لغة المهرة وموروثها الشعبي.. ثراء ثقافي يوحّد أبناء الجنوب
klyoum.com
رأي المشهد العربي
تحيي محافظة المهرة ومعها أبناء الجنوب يوم اللغة المهرية، باعتباره محطة سنوية للتذكير بثراء الموروث الشعبي وعمق التراث الثقافي الذي شكّل عبر قرون طويلة أحد أبرز ملامح الهوية الجنوبية الجامعة.
اللغة المهرية لا تقف عند حدود وسيلة للتخاطب اليومي، بل تمثل وعاءً حاملاً لقيم ومعارف وممارسات متوارثة، تعكس الخصوصية التاريخية والثقافية للمهرة وأهلها، وتمتد لتشكّل عنصرًا من عناصر التنوع الثري الذي يميّز الجنوب.
التراث المهري بتفاصيله الشفوية والموسيقية والفلكلورية، من الأهازيج والرقصات الشعبية، إلى العادات الاجتماعية، ليس مجرد مخزون ثقافي محلي، بل هو مكوّن أصيل من الهوية الجنوبية الجامعة، التي تقوم على التعدد والتنوع والاعتراف بجميع الموروثات كجزء من كيان وطني واحد.
الاهتمام باللغة المهرية باعتبارها إحدى أقدم اللغات السامية الحيّة، يؤكد أنها ما زالت تحتفظ بخصوصيتها اللغوية وثرائها رغم محاولات التهميش التي تعرضت لها في مراحل سابقة.
لعل ما يعزز أهمية هذا اليوم أن مخرجات الحوار الوطني الجنوبي قد نصّت بوضوح على ضرورة الاهتمام باللغة المهرية وصونها من الاندثار، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية الجنوبية.
هذا الأمر يمثل إدراكًا لعمق هذه اللغة وما تحمله من دلالات تاريخية وحضارية تثبت أصالة الجنوب وتنوعه الثقافي.
الاحتفاء باللغة المهريّة يفتح الباب أمام مشاريع علمية وثقافية لتوثيقها وتدريسها وتوسيع حضورها في الفضاء الإعلامي والتعليمي، بما يضمن استمرارها ونقلها للأجيال القادمة.
الحفاظ على اللغة ليس مجرد عمل ثقافي، بل هو فعل وطني يرسم ملامح المستقبل ويحصّن الهوية من محاولات الطمس أو الاغتراب.
يوم اللغة المهرية ليس مناسبة لأبناء المهرة وحدهم، بل هو يوم لكل أبناء الجنوب، يؤكد أن التراث المحلي بكل تنوعه يشكّل هوية واحدة جامعة.