قنصل الصين بالإسكندرية: مصر أكبر سوق للاستثمار بشمال إفريقيا.. والسياحة بها ثرية (حوار)
klyoum.com
أخر اخبار مصر:
المجلس الوطني الفلسطيني: إسرائيل حولت غزة إلى مقبرة جماعيةأكد "يانج يي" قنصل عام الصين بمحافظة الإسكندرية، أن بلاده أكبر شريك تجاري لمصر، وهناك تعاون وثقة متبادلة بين البلدين، مشيرًا إلى أن الفترة الأخيرة تشهد تطورا كبيرا في مجالات عديدة منها الثقافة والتعليم والتجارة.
وأضاف خلال حواره لـ" الدستور" أن القنصلية الصينية بالإسكندرية تدعم الاستثمارات التجارية في المدينة، وتشجع مؤسسات صينية عديدة بالاستثمار في مصر، وفتح مصانع بالإسكندرية، فضلا عن زيادة الوفود لزيارة عروس البحر الأبيض المتوسط، مشيرًا إلى أن مصر والصين بلدين لهما حضارات قديمة وتعتبر السياحة المصرية ثرية جدا، وجاذبة للصينين، حيث تسعى بكين لتعزيز التعاون في المجال السياحي مع القاهرة .
وأثني قنصل عام الصين على موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية، موقفها الثابت بحق الفلسطينيين وعدم التهجير القسري لهم من أرضهم، تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، فضلا عن دعوتها المتكررة للمجتمع الدولي أن يوفي بمسؤولياته الحقيقية لوقف هذه الحرب.
وإلى نص الحوار:
العلاقات الاستراتيجية والدبلوماسية بين مصر والصين ممتدة منذ 68 عامًا، وهناك تعاون وثقة متبادلة، والتي على أساسها تمت تنمية متبادلة، وفي ظل التعاون بين الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس عبد الفتاح السيسي أصبح هناك منصة للتعاون بين الطرفين والدول الأفريقية والعربية والنامية، وهذا العام تحل الذكرى العاشرة لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين وهو أيضا عام الشراكة المصرية الصينية، ونتمني أن يكون التعاون مستمر وهو ما يتناسب مع الآمال للشعبين المصري والصيني.
ومن الجانب الصيني نسعى لتعميق العلاقات وبناء المستقبل المشترك من أجل الوصول إلى السلام والتنمية والازدهار للبلدين، حيث انه في ظل العلاقات الاستراتيجية بين مصر والصين خاصة خلال الفترة الأخيرة أصبح هناك تطور كبير في مجالات عديدة منها الثقافة والتعليم والتجارة.
التعاون يشمل مجالات عديدة أهمها البنية التحتية والصناعة والكهرباء والزراعة، وفي الإسكندرية يتضمن الموانئ مثل محطة حاويات ميناء أبو قير ومصانع الحديد والصلب، والتركيز في مشروعات البنية التحتية والصناعات والملابس في الإسكندرية، بجانب مصانع لإنتاج الطاقة لتعميق التعاون بين الجانبين في المجال الصناعي، ونتمني أن يكون هناك تعاون في المجال الطبي من بينها الطب الصيني التقليدي، بجانب التعاون في مجالات الاتصالات والطاقة النظيفة وغيرها من المجالات.
والقنصلية الصينية بالإسكندرية تدعم الاستثمارات التجارية في المدينة، حيث تساعد مؤسسات صينية عديدة بالاستثمار في مصر، وتشجع المستثمرين الصينيين لفتح مصانع بالإسكندرية، كما تعمل على زيادة الوفود لزيارة الإسكندرية، ومنذ تولي محافظ الإسكندرية الجديد هناك تقدم ملحوظ لذلك نتمني يكون هناك تعاون بين المحافظة والقنصلية.
وتزامنا مع عام الشراكة المصرية الصينية هناك تبادلات ثقافية في مجلات التعليم والثقافة والسياحة والقنصلية تتعاون على زيارة الأماكن السياحية والثقافية، وهناك تعاون مع مكتبة الإسكندرية وهيئة تنشيط السياحة والمتحف اليوناني الروماني والمتحف القومي والمجوهرات والقلعة، تقدم فغاليات وأنشطة، وإرسال بعثات إلى الصين للتدريب في مجالات الثقافة والعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
يوجد 400 طالب صيني يدرس اللغة العربية بجامعة الإسكندرية، وهناك تعاون بين عدة جامعات صينية وجامعة الإسكندرية، وتوقيع إتفاقيات لتعزيز التعاون الثقافي والعلوم والتكنولوجيا.
مصر تعتبر سوق كبير في شمال إفريقيا وتعداد السكان تخطي ال100مليون نسمة، والاستثمارات الصينية في مصر لها فرص كبيرة، فمصر من أكثر البلدان التي بها تطور في الاستثمارات الصينية، ومنذ عام 2013 أصبحت أكبر شريك تجاري للصين، والصين خلال السنوات الأخيرة بدأت أن يكون لها استثمار نشط في مصر وبسرعة كبيرة خاصة في التعاون المصري الصيني بالمنطقة الصناعية "تيدا" في السويس والتي وفرت 50 ألف فرصة عمل للمصريين، وهي منصور هامة للتعاون في مجال الاستثمارات بين البلدين، حيث أن السوق المصري الآن لديه اهتمام كبير بالبنية التحتية والصناعات، وخاصة بالعاصمة الإدارية الجديدة والساحل الشمالي والمنطقة الصناعية وقناة السويس.
الإسكندرية وشنغهاي أقدم مدينتين في الدولتين، وتمت بينهما علاقات توأمة وتعاون، بجانب التعاون بين ميناء الإسكندرية وموانئ صينية، ونسعى ليكون هناك تعاون بموانئ شاندونغ وسيتشوان وتشينغداو، والذين يصل عدد السكان بها لـ 300 مليون نسمة مما يجعل التعاون قوي في العديد من المجالات وبجانب التبادل بين الشعبين لكي يكون هناك معرفة أكبر بثقافة البلدين.
التعاون العملي بين الصين ومصر حقق نتائج مثمرة على مر السنين، والصين عملت على تعزيز التكامل والتعمق بمبادرة الحزام والطريق ورؤية 2030، وهي أكبر شريك تجاري لمصر لمدة 12عامًا متتالية، والشركات الصينية تولت بناء أطول مبنى في إفريقيا وأول خط سكة حديد كهربائي خفيف في مصر، وساعدت مصر في أن تصبح أول دولة أفريقية تمتلك قدرات كاملة للأقمار الصناعية. واتفق البلدان على تعميق التعاون العملي في مختلف المجالات، ففي مايو 2024 وقع الرئيس "السيسي" والرئيس "شي جين بينغ" خطة تعاون مشترك لمبادرة الحزام والطريق في بكين، وستظل الصين تدعم مصر لتعزيز للبناء الاقتصادي والاجتماعي عالي الجودة بين الطرفين.
مصر والصين بلدان لهما حضارات قديمة، وتعتبر السياحة المصرية ثرية بالاهرامات، معابد الاقصر، نهر النيل، الإسكندرية التاريخية، قناة السويس وغيرها من المناطق التي تعتبر جاذبة للسياحة الصينية، والصين تسعى لتعزيز التعاون في المجال السياحي بين البلدين تدعم زيادة عدد السياح الصينيين، في 2023 وصل عدد السائحين الصينين في مصر إلى 230 ألف صيني وهو زيادة عن العام الذي سبقها بنسبة 250٪، وهي ارقام موثقة بالسياحة المصرية، وفي أول 3 شهور في عام 2024 بلغ عدد السائحين الصينين 90 ألف سائح وهو زيادة بنسبة 178٪.
ووفق السياحة المصرية السائحين الصينين لهم خصائص معينة حيث تعتمد على السياحة الثقافية أكثر حيث يستهدف السائحين الصينيين الاماكن الثقافية من مكتبة الإسكندرية، والقلعة، المتاحف، وغيرها من الأماكن الثقافية والأثرية.
المعهد المصري لعلوم البحار وقع مع معهد البحوث التابع لوزارة الموارد الطبيعية الصينية، مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال العلوم البحرية والتكنولوجيا، حيث تم إنشاء المركز الصيني الإفريقي بالإسكندرية والذي يركز على البحث المشترك وتطوير المقترحات في مجالات الاستكشاف للموارد المعدنية وتغيرات المناخ، ومنع تكاثر الطحالب الضارة والسيطرة عليها في المستقبل، فضلا عن التعاون مستقبلا في العديد من المشروعات وعمل دورات تدريبية وإجراء تبادل بين العاملين والفنيين بالمركز الصيني الإفريقي والدول الأفريقية للتوسع في إفريقيا بالكامل، وتم اختيار مصر لتكون مقر المركز لأهمية مصر بين الدول الإفريقية لتكون ممثلًا لإفريقيا، بجانب تقدم المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد في هذا المجال فهو يضم افضل الباحثين والدارسين.
الصين لديها اهتمام كبير بمشكلة التغيرات المناخية، وفي مشكلة تغير المناخ حققت نتائج إيجابية، في2013 زادت بشكل مستمر من خفض كثافة انبعاثات الكربون، وبذلت كل الجهد لتحسين استجابتها لتغير المناخ والتحول الأخضر الشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي عام 2020 أكد الرئيس الصيني في الأمم المتحدة أن الصين سوف تزيد مساهمتها وتبذل مافة جهودها لتصل لذروة انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030، وتسعى لتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060، وبدأت في إجراءات تحقيق هذا الهدف.
الحرب على غزة تسببت في الآلاف من الضحايا من المدنيين، والصين تشعر بأسف شديد بسبب الحرب، وهناك 3 خطوات أعلنت عنها الصين وهي ضرورة التشديد على وقف دائم وشامل إطلاق النار، وإنهاء الحرب على الفور، والخطوة الثانية هي حل الدولتين وما بعد الحرب أن يكون الفلسطينين هم من لهم الحكم على غزة، والخطوة الثالثة هي حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
مصر تقف بجانب فلسطين وتدعو المجتمع الدولي أن يوفي بمسؤولياته الحقيقية لوقف هذه الحرب، بجانب تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، فضلا عن موقفها الثابت برفض التهجير القسري.
الصين تثني على موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية، وبالنسبة للصين كان لها دور من خلال عقد مؤتمر بكين بتجميع 14 فصيلة فلسطينية للتحاور في بكين وتوقيع اعلان بكين لإنهاء الانقسام، وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، والصين لديها استعداد كامل للتعاون مع مصر لوقف الحرب في غزة ودعم فلسطين.
استلمت عملي منذ سنتين، وشهدت الصعاب التي واجهت مصر خلال جائحة كورونا، وتداعيات حرب أوكرانيا، وكيف كانت الدولة المصرية تحاول التغلب علي المشاكل، وخلال السنوات الأخيرة حدث تقدما كبيرا في كافة المجالات وعن شعب الإسكندرية فهو يقدر الشعب الصيني.