موجة غضب وإدانات دولية واسعة لقرصنة الكيان الإسرائيلي ضد أسطول الصمود
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
جريمة قتل في صنعاءصنعاء-سبأ- عبدالعزيز الحزي
شهدت الساعات الأولى من الليلة الماضية، واليوم الخميس، موجة غضب فلسطينية ودولية واسعة عقب عملية قرصنة بحرية العدو الإسرائيلي الإرهابية على أسطول الصمود العالمي، الذي كان متجهاً نحو قطاع غزة، واحتجاز عدد من سفنه، وخطف النشطاء من على متنها، من بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ.
واعترضت بحرية العدو الإسرائيلي بعشرين سفينة حربية مساء أمس، سفن أسطول الصمود العالمي المدني ، التي تحمل مساعدات اغاثية وناشطين وحقوقين مسالمين عزل، وهي متجهة إلى شواطئ غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع .
كما تعمدت بحرية العدو صدم إحدى سفن أسطول الصمود العالمي، واستخدمت مدافع المياه ضد عدة سفن أخرى، وفقا لما ذكره الأسطول في بيان.
وأضاف البيان: "تمارس قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا نشطا على أسطول الصمود العالمي. صدمت سفينة فلوريدا عمدا في البحر. تم استهداف يولارا ومتيك وآخرين بمدافع المياه". فيما كانت تحلق مسيّرات إسرائيلية فوق سفن الأسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة.
ونقل عن مصادر في الأسطول، بأن قوات العدو الإسرائيلي اعتقلت ناشطين من السفن التي تقود أسطول الصمود العالمي، من بينهم مراسلين لقنوات تلفزيونية .
وقال منظمو الأسطول: إن “الاعتراضات الإسرائيلية غير القانونية لن تثنينا. نستمر في مهمتنا لكسر الحصار وفتح ممر إنساني”، مؤكدين أن أقل من 30 قارباً لا تزال مستمرة في الإبحار نحو قطاع غزة.
فيما كشف جيش العدو الإسرائيلي، في وقت لاحق، أنه استولى على أكثر من 40 قاربًا من أسطول “الصمود العالمي” بواسطة مقاتلي الكوماندوز البحري والقوات البحرية.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن بيان جيش العدو، قوله إن هناك 4 قوارب من الأسطول عالقة في عرض البحر.
قرصنة وإرهاب
سارعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الى إدانة اعتراض جيش العدو الإسرائيلي لـ"أسطول الصمود" واعتقال ناشطين فيه، معتبرة أنه "قرصنة وإرهاب سيزيد غضب شعوب العالم".
واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، من جهتها الاعتراض "قرصنة بحرية وخرقا سافرا للمواثيق الدولية"، محملة الكيان الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة المشاركين.
كما أدانت لجان المقاومة في فلسطين، بأشد العبارات الهجوم والعدوان الصهيوني الهمجي على أسطول الصمود المتجه إلى قطاع غزة، واعتبرته "جريمة حرب وقرصنة صهيونية تكشف استهتار الكيان الصهيوني في المنظومة الدولية وفي كافة القيم الإنسانية".
فيما دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، "إلى أوسع إدانة للقرصنة البحرية التي قام بها العدو الإسرائيلي ضد أسطول صمود العالمي، واعتقال رواده، وإغراق بعض مراكبه، ومصادرة ما يحمله لشعبنا المحاصر في قطاع غزة من أغذية وأدوية وحليب أطفال".
كذلك، اعتبرت حركة الأحرار الفلسطينية، الاعتداء الغاشم الذي ارتكبته قوات العدو الصهيوني على أسطول الصمود العالمي المسير لكسر الحصار على غزة في المياه الدولية، قرصنة وخرق واضح للقانون البحري الدولي.
أيضا، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، الاعتداء "أضخم عملية قرصنة إرهابية في العصر الحديث وإرهاب دولة منظم تمارسه "عصابة حرب" بأوامر مباشرة من مجرم الحرب بنيامين نتنياهو".
صمت الحكومات الغربية عار وتواطؤ
وأكدت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز ، بدورها أن اختطاف النشطاء غير قانوني، ووصفت صمت الحكومات الغربية بـ"العار والتواطؤ".
كما رحبت الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني(حشد) بالإدانات الدولية والمظاهرات والاحتجاجات والتحركات الشعبية التي عمت مدن العالم رفضًا لهذه الجريمة الهمجية، داعية إلى مواصلة الضغط الشعبي والسياسي عبر التظاهر أمام السفارات "الإسرائيلية" والأمريكية، وتوسيع حركة المطالبات وصولًا إلى العصيان المدني العالمي ضد جرائم الإبادة والحصار والتجويع واعتقال المتضامنين الدوليين.
وأكدت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، أن اعتراض "إسرائيل" غير القانوني لأسطول الصمود العالمي، واحتجاز طواقمه قبالة سواحل قطاع غزة، يعكس نية "إسرائيل" الاستمرار في منع وصول المساعدات الإنسانية الأساسية للفلسطينيين عمدا.
رفض دولي متواتر
دوليًا، قررت كولومبيا طرد البعثة الإسرائيلية المتبقية في البلاد بعد اعتراض "أسطول الصمود" وإيقاف العمل باتفاقية التجارة الحرة مع "إسرائيل".
وأدان رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، اعتراض "إسرائيل" لأسطول الصمود العالمي، معتبرً ذلك "انتهاك جسيم للتضامن العالمي والمشاعر الإنسانية".
وأكد رامافوزا، في تدوينه، أن ذلك يستهدف جهود تخفيف المعاناة على الشعب الفلسطيني في غزة وتعزيز السلام في المنطقة.
من جهتها، أدانت إيران على لسان المتحدث باسم الخارجية، اسماعيل بقائي ، بشدة تجدد هجوم الكيان الصهيوني العسكري على أسطول الصمود، واعتقال داعمي الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة، واصفة الهجوم الصهيوني على الأسطول بأنه انتهاك صارخ للقواعد الدولية وعمل إرهابي.
وأعربت سلطنة عُمان، عن استنكارها لـ"الهجوم الإسرائيلي" على أسطول الصمود العالمي الهادف لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إليه.
واستدعت إسبانيا بدورها، القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد، بعدما اعترضت قوات بحرية الاحتلال الإسرائيلية "أسطول الصمود العالمي" المتوجه إلى غزة. وقالت الخارجية الإسبانية إنها تتابع الوضع، وأكدت أن قنصليتها في المنطقة في حالة تعبئة.
ودعت الخارجية الفرنسية من جهتها الكيان الإسرائيلي لضمان سلامة المشاركين وتوفير الحماية القنصلية لهم.
فيما شددت الخارجية السويسرية على أن أي تدخل يجب أن يلتزم بمبدأي "الضرورة والتناسب"، مع ضمان أمن الركاب.
أما الخارجية التركية، فقد أدانت بشدة ما وصفته بـ "الهجوم الإرهابي" من البحرية الإسرائيلية.
من جهتها، طالبت الخارجية البلجيكية، الكيان الإسرائيلي باحترام القانون الدولي والبحري، وضمان سلامة السفن.
بينما وصفت الخارجية الأيرلندية، من ناحيتها، اعتراض الأسطول بأنه مثير للقلق، ودعت لاحترام حقوق من على متنه وفق القانون الدولي.
غضب شعبي
وفي موقف شعبي غاضب ولافت، أعلن الاتحاد الإيطالي العام للعمل، الدعوة إلى إضراب عام يوم الجمعة احتجاجاً على اعتراض أسطول الصمود، فيما خرجت مظاهرات ليلية، فجر اليوم الخميس، في برلين وروما وبرشلونة وبروسكل وإسطنبول، احتجاجا على اعتراض بحرية العدو الإسرائيلي "أسطول الصمود العالمي" لكسر الحصار عن غزة.
وفي وقت لاحق، أصدرت ناشطة المناخ السويدية، غريتا ثونبرغ، اليوم الخميس، أول تعليق لها بعد خطف جيش الاحتلال الإسرائيلي لها، وهي من أبرز الأسماء التي انضمت إلى "أسطول الصمود العالمي" الذي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وقالت: "اسمي غريتا ثونبرغ وأنا مواطنة سويدية، وإذا كنتم تشاهدون هذا الفيديو فذلك يعني أنه تم اعتقالي ضد رغبتي من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن مهمتنا الإنسانية لم تكن تحمل أي عنف، وتلتزم بالقانون الدولي، أرجوكم أخبروا حكومة بلادي بأن يتم إطلاق سراحي وكل رفاقي في "أسطول الصمود العالمي" في الحال".
يأتي هذا في وقت أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكتوبر 2023، عن استشهاد أكثر من 66 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وسط مجاعة وانتشار للأوبئة.
ومنذ أيام أبحرت السفن المشاركة في الأسطول نحو غزة، محملة بمساعدات إنسانية، ولا سيما مستلزمات طبية، في محاولة لكسر الحصار "الإسرائيلي”.
ويضم "أسطول الصمود"؛ اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها نحو 50 سفينة مجتمعة نحو غزة، وعلى متنها 532 متضامنا مدنيا من أكثر من 45 دولة.
وشدد جيش العدو الإسرائيلي الحصار على قطاع غزة منذ 2 مارس الماضي، عبر إغلاق جميع المعابر، مانعاً أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وأعلنت الأمم المتحدة ومنظماتها رسمياً، في 22 أغسطس الماضي، حدوث المجاعة في محافظة غزة.
وبدعم أمريكي وأوروبي، يواصل جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية وحصار وتجويع في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 66,225 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 168,938 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
إكــس