ناهد الطحان تكتب: صورة الذات وأزمة التحرر الوجودي في رواية (جمجمة) للشرقاوي حافظ
klyoum.com
أخر اخبار مصر:
أسعار الذهب تسجل ارتفاعا بـ أكثر من 1تشكل صورة الذات ورغبتها في التحرر أزمة وجودية حقيقية عندما يعاني الإنسان الإغتراب والعزلة عن الواقع، ويحاول جاهدا عبر التحرر أن يصنع لنفسه واقعا خاصا به ينأي به عن أزماته، محاولا الإستشفاء لمواصلة رحلته الكونية، وتحاول رواية ( جمجمة ) للأديب الشرقاوي حافظ الصادرة عن مكتبة زهراء الشرق هذا العام من خلال أحداثها وخطابها الفني والفلسفي أن تسائل واقع شخوصها لنضع أيدينا من خلال السرد على أزماتهم ودوافعهم ورغباتهم ونصاحبهم في محنتهم.
تنطلق البنية السردية في رواية ( جمجمة )، من حبكةرئيسة ينسجها السرد من خلال علاقة شخصياتها عادل ومديحة حيث تتحكم في عادل رغبته الأيروسية تجاه مديحة، تلك الرغبة التي تمثل له أزمة اعتراف بوجوده نفسه وتشكل في نفس الوقت قمة التحرر لدى مديحة من عزلتها النفسية ورفضها للواقع عبر التمرد عليه ورغبتها أيضا في الإعتراف بوجودها، بينما تتفرع من هذه الحبكة حبكات ثانوية تصب في الخط الرئيسي عبر تداعيات السرد المتواصلة، منها لقاء عادل بالجمجمة والإرتحال إلى عوالم كونية بعيدة ومناقشة مسائل فلسفية متنوعة، وهي الحبكة التي تتطور فيما بعد لتحرك الأحداث وتمثل حلا فنتازيا لأزمة شخصيات الرواية، ومنها علاقة الخولي والد مديحة بدكتور الصيدلية الدكتور عماد وسرقتهما لعهد المواد الطبية في المستشفى، وأيضا حب مديحة للمهندس شرف الذي يعمل لدى أبيها وهوحب من طرف واحد ذلك الحب الذي يقابله شرف باستهانة لصغر سنها، فتشعر بالرفض وتقرر الإنتقام منه، ثم زواج مديحة من نادر ابن الدكتور عماد هذا الزواج الذي وافق عليه الخولي مخافة أن ينقلب عليه الدكتور عماد ويشي به، ثم تآمر مديحة لقتل زوجها عندما أراد الزواج بأخرى رغبة في الإنجاب ومحاولة الدكتور عماد اكتشاف قاتل أبنه، وكلها تعمل على تغذية السرد حدثيا وزمنيا ومكانيا، بما يحقق حيويته وايقاعه وتناميه المتواصل ويضمن متابعة القاريء حتى النهاية.
بداية يأتي عنوان الرواية ( جمجمة ) كأيقونة سيميائية تشي بالفناء البشري والكوني، فالحياة ليست أبدية ووجودنا على الأرض وجود مؤقت وعلينا أن نحسن استثماره إزاء واقع متغير يموج بالصراعات التي لا تنتهي، وكما أن الجمجمة هنا تشكل بوجودها الفانتازي تحولا في السرد فهي أيضا تعبر عن أزمة الشخصيات من خلال منطقها الخاص غير السوي، كما تنطلق منه أقوال وسلوكيات الشخصيات في الرواية مرجعيتها النفسية والوجودية المتأزمة، فتعاني اغترابا ذاتيا وتسعى لتحرير ذواتها المنغلقة والاعتراف بها في الواقع، وهو ما يبين من خلال التصريح بالوجودية كمصطلح أو بمؤلفات الفلاسفة الوجوديين سواء الملحدين أو المؤمنين مثل رواية الغثيان للفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر أو بكتاب اللامنتمي للأديب البريطاني كولن ولسون، أو مؤلفات كيركجارد من خلال السرد حينا أو على لسان الشخصيات حينا آخر، تارة على يد مديحة التي أجادت الفرنسية وأصبحت تقرأ روايات سارتر وغيرها بلغتها الأصلية أو من خلال مناقشة عادل بطل الرواية لرواية اللامنتمي في منتدى ثقافي يجمع بينه وبين مديحة أو ساندرا كما تسمي نفسها، وهي إشارات لفكرة حرية الإنسان وقدرته على صنع وجوده الخاص في عالم فوضوي متفكك وقدرته أيضا على إنجاز ما يريد، وتحرره من سطوة العقل واطلاقه العنان لعاطفته وهو ما نلمسه من خلال رغبات وسلوك عادل ومديحة.
فعادل يعيش حياة بلا هدف ويتخذ من المنتديات الثقافية فرصة للإعتراف بكينونته الإنسانية وخصوصيته، بعيدا عن تلك الصورة الذهنية عن الذات التي توصمه بالدونية والرفض من الآخر، فيحاول اشباع رغباته التي يفشل في تحقيقها مع الجنس الآخر، ويندب حظه وفشله في مقابل نجاح من هم أقل منه ثقافة أو مظهرا في جذب النساء إليهم، لهذا فهو دائم البحث عن إشباع تلك الرغبات كي يتخلص من أزمته النفسية ولكن دون جدوى.
أما مديحة التي تعاني بدورها شعورا دفينا بالنقص - جراء ما سمعت في طفولتها من اتهامات أمها لأبيها بسرقته للمواد الطبية في المستشفى التي يعمل بها تمرجيا - وتشعر بالرفض بدورها لتجاهل المهندس الشاب شرف الذي يعمل لدى والدها لحبها، مما يعمق من رغبتها الشديدة للإعتراف بالذات، فتتخفى وراء وسائل التواصل الاجتماعي باسم ساندرا وهو نفس الاسم الذي عرفها به المثقفون في المحافل الثقافية، كشعور عميق برفض واقعها ورغبتها في خلق واقع جديد من صنعها.
ذلك الإنقسام في شخصية مديحة بين الرفض والقبول أحالها لإنقسام آخر في سلوكها بين أن تجاري طبقتها الثرية فتبدو متوازنة متماسكة في كل المحافل، فلا تتحدث مع أحد أو تشرب في الأماكن العامة في الظاهر، وبين أن تمارس حريتها في التدخين واحتساء الخمر وإطلاق العنان لعواطفها ورغباتها المكبوتة دون قيد في الباطن/ الخفاء الذي يمثل عزلتها.
هذا الإنقسام النفسي الذي تعاني منه مديحة لا يختلف عنه عند عادل، الذي يعاني ازدواجية واضحة فرغم أنه من رفض الزواج وانجاب الأطفال خوفا من مشكلات الزواج ومتطلباته، فإنه يتأرجح بين أن يشعر بالقبول من خلال عاطفة صادقة من احداهن وبين أن يحصل على رغباته منهن بشهوانية، وهو نفس المنطق الذي يحكم سلوك مديحة التي حاولت الجمع بين العاطفة والجسد في آن، عندما أحبت شرف المهندس الشاب المتزوج وتزوجت نادر الشاب الثري نزولا على رغبة والدها، والذي توافق على زواجه بأخرى بعد أن فشلت محاولات الإنجاب منها للأبد باستئصال رحمها،فتقرر أن تعيش لنفسها وتتآمر لقتل زوجها في حادثة مأساوية وكأنه انتقام أنثوي لإنصرافه عنها، وهو ما يتعارض مع موافقتها من جهة ومع حبها لشرف من جهة أخرى وعدم شعورها بميول عاطفية تجاه زوجها، لكنها فشلت في المزاوجة بينهما أو الإحتفاظ بأي منهما،فتفاقمت أزمتها الوجودية.
وكلا الشخصيتان عادل ومديحة جعلا من ميولهما الفلسفية التي تجنح للتمرد على واقعهما والتحرر منه ستارا ومبررا نفسيا لسلوكهما، ساعدهما على ذلك اطلاعهما على الثقافة العالمية، فوجدا فيها ضالتهما كي ينزعا عنهما ثوب الخضوع للواقع،لهذا يصفهما الراوي العليم بأنهما لا منتميان كما وصفهما كتاب كولن ويلسون اللامنتمي، فعادل لا منتمي لمبدأ أو فكر محددد أو لشخص ما مثل الزوجة والأبناء ولا حتى لعشيقات فهو يؤمن باللحظة دون النظر إلى ما وراءها.
كما أن مديحة تلتقي معه في نفس الصفات فهي تلتف حول نفسها لكنها تفوق عادل فلا تتورع عن ارتكاب أية جريمة في سبيل الدفاع عن الإطار الذي أحاطت به نفسها، وهذه أزمة هاتين الشخصيتين اللتين تحاولان الخروج من شرنقة الرفض، وما يدلل على ذلك أن كلتا الشخصيتين لا يوجد لهما أصدقاء مقربين كملاذ للبوح أو الاستشارة بل هي شخصيات معزولة نفسيا واجتماعيا، فمديحة تجد سلوتها في مواقع التواصل الإجتماعي وتتخفى وراء اسم ساندرا، ليس فقط أمام حبيبها المهندس شرف ولكن أيضا أمام الآخرين في المنتديات الثقافية المختلفة، فهو بالنسبة لها حل لأزمتها الداخلية مع الواقع، في حين يتمرد شرف على محاولاتها لإستقطابه بعد أن أهمل أسرته وعمله وانقاد لمكالماتها التي اعتاد عليها، ليجد نفسه وقد تورط في حب بلا هدف أو جدوى، فيستمع لصوت العقل وينجو بنفسه بعيدا عنها.
وما يحرك الساكن أن الرواية تطرح حلا فانتازيا غرائبيا لتحقيق رغبة عادل في تحقيق مآربه من ساندرا أو مديحة وحل أزمته النفسية الوجودية، فعندما يقابل الجمجمة في المقابر- بعد أن اضطر للنزول من سيارة ساندرا في منتصف الليل في طريق مهجور كنوع من الترفع - لتتجسد له وتتحدث باسم الطبيعة الكونية من انسان ونبات وحيوان كدورة حياة كونية لا تنتهي، وتصطحبه الجمجمة لخارج مجرتنا لتريه هذا الكون بحجمه الشاسع اللامحدود، مما يشير أن الإنسان ليس محور الكون كما يعتقد، وتدور مناقشات فلسفية بين الجمجمة التي تمثل صوت العقل وسجلا لتطور الكون ووحدته وبين عادل الذي يحاول جاهدا مجاراة الجمجمة في منطقها، بل ويحاجيها في الحياة والموت ونسبية الحقائق وغيرها من الأمور الفلسفية،وعندما تخبره بأنها على استعداد أن تحقق له أمنيته في مقابلة أحدهم رجلا كان أو امرأة من الماضي، يتمحور كل تفكيره في مقابلة ساندرا السيدة الجميلة التي أسرته بجمالها ورقيها فيتوق لتحقيق ذاته من خلالهادون شرط أو قبول شخصي، وتساعده الجمجمة في ذلك، فيتجاوز أزمته النفسية في صعوبة إقناع امرأة به رغم ما يحاول من إثارة الإعجاب بثقافته الموسوعية، ويبدو هنا تناقض شخصية عادل بين رغبته الأيروسية في ساندرا وبين صراعه النفسي ورفضه بينه وبين نفسه أن يتم ذلك دون عاطفة مسبقة كما سيبين السرد، فيبدو متناقضا متذبذبا بين القول والفعل في أكثر من موضع في السرد.
هذه الرغبة المحمومة لدى عادل تنتقل لا إراديا لمديحة التي تسخر من هذه الرغبة المندفعة التي فاجأتها تجاه شخص بوهيمي مثقف على حد وصفها له، فكيف لمثلها أن تفكر فيه لكنها لا تستطيع التغلب على هذه الرغبة بل وتحاول إشباعها، فتستجيب لها كحل لأزمتها وشعورها بالرفض دون أن تفكر في الطريقة التي تفعل بها هذا، في الوقت الذي تضيق دائرة البحث عن قاتل زوجها حتى تلتف حولها دون أن تدري، حيث يوشك الدكتور عماد على الإيقاع بمديحة واكتشاف مؤامرتها التي تسببت في مقتل ابنه نادر زوجها،بعد أن كلف أحد رجال الشرطة بمراقبتها.
وبعد أن يشبع كل من عادل ومديحة حاجته من الآخر، تنتهي الرواية بنهاية محتملة ومزدوجة ودالة ويمكن أن يستنتجها القاريء وهي التنبؤ بمقتل عادل، كما حذرته الجمجمة عندما أعطته بذرة وطالبته بزرعها في الجمجمة بعد انصرافها عنه، فإذا ذبلت فإن معنى ذلك موته واذا قطفت فإنه يموت قتلا، وهو ما أثار هول عادل محاولا منع مديحة في نهاية الرواية من قطف الزهرة بعد أن أشفقت عليها من أن تتعذب بالذبول للأبد.
من هنا يتكشف لنا شيئا فشيئا خلال رحلة السرد أزمة شخصيات الرواية النفسية، لتبلغ قمتها في المشهد الاخير من الرواية حيث تعرية الذات في مقابل عزلة ثقيلة، لتمثل ممارسة الفعل الايروسي عند كل من عادل ومديحة نوع من التمرد وفرض الارادة بتحقيق رغبات يراها المجتمع غير مقبولة، إذ تعد الزهرة الذابلة معادلا موضوعيا لذبول مديحة وفناء عادل بالقصاص أو التطهر من الإثم كبداية لحياته الأبدية الكونية لتعود دورة الحياة من جديد، وهي نهاية تجمع بين الأسطوري/الرمزي والواقعي في نسيج متضافر كنوع من التحرر والخلاص لشخصيات الرواية ورغبتها في الإعلاء والتسامي على ضعفها الإنساني.
وهناك بعض الملاحظات الإيجابية والسلبية على الرواية، إذ نجد أن المؤلف / الراوي العليم قد عمد إلى مساءلة الواقع بالتعليق عليه تمشيا شخصياته، من خلال التفسير والتبرير وإثارة الشكوك والتدخل المستمر في الأحداث مما يعمل على تسريع حركة السرد وايقاعه الحيوي ومما يحقق الإمتاع للقاريء، فالتمرجي يبرر سرقته والدكتور يبرر سرقته أيضا ومديحة تنتقد الواقع وتناقضه وهو ما يتماشى مع تناقض الشخصيات، مما عمق الصراع الداخلي لديها وهذا أحيي المؤلف عليه.
كما أن غلاف الرواية يعبر عن الصراع داخل رواية ( جمجمة ) تعبيرا شديد الإيحاء من هيمنة الجمجمةفي أعلى منتصف الغلاف لأنها تغير منمسار الحدث كما رأينا، كما أنالطريق الذي يسير فيه عادل طريق ينتهي باللون الناري وكأنها رغبته الشرهة يسعى إليها وهو طريق المقابر الذي حقق له ما أراد في النهاية لكنه يودي به في نفس الوقت إلى الهلاك وهي دلالة مزدوجة للنار في نهاية الطريق،كما أن مديحة نجدها في تصوير مزدوج يعبر عن انقسامها الداخلي والخارجي، يجمع بين ساندرا حيث تتخفى في هذا الاسم كشخصية أرستقراطية مثقفة ومحبة لشرف وهو الوجه الخارجي، وبين مديحة من الداخل والتي تعاني تمزقها الداخلي، حيث تهيمن على شخصية ساندرا وتوجه سلوكها ويظهر هنا من خلال الشخصيات أنها شخصيات مركبة ومعقدة نفسيا وهو غلاف يعبر أحسن تعبير علىطبيعة الصراع النفسي الدرامي بداخل الشخصيات، ويكشف للقاريء بأسلوب رمزي موحي حجم الصراع وقوته.
في حين كان هناك بعض السلبيات نجدها في التناقض بين ما يخبرنا به السرد وبين سلوك الشخصيات ومنها شخصية مديحة، وهو ما يتعارض مع خط سير السرد ويربك المتلقي، فالتحول في شخصيتها ظهر فجائيا بعد أن وافقت على فكرة زواج نادرمن غيرها وكان من المفترض أن يظهر ذلك من خلال مونولوج داخلي او حوار مع الأب كمبرر للسلوك، ففوجئنا بتآمرها على قتله وهو الأمر الذي لم يتم تبريره في الرواية خاصة مع اقناعها لأبيها بأنها كان لابد أن توافق على زواج نادر بدلا من طلب الطلاق وإلا أضطرت فيما بعد للزواج من رجل متزوج أو لديه أبناء، كان لابد من تعميق هذا التحول خاصة أنها قررت أن تعيش لنفسها لا لشرف أو نادر، كما أن السرد صرح بأن أباها قد كتب كل ما يملك لها وطلب منها ألا تخبر أحدا في الوقت الذي يخبرنا السرد في نهاية الرواية أن أباها قد باع كل شيء ووضع أمواله في البنك وأنه ينفق على نفسه من الفوائد، وهذا تعارض في المعلومات السردية وتناقض غير مفهوم كما نجد في صفحة 87.
وهناك تناقضا آخر يخبرنا السرد به نجده مع نادر زوج مديحة ووالده الدكتور عماد، عندما يصدر لنا صورة نادر ووالده كجشعين ومتعطشين لامتلاك ثروة الخولي، وهو ما يعمقه السرد من خلال تصريح نادر بأنه يرغب في وريث تنجبه مديحة حتى يتمكن من الحصول علىميراثها من والدها، رغم ما يمتلك ووالده من أموال طائلة، وهذا ما يتناقض مع وصية الأب / الدكتور عماد لابنه أن يقوم بتوزيع صيدلياته على الفقراء بعد مماته إذا لم ينجب وريثا،بل أنه تم تعميق هذا التناقض والتأكيد عليه من خلال تأثر نادر العاطفي حتى كاد يبكي، فيخبر الأب بأنه سيقوم بتنفيذ وصيته، بل وينصحه في موضع آخر أن يصرف الدواء للفقراء الذين لا يقدرون على شرائه وهو ما يجد استجابة سريعة لدى الإبن لا تبرر جشعه كما يخبرنا السرد، هذا مع خشية الأب أن يعلم ابنه شيئا عن السرقات التي جمعته بالخولي والد مديحة حتى يحتفظ بصورته الطيبة أمام ابنه، وهو ما يعطينا فكرة مغايرة ومتناقضة عن شخصية الأب والابن كونهما محبين للخير، وهو ما رسخه السرد والراوي العليم أيضا، مما صنع التناقض غير المفهوم ونجد ذلك في صفحة 117.
نهاية يؤخذ على الرواية حشدها للعديد من المؤلفات الفلسفية والأفكار الوجودية بشكل صريح، وكان من الأفضل للمؤلف أن يكتفي بتقديم هذه الأفكار من خلال سلوك الشخصيات وعلاقاتها بذاتها وبالآخرين، وقد تم توظيف بعض هذه المعلومات في بعض الأحيان مثل: اطلاع مديحة على الثقافةالفرنسية بحكم اجادتها للفرنسية في الكلية الخاصة التي التحقت بها، لكن كان من الممكن الإستغناء عن معلومات أخرى في هذا الإتجاه والإكتفاء بمنطق الشخصياتوسلوكها بعيدا عن المباشرة والكشف