضحي بحياته لحماية أخيه الصغير ديك، ويرسله لكوكب الموت، بهدف اصطياد الكاليسك، وهو كائن قوي، ويصعب اصطياده، وحتى أبوه نفسه لم يستطع أن يصطاده، وعلى ديك أن يثبت نفسه أمام أبيه وعشيرته عبر اصطياد أصعب الفرائس في الكون.

وخلال وجوده على كوكب الموت يجد روبوتاً تدعى ثيا (تؤدي دورها إيل فانينغ) تنقذه من الموت المحقق، وتساعده للوصول إلى الكاليسك، ولكن الأمور لا تأخذ طابعاً سهلاً أبداً، فالروبوت ثيا لديها مجموعة من الروبوتات التي تبحث عنها، ولديها مهمة خاصة على الكوكب، ما يجعل مهمة ديك في الحصول على فريسته الكاليسك أمراً أكثر صعوبة مما هو عليه، ولكنها تؤثر فيه وتغير من شخصيته التي تبدأ في التفكير بالتمرد على طبائع عشيرته المفترسة، نحو شخصية أكثر عاطفية وبطولة.

مشاكل بالتصوير

وفي البداية كانت هناك مشاكل واضحة في التصوير وألوان الفيلم التي تبدو داكنة أكثر من الحد المقبول، وهو ما تطرقت له صحيفة نيويورك تايمز بقولها «مشاهد مؤسفة في افتتاحية الفيلم»، إلا أن الصحيفة أضافت أن الفيلم يبدأ في التحسن بعد المشهد الافتتاحي، ويصبح «ممتعا للمشاهدة».

نقاط ضعف تجذبك بذكاء

وعن ميزة الفيلم الرئيسية مقارنة ببقية أجزاء السلسلة، أشارت نيويورك تايمز إلى المحور الإنساني أو العاطفي، فالشخصيات تبدو قوية وضعيفة في آن واحد، وتحاول إخفاء ضعفها، إلا أنها بالنهاية تحتاج لغيرها لحمايتها أو مساعدتها، وتؤكد الصحيفة أن «نقاط ضعف الشخصيات تجذبك بذكاء إلى التعاطف في فيلم يُضفي مشهداً تلو الآخر، ومحادثة تلو الأخرى، طابعاً إنسانياً على اللاإنساني بإصرار». فرغم كون القصة في أساسها غير عاطفية، إلا أن المخرج والكاتب وصناع الفيلم استطاعوا تحويله لفيلم يحمل الكثير من العاطفة.

ومن جهتها، انتقدت صحيفة الغارديان البريطانية الفيلم، حيث اعتبرته امتيازاً سينمائياً في أساسه «بلا معنى»، ولكنه استمر عبر السنوات عبر أفلامه الدموية، إلا أنه في هذا الجزء «يدمر ذاته»، فهو يضفي لمسة إنسانية وعاطفية على الشرير ذي الأسنان الحادة Predator، وهو ما يخالف جوهر الشخصية. وأضافت «الغارديان» أنه رغم تألق نجمة الفيلم إيل فانينغ في دورها، فإن الفيلم جاء «مخيباً للآمال».

ممتع للغاية

وكانت صحيفة التليغراف قد وصفت الفيلم بكونه «ممتعاً للغاية»، بل أكدت أنه «الأكثر جنوناً في سلسلة Predators»، وأثنت على أداء إيل فانينغ، وقالت إن ما فعله صناع الفيلم كان مغامرة جريئة، بجعل المشاهد يتعاطف مع الشخصية التي لطالما كانت مفترسة وعنيفة، وقد نجح صناع الفيلم بذلك بجدارة، وصنعوا فيلم مغامرات رائعاً وحركياً، مع مقاطع كوميدية، فهو مزيج سينمائي ممتع.

وتجدر الإشارة إلى أن شخصية Predator منذ ظهورها عام 1987 مرت بأطوار مختلفة، وبأفلام بعضها رديء جداً، ولكنها استطاعت التكيف، والتطور، وحافظت استديوهات توينتيث سينشوري فوكس على الشخصية حية، واستثمرت فيها الكثير عبر قرابة الأربع عقود حتى وصلت إلى هذه المرحلة الناجحة في الفيلمين الأخيرين. 

*المصدر: جريدة القبس الإلكتروني | alqabas.com
اخبار الكويت على مدار الساعة