اخبار اليمن

المشهد اليمني

منوعات

حضرموت على حافة تكرار خطيئة عمران… والنتائج قد تكون أشد فتكاً بالوطن

حضرموت على حافة تكرار خطيئة عمران… والنتائج قد تكون أشد فتكاً بالوطن

klyoum.com

كان الشهيد البطل حميد القشيبي، في نظر عبدربه منصور هادي ووزير دفاعه محمد ناصر أحمد، متمرداً وعاقاً وعقبةً يجب إزاحتها…

ففتحوا أبواب الجحيم لميليشيا الحوثيراني كي تنقضّ على حارس بوابة صنعاء فسقطت صنعاء واليمن والمنطقة بأكملها في جحيم منذ ١١ سنة ، ولم تسلم من ذلك الجحيم حتى اليوم الا حضرموت وكانت الأقل ضرراً والأكثر فائدة .

وفي اللحظة التي كان فيها هادي يعتلي منصة عمران ليقول جملته المشؤومة:

لقد عادت عمران إلى حضن الوطن…

كنّا أنا ومئات الآلاف نقف في ميدان السبعين نشيّع قائدهم العسكري الذي كان يفترض عليهما هما شخصياً أن يقفا في مقدمة مشيّعيه.

مشهد لن نمحوه من الذاكرة ما حيينا.

واليوم… ومع اختلاف الملابسات، الصورة تعود بثبات مؤلم.

عمر بن حبريش يكرر ذات المشهد، ولكن بنسخة حضرمية:

تشكيلات مسلحة لا تخضع للدولة، لا للقوات المسلحة، ولا للقائد الأعلى…

شعارات حقوق وكرامة ومطالب تُرفع بالطريقة ذاتها التي رفعها الحوثيراني سابقاً…

وهي الشعارات نفسها التي يكررها ويرفعها اليوم الحريزي:

حقٌّ يُراد به باطل، ومشاريع تُراد لحضرموت ولكن لخدمة أجندات ليست يمنية ولا جنوبية.

لكن الأخطر…

أن قوات تُحسب على الدولة، وتُقدَّم إعلامياً كقوات رسمية، تتحرك لمواجهة تمرد بن حبريش عسكرياً دون أوامر القائد الأعلى، ودون تفويض من وزارة الدفاع، ودون قرار من رئاسة الأركان وذلك من الناحية العسكرية سلوك لا يختلف أبداً عن سلوك المليشيات المتمردة التي يقودها بن حبريش.

وعندما يصف بن حبريش نفسه بالقائد الأعلى…

ويصدر قرارات…

ويشكّل وحدات…

ويفرض أمر واقع خارج الإجماع الوطني…

فهو عملياً وبإرادته يقدّم الغطاء القانوني والسياسي والعسكري لإنهاء تمرّده بيد الدولة…

شاء أم أبى.

لكن لا يجوز، ولا يُسمح، ولا يُقبل أن تتحرك أي قوة – أي قوة – خارج قرار القائد الأعلى وإجماع المكونات الوطنية.

لأن قراراً بهذه الخطورة يجب أن يتحمله الجميع، وأن يواجه الجميع تبعاته.

وهنا رسالتنا واضحة لا لبس فيها:

نفس القاعدة تنطبق على الانتقالي، وعلى العمالقة، وعلى المقاومة الوطنية، وعلى درع الوطن، وعلى كل تشكيلات القوات المسلحة.

لسنا في دولة ميليشيات… ولسنا في مرحلة مزاجية…

نحن في توافق وطني ملزم للجميع.

وأي محاولة لفرض مشروع سياسي بالقوة، أو خلق أمر واقع خارج الشرعية والإجماع، هو:

تمرد صريح، وانحراف خطير، وإعادة إنتاج لنفس نسخة الحوثيراني ٢٠١٣_٢٠١٤ :

رفع شعارات…

استغلال الانقسام…

اللعب على التناقضات.

الانقلاب على التوافقات

ثم الانقضاض على الجميع.

والمحصلة: دولة منهارة، وطن ممزق، جيل مدمر، وعشر سنوات من الخراب.

واليوم…

محاولة تكرار هذا السيناريو في جنوبنا الغالي، وبالأخص في حضرموت – أرض السلام وملاذ الضعفاء – لن تصنع دولة، ولن تبني مشروعاً…

بل ستؤدي إلى:

تفكيك الجنوب نفسه أولاً…

وربما يكون هذا هو المخطط الحقيقي الذي يُساق له البعض دون أن يشعر.

او قد يكون تمكين الميليشيا الحوثيرانية والمشروع الايراني من اليمن والمنطقة باكملها..

وفتح الطريق لانهيار شامل ثالثاً.

وإن اندلعت الحرب هذه المرة…

فلن تكون ٢٠١٤ أخرى …

بل حرباً أسرع، أشد، وأكثر تدميراً…

وربما تستيقظ صنعاء المحتلة لتجد الطريق أمامها مفروشاً للانقضاض على الجميع دون استثناء وتسقط فيها اخر معاقلنا ونصف اليمن (حضرموت).

للأسف…

ما زلنا نكرر الغلط ذاته، ونرفض أن نتعلم، وندفع اليمن – شمالاً وجنوباً – إلى حافة الهاوية بأيدينا.

رسالتنا للعقلاء اليوم:

اتقوا الله في هذا الوطن قبل أن ينهار السقف على رؤوس الجميع.

فما نراه ليس مطالباً ولا تعبيراً سياسياً…

بل تخادم خطير يفتح أبواباً لن يستطيع أحد إغلاقها.

ورسالة خاصة لفخامة الرئيس حفظكم الله:

احذر أن يأتي يومٌ تقف فيه في حضرموت لتقول الجملة ذاتها:

“لقد عادت حضرموت إلى حضن الوطن”…

بعد أن تكون النار قد ابتلعت كل ما تبقى من الوطن.

*المصدر: المشهد اليمني | almashhad-alyemeni.com
اخبار اليمن على مدار الساعة