اخبار اليمن

المشهد اليمني

منوعات

خريطة أولمرت الضائعة.. هل أُهدرت فرصة السلام الأخيرة؟ تعرف على التفاصيل كاملة

خريطة أولمرت الضائعة.. هل أُهدرت فرصة السلام الأخيرة؟ تعرف على التفاصيل كاملة

klyoum.com

في عام 2008، خطف رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، إيهود أولمرت، الأضواء حين قدم عرضًا للرئيس الفلسطيني محمود عباس وصفه بأنه "لا يتكرر خلال خمسين عامًا". خريطة تضمّنها مقترح لحل الدولتين، تضمن إقامة دولة فلسطينية على 94% من الضفة الغربية، مع تبادل متكافئ للأراضي. لكن تلك الخريطة بقيت حبيسة الأدراج، حتى كُشف عنها أخيرًا في وثائقي جديد.

خريطة بحجم حلم ضائع

لأول مرة، عرض أولمرت خريطته أمام الإعلام في فيلم "الطريق إلى السابع من أكتوبر"، مؤكداً أنها ذاتها التي قدمها لعباس في اجتماع القدس يوم 16 سبتمبر 2008. تضمنت الخريطة ضم 4.9% من الضفة الغربية لإسرائيل، تشمل الكتل الاستيطانية الكبرى، مقابل منح الفلسطينيين أراضي مساوية قرب غزة والضفة.

ربط غزة بالضفة... بنفق أو طريق سريع

واحدة من الأفكار الطموحة التي حملتها الخريطة كانت إنشاء ممر يربط بين غزة والضفة، عبر نفق أو طريق فائق السرعة، لتعزيز وحدة الأراضي الفلسطينية. ورغم ما بدا من مرونة في الطرح، لم تُكتب للخطة الحياة.

القدس... مدينة موحدة بإدارة خماسية

الأكثر حساسية في العرض كان القدس. فقد اقترح أولمرت أن يتم تقاسم السيادة عليها، مع وضع "الحوض المقدس" تحت إدارة لجنة مشتركة من إسرائيل، فلسطين، السعودية، الأردن، والولايات المتحدة، وهي خطوة غير مسبوقة في تاريخ المفاوضات.

ردة فعل عباس... وتردد قاتل

عندما شاهد عباس الخريطة، قال لأولمرت: "هذا عرض خطير جداً". رفض التوقيع على الفور، مفضلاً استشارة فريقه الفني أولًا. واقترحا الاجتماع مجددًا، لكنه لم يحدث قط. فبعدها بقليل، أعلن أولمرت نيته الاستقالة بسبب قضية فساد، ليصبح "بطة عرجاء"، على حد وصف رفيق الحسيني، رئيس طاقم عباس.

غزة تشتعل... وأولمرت يرحل

بعد أشهر، جاءت عملية "الرصاص المصبوب" الإسرائيلية ردًا على صواريخ أطلقتها حماس من غزة، فاندلع صراع استمر ثلاثة أسابيع. ومع الانتخابات الإسرائيلية في فبراير 2009، وصل بنيامين نتنياهو إلى السلطة، المعروف بمعارضته الصريحة لحل الدولتين. وهكذا، ذهبت خريطة أولمرت إلى الظل.

المستوطنات... عائق أم قابل للحل؟

الخطة تضمنت إخلاء عشرات المستوطنات اليهودية في الضفة، وهو أمر كان سيثير غضب اليمين الإسرائيلي. تجربة إخلاء غزة عام 2005، والتي اعتُبرت صدمة قومية، كانت ما تزال حيّة في الذاكرة الإسرائيلية، ما زاد من تعقيد الوضع.

"لو وقع عباس"… نظرة أولمرت للفرصة الضائعة

أولمرت لا يخفي شعوره بالأسف، مؤكداً أن عباس كان يمكنه التوقيع وفرض الخطة كأمر واقع. يقول إنه كان بوسعه تحميل إسرائيل أي فشل لاحق. لكنها لحظة لم تحدث، وانضمت خريطة أولمرت إلى قائمة "الفرص الضائعة".

عودة إلى طابا... بداية الأمل ونهايته

الكاتب بول آدامز، الذي غطى الصراع لعقود، يستعيد ذكرى لقاء طابا عام 2001، حين رسم مفاوض فلسطيني خريطة على منديل، لأول مرة تعكس دولة قابلة للحياة. لكن تلك اللحظة، كما لحظة أولمرت، ضاعت في زحام العنف والانتقال السياسي.

أوسلو... وعد لم يتحقق

رغم المصافحة التاريخية في البيت الأبيض عام 1993 بين رابين وعرفات، إلا أن عملية السلام تهاوت تحت ضغط الإرهاب، والاغتيالات، والانتفاضات، لتصبح خريطة أولمرت الأخيرة في سلسلة من "ما كان يمكن أن يكون".

مشهد متكرر... المفاوضات تسبق الانفجار

النمط بدا متكرراً: مفاوضات طموحة تنتهي بانفجار أمني أو سياسي. من طابا إلى خريطة أولمرت، التاريخ يكرر نفسه، لكن الأمل يتراجع كل مرة، ليبقى الحل بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى.

السعودية... اللاعب الجديد في المعادلة

مع دخول الرياض على خط الوساطة، وربطها التطبيع بإقامة دولة فلسطينية، يُطرح السؤال: هل تحيي السعودية ما مات في أدراج أولمرت؟ أم أن التاريخ سيبقى شاهدًا على خريطة لم تُستخدم أبدًا؟

النهاية المعلّقة... خريطة تبحث عن توقيع

بعد مرور أكثر من 15 عاماً على عرض أولمرت، ما زالت خريطته رمزاً لفرصة سلام غير مكتملة. ورغم تغير الزعماء والخرائط، يبقى حلم الدولة الفلسطينية معلقاً بين الواقع والطموح.

*المصدر: المشهد اليمني | almashhad-alyemeni.com
اخبار اليمن على مدار الساعة