فولفو.. تسبق الخطر بخطوات
klyoum.com
أخر اخبار الكويت:
الأسهم الأمريكية تهوي.. ماذا حدث في إغلاق الخميس؟حين تجلس خلف مقود فولفو، فأنت لا تقود مجرد سيارة، بل منظومة ذكية تحميك، وتفكر قبلك، وتراقب ما لا تراه عيناك. هذا ما يجعل فولفو مختلفة؛ إنها شركة لا تبيع سيارات، بل تقدّم طمأنينة على الطريق.
في عالم الحوادث، لا تأتي الأخطار دائمًا من الأمام. فالصدمات الجانبية تُعد من أكثر أنواع الحوادث خطورة، حيث المسافة بين الراكب والخطر قصيرة جدًا، خاصة على الركاب الجالسين في الأطراف. في هذه اللحظة الحرجة، قد لا يملك السائق وقتًا للتفاعل، لكن فولفو، كعادتها، تسبق الخطر بخطوة لتعيد تعريف مفهوم الحماية عبر نظامها الثوري الذي أطلقته عام 1991 نظام الحماية من الصدمات الجانبية (SIPS)، الذي صُمّم ليكون درعًا خفية، يوزّع قوة الاصطدام بعيدًا عن الركاب، ويمنع انتقال الطاقة إلى داخل المقصورة. ليصبح لاحقًا معيارًا عالميًا في صناعة السيارات.
قبل هذا النظام، كانت الصدمات الجانبية من أكثر أسباب الإصابات الخطيرة في الحوادث، لأن جدار السيارة الجانبي لم يكن قادرًا على امتصاص الطاقة أو تبديدها. أدرك مهندسو فولفو أن الحل لا يمكن أن يكون بسيطًا مثل إضافة وسادة هوائية، بل يجب أن يكون تصميمًا هندسيًا متكاملًا من داخل الهيكل نفسه.
فولفو، التي جعلت السلامة فلسفة لا ميزة، طوّرت هذا النظام بعد دراسة آلاف الحوادث الواقعية عبر فريق التحقيق السويدي التابع لها. الهدف كان واضحًا: توزيع قوة الصدمة الجانبية على أكبر مساحة ممكنة من هيكل السيارة.
يعتمد نظام الحماية من الصدمات الجانبية على تصميم هندسي متكامل يشمل:
• تعزيزات داخل الأبواب مصنوعة من مواد تمتص الطاقة، مثل خلايا العسل المعدنية.
• تقوية الدعامة الجانبية (B-pillar) لتتحمل الضغط.
• تعديل هيكل الأرضية والعتبات السفلية لتوزيع القوة.
• تركيب المقاعد على قضبان عرضية تسمح لها بالتحرك قليلاً عند الاصطدام، مما يساعد في امتصاص الطاقة عبر سحق وحدة التحكم المركزية المصممة خصيصًا لهذا الغرض.
ومع هذا النظام، أصبحت فولفو أول شركة في العالم تجعل الهيكل نفسه جزءًا من منظومة الأمان، وليس فقط غلافًا خارجيًا. في طرقات الكويت، حيث تتنوع ظروف القيادة بين الزحام الحضري والمناورات السريعة، يصبح وجود هذا النظام أكثر أهمية. فهو لا يحمي فقط من التصادم، بل يمنح راكب الطرف شعورًا بالأمان، ويُشعر السائق أن السيارة تفكر في كل الاتجاهات، لا فقط في الأمام. إنه نظام صامت، لكنه حاضر دائمًا، يعمل دون أن يشعر به السائق، لكنه يتدخل حين يحتاجه بشدة في اللحظة التي لا تتمنى أن تأتي.
في خطوة تعكس قيمها الإنسانية المعهودة، أتاحت فولفو نظام الحماية من الصدمات الجانبية مجانًا لبقية الشركات، كما فعلت سابقًا مع حزام الأمان الثلاثي وغيرها من الاختراعات المهمة. فبالنسبة لفولفو، حماية الأرواح لا تعرف المنافسة.
واليوم، وبعد أكثر من ثلاثة عقود على إطلاق هذا النظام، لا تزال فلسفته حاضرة في كل سيارة فولفو حديثة، مدعومة بتقنيات متطورة. هذه الأنظمة لا تكتفي برد الفعل عند الاصطدام، بل تتنبأ به أحيانًا من خلال حساسات تقرأ ميلان السيارة وتسارعها الجانبي لتجهّز الوسائد قبل جزء من الثانية من لحظة الاصطدام، حيث ان هذا النظام لا يعمل وحده، بل يتكامل مع الوسائد الهوائية الجانبية التي أُضيفت لاحقًا عام 1994، لتوفر طبقة حماية إضافية للصدر والرأس. والنتيجة؟ تقليل كبير في الإصابات الناتجة عن الصدمات الجانبية، خاصة في الحوادث التي تقع عند التقاطعات أو أثناء تغيير المسار. وهذا ما سنتناوله في المقال القادم..
مشعل يوسف الصفران