اخبار الاردن

جو٢٤

سياسة

خيمة الصحفيين في غزة.. حكاية احترقت وبقي صداها

خيمة الصحفيين في غزة.. حكاية احترقت وبقي صداها

klyoum.com

خيمة الصحفيين في غزة.. حكاية احترقت وبقي صداها

سلام العكور

نشعر بالاختناق ، كأن قلوبنا تنتحب ..

لا يمكن ان نعتاد على هذه المشاهد التي تسفك فيها الدماء ، وتراق فيها الكرامة ، ان الألم يتربص بنا من كل جانب ، هناك ثقل مرير يجثم على صدورنا من هول الذي نراه ونحن ننتقل من شاشة الى شاشة ، ومن وجع الى آخر .

أطفال رضع يموتون قبل ان يروا ضوء الشمس..

أمهات تحتضن بقايا أبنائها ملفوفة بالشاش الأبيض ..

آباء يحملون ابناءهم بين أيديهم، وصوت بكائهم مسموع – بلا صوت .

طفل يبكي رغيف خبز وضعه تحت مخدته.. ليستيقظ على وجبة مليئة بالعفن .

رأينا صورا تتقطع لها نياط القلب ، نقلت بأمانة حمل الرسالة ، التقطت عبر كاميرات الصحفيين ، وعبر صوتهم الصادق شعرنا بصدق الصورة وبوجعها .

وفي قلب هذا المشهد ، جاء الاستهداف السافر لخيمة الصحفيين بجانب مجمع الشفاء الطبي ، تلك الخيمة التي كانت مرآة تنقل معاناة الغزيين ، وتحمل رسائل صمودهم الى العالم ،في وجه عدوان لا يعرف الرحمة ، حتى احترقت عن بكرة أبيها.

لم يتبق من أبطالها الا صورا على شاشات التلفزة توثق تاريخ نضالهم، وهم ينتقلون من موقع الى آخر ، يغمرهم غبار الحرب، ويكابدون مع أهلهم في غزة ذات الجراح ،بينما يمارس بحقهم الاحتلال الإسرائيلي كل اشكال القمع و التعذيب .

أنس الشريف ، أيقونة الحقيقة في غزة ، قاهر العدو بصوته وحضوره ، ارتقى شهيدا برفقة زملائه ، محمد قريقع ، إبراهيم ظاهر ، مؤمن عليوه ، ومحمد نوفل .

ستة من حراس الحقيقة الذين لم يردعهم أي تهديد بالقتل والتنكيل، ظلوا ثابتين ، متحدين كل الصعاب في سبيل إيصال الحقيقة للناس كافة ..

ان اغتيال الصحفيين "الشهود" ،ما هو الا فصل في خطة إسرائيل المعلنة ، خطة تحمل في طياتها كارثة إنسانية ، هدفها السيطرة على القطاع بعد ان أخذت الضوء الأخضر من الداعم الأمريكي ، وهذا يعني مزيدا من الدماء ، ومن التضحيات .

المساعي الدولية لايقاف المتعجرف نتنياهو ، وتكبيل طموحاته لن تجدي عن طريق معاملته كطفل بحاجة الى تأديب ، انه مجرم حرب مطلوب للعدالة الإلهية قبل العدالة الدولية ، بتهم ارتكاب إبادة جماعية بحق أهلنا الصامدين في غزة ، عبر القتل والتهجير والتجويع ، وسرقة المزيد من الأرض ، التي ليس له فيها أي حق وأية شرعية .

ان الاعتداء المتعمد على الصحفيين ليس الا محاولة لتعتيم الصورة ، وحجب ما سيأتي من كوارث في قادمات الأيام ، لكنهم - وان غابت وجوههم عن الميدان ، سيبقون حاضرين في ذاكرة الحقيقة ، التي حاول الرصاص اسكاتها . ولن يستطيع ..

*المصدر: جو٢٤ | jo24.net
اخبار الاردن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com