تقرير : الحوثيون دخلوا صنعاء بذريعة أزمة وقود.. ويبدو أنهم سيغادرونها للسبب ذاته
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
مشاكل زوجية بدون سبب واضح؟ إليك ما يكمن خلف الكواليس!في مفارقة تاريخية لافتة، يبدو أن الأزمة التي استغلها الحوثيون لدخول العاصمة صنعاء قبل نحو عقد من الزمن، قد تتحول اليوم إلى الشرارة التي قد تنهي قبضتهم عليها. فبعد سنوات من السيطرة، يواجه الحوثيون أزمة وقود خانقة تهدد استقرار مناطق نفوذهم وتُنذر بموجة غضب شعبي متصاعدة.
ففي سبتمبر من العام 2014، اتخذت ميليشيا الحوثي من أزمة المشتقات النفطية ذريعة لتبرير تحركاتها العسكرية نحو صنعاء، مدعيةً أنها تسعى لإنهاء معاناة المواطنين وتوفير الوقود تحت شعار "الثورة الشعبية". غير أن الأيام أثبتت أن تلك الأزمة كانت مجرد غطاء لأجندة سياسية وعسكرية أوسع، انتهت بإسقاط مؤسسات الدولة والسيطرة على مقاليد الحكم بقوة السلاح.
واليوم، وبعد مرور أكثر من عشر سنوات، يعود شبح أزمة الوقود ليخيم على العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لكن هذه المرة ليس كذريعة للتحرك، بل كنتيجة مباشرة لفشل الجماعة في إدارة شؤون البلاد وتأمين احتياجات المواطنين الأساسية.
وكشفت مصادر موثوقة في شركة النفط اليمنية بصنعاء لـ"المشهد اليمني" عن قرب نفاد المخزون الاستراتيجي من المشتقات النفطية، وذلك عقب توقف موانئ الحديدة عن استقبال السفن المحملة بالوقود منذ أواخر شهر أبريل الماضي.
ويعود هذا التوقف إلى سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مؤخرًا منشآت حيوية في البحر الأحمر، وهو ما أدى إلى عرقلة حركة الملاحة وتوريد الوقود.
وفي ظل هذا الوضع الحرج، لم تقدم جماعة الحوثي أي حلول عملية أو خطط بديلة لمعالجة الأزمة المتفاقمة، واكتفت كعادتها بتحميل أطراف خارجية مسؤولية النقص الحاصل، متجاهلةً فشلها الذريع في تنويع مصادر التوريد وتأمين احتياجات السوق المحلية طوال السنوات الماضية.
ويرى الدكتور خالد العليمي، الباحث السياسي اليمني، أن "الحوثيين يعيشون اليوم حالة من التناقض الصارخ، فقد استخدموا أزمة الوقود كأداة للوصول إلى السلطة، وها هم اليوم يواجهون خطر فقدانها بسبب الأزمة ذاتها، ولكن هذه المرة من موقع الفشل والعجز لا من موقع المعارضة". وأضاف العليمي أن "هناك حالة من الاستياء الشعبي المتزايد في صنعاء، حيث لم تعد الشعارات الرنانة قادرة على امتصاص الغضب الشعبي، خاصة في ظل تفشي الفساد بشكل غير مسبوق وهيمنة قيادات حوثية على السوق السوداء للمشتقات النفطية".
بدوره، أكد مصدر في وزارة التجارة بصنعاء، فضل عدم الكشف عن هويته خوفًا من بطش الجماعة، أن السوق السوداء تشهد انتعاشًا غير مسبوق، حيث قفز سعر دبة البنزين سعة 20 لترًا إلى أكثر من 40 ألف ريال يمني، وهو سعر يفوق قدرة معظم المواطنين. وأشار المصدر إلى أن الجماعة تمارس ضغوطًا كبيرة على محطات الوقود الرسمية لتقييد عمليات البيع بكميات محدودة، بهدف تغذية السوق السوداء التي يديرها نافذون في الجماعة.
ويحذر مراقبون من أن استمرار أزمة الوقود بهذه الحدة قد يعجل بتصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاعتماد على الطاقة لتشغيل المولدات والمياه.
ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن الحوثيين، الذين رفعوا في بداية تحركاتهم شعارات "محاربة الفساد"، باتوا اليوم في قلب منظومة فساد واسعة النطاق، تعتمد على الجباية والنهب واستغلال الأزمات لتحقيق مكاسب شخصية.
وفي ختام تحليله للوضع الراهن، يرى المحلل الاقتصادي أحمد عبدالكريم أن "الجماعة التي دخلت صنعاء مدفوعة بأزمة مفتعلة، قد تجد نفسها مضطرة لمغادرتها مدفوعة بأزمة واقعية وعجز حقيقي عن إدارة شؤون البلاد، بعد أن استنفدت كل أوراق التبرير وفقدت القدرة على تلبية أبسط احتياجات المواطنين".