من زمن فات.. أزمة أيوب طارش السياسية تهز اليمن كيف تحوّل النشيد الوطني إلى ساحة صراع؟
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
فنزويلا تكسر الحصار الأمريكي وتؤكد مواصلة تصدير النفطفجّرت أزمة أيوب طارش السياسية نقاشًا واسعًا داخل اليمن وخارجه، بعدما وجد أحد أبرز رموز الفن الوطني نفسه في قلب صراع سياسي معقّد، دون أن يعلن أي موقف حزبي أو اصطفاف علني. الأزمة، التي وثّقتها تقارير إعلامية يمنية وعربية، كشفت كيف يمكن للحرب والانقسام السياسي أن تمتد إلى الرموز الثقافية، وتحوّل الفن من مساحة جامعة إلى ساحة نزاع محتدم.
من هو أيوب طارش عبسي
يُعد أيوب طارش بن نائف بن ناجي العبسي واحدًا من أهم أعمدة الأغنية اليمنية الحديثة. وُلد عام 1942 في محافظة تعز، وارتبط اسمه بالوجدان الوطني منذ سبعينيات القرن الماضي. بلغت رمزيته ذروتها بعد تلحينه النشيد الوطني للجمهورية اليمنية عقب وحدة اليمن عام 1990، وهو النشيد المعروف بمطلع «رددي أيتها الدنيا نشيدي»، الذي أصبح رمزًا سياديًا للدولة اليمنية.
خلفية الأزمة السياسية
بدأت أزمة أيوب طارش السياسية تتبلور مع اندلاع الحرب اليمنية عام 2014، حين دخلت البلاد مرحلة من الانقسام الحاد بين أطراف متنازعة، كل منها يسعى لاحتكار تمثيل الدولة ورمزيتها. في خضم هذا المشهد، جرى استدعاء رموز وطنية، وفي مقدمتها النشيد الوطني وأعمال أيوب طارش، إلى ساحة الصراع السياسي والعسكري.
جوهر الخلاف حول النشيد الوطني
لم يكن الخلاف فنيًا بقدر ما كان سياسيًا بحتًا. تمحورت الأزمة حول سؤال الشرعية ومن يملك حق استخدام رموز الدولة. بعض الأطراف سعت إلى توظيف النشيد الوطني في فعالياتها السياسية والعسكرية، بينما ظهرت دعوات من جهات أخرى لإعادة النظر في الرموز الوطنية، باعتبارها نتاج مرحلة سياسية سابقة. هنا تحوّلت أعمال أيوب طارش إلى محور جدل، ما عمّق أزمة أيوب طارش السياسية.
محاولات الزج بالفنان في الصراع
خلال تصاعد الأزمة، حاولت أطراف متعددة ربط أيوب طارش بمواقف سياسية لم يعلنها، أو تقديمه باعتباره محسوبًا على جهة بعينها. هذه المحاولات قوبلت برفض واسع من مثقفين وإعلاميين يمنيين، أكدوا أن الفنان ظل طوال مسيرته بعيدًا عن الاصطفافات الحزبية، وأن فنه وطني جامع لا يقبل المصادرة أو التوظيف السياسي.
موقف أيوب طارش وردوده غير المباشرة
اختار أيوب طارش التعامل بحذر مع الأزمة، مكتفيًا برسائل غير مباشرة عبر مقربين وتصريحات صحفية محدودة. شدد في هذه الرسائل على أنه فنان لكل اليمنيين، وأن أعماله الوطنية ليست ملكًا لأي سلطة أو جماعة. كما عبّر عن رفضه القاطع لاستخدام اسمه أو فنه في صراع دموي، وهو موقف زاد من احترامه لدى قطاعات واسعة من الشارع اليمني، رغم استمرار أزمة أيوب طارش السياسية.
تداعيات نفسية وابتعاد عن الأضواء
أكد مقربون من الفنان أن استغلال رمزية فنه في سياق الحرب أثّر عليه نفسيًا، ودفعه إلى تقليل ظهوره الإعلامي خلال فترات التوتر. هذا الابتعاد فُسّر على أنه موقف أخلاقي رافض للزج بالفن في النزاعات، وليس انسحابًا من المشهد الثقافي أو تخليًا عن دوره الوطني.
ردود الفعل الشعبية والثقافية
قوبلت أي محاولة للمساس برمزية أيوب طارش بحملات شعبية واسعة داخل اليمن، اعتبرت أن النشيد الوطني وأعماله ملك للشعب، وليست أداة في يد السياسة. مثقفون يمنيون وصفوا المساس به بخط أحمر، محذرين من خطورة تسييس الفن، ومؤكدين أن أزمة أيوب طارش السياسية تعكس حجم التداخل الخطير بين الثقافة والصراع المسلح.
الوضع الحالي للفنان
حتى أواخر عام 2025، ما زال أيوب طارش على قيد الحياة، ويتابع نشاطه الفني، حيث طُرحت له أعمال جديدة على منصات الموسيقى خلال أكتوبر 2025. كما نفت مصادر موثوقة أي شائعات عن وفاته، موضحة أن ما تردد سابقًا كان متعلقًا بوفاة نجله أواخر 2023، وليس بالفنان نفسه.
خلاصة ودلالة سياسية أوسع
تكشف أزمة أيوب طارش السياسية كيف يمكن للصراع الداخلي أن يمتد إلى الفن والهوية الوطنية، ويحوّل الرموز الجامعة إلى نقاط خلاف. القصة تمثل نموذجًا صارخًا لتأثير السياسة على الثقافة في أوقات الحروب، وتطرح تساؤلات مفتوحة حول مستقبل الرموز الوطنية في ظل استمرار الانقسام، مع ترقب لأي تطورات جديدة قد تعيد الاعتبار للفن كمساحة توحيد لا صراع.