الكوادر الطبية.. بين مقصلة القصف وغياب العدالة الدولية
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
درجات الحرارة المتوقعة اليوم الإثنين في الجنوب واليمنغزة - سبأ:
في غزة، لم يعد الموت يختار المقاتلين فقط، بل يطارد حتى من يرممون الحياة من بين الركام. حين يجد مدير أكبر مستشفى في القطاع أسرته بين شهداء القصف، لا تبقى الكلمات إلا شاهدة على جريمةٍ تُرتكب أمام أعين العالم، بينما يواصل الصمت الدولي التواطؤ مع القاتل.
فبين جدران مجمع الشفاء الطبي الذي لا يعرف الصمت منذ اندلاع حرب الإبادة، ترك مديره العام الدكتور محمد أبو سلمية أقسامه المزدحمة بالجرحى، ليمشي بخطوات ثقيلة نحو ثلاجة الموتى. لم يكن هذه المرة طبيبًا يتعرّف على ضحايا الحرب، بل أبًا وأخًا يبحث عن ملامح أسرته تحت الأغطية التي تحوّلت إلى أكفان.
قصفٌ صهيوني استهدف منزله في مخيم الشاطئ شمال غربي مدينة غزة، حوّل ليل أسرته إلى فجرٍ مروّع. تحت الركام ارتقى شقيقه واثنان من أبنائه، لينضموا إلى قائمة طويلة من ضحايا الاستهداف المباشر لعائلات الأطباء والطواقم الطبية في القطاع.
مدير عام وزارة الصحة بغزة، الدكتور منير البرش، أكد لــ وكالة "صفا"، أن استهداف منزل أبو سلمية "ليس حادثًا فرديًا بل رسالة واضحة بأن الاحتلال يستهدف المنظومة الصحية بأكملها".
وأشار إلى أن العدو قتل 1700 من الكوادر الطبية منذ بداية الحرب، واعتقل أكثر من 360 طبيبًا ومسعفًا، ما زال عدد منهم يتعرض للتعذيب داخل السجون.
رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة، وصف المشهد بأنه "انتهاك صارخ لمبدأ الحياد الطبي". وأوضح أن "استهداف الأطباء وعائلاتهم يرتقي إلى جريمة حرب، ويقوّض القدرة على تقديم الرعاية الصحية لمئات الآلاف من المدنيين".
وأكد أن العدو دمّر أو استهدف مئات المنازل التابعة للطواقم الطبية، ما أسفر عن آلاف الشهداء وتهجير العاملين الصحيين، الأمر الذي أدى إلى انهيار كبير في الخدمات الطبية.
فقدان الأطباء لمنازلهم وعائلاتهم، ونقص الدواء والمستلزمات، جعل استمرار تقديم الرعاية الطبية في غزة مهمة شبه مستحيلة.
بعض المستشفيات اضطرت لإغلاق أقسام كاملة، وتوقفت آلاف العمليات الجراحية، فيما يعيش الأطباء تحت ضغط نفسي هائل بين الخوف على أسرهم ومحاولتهم إنقاذ الأرواح.
في كل بيتٍ طبيبٌ فقد عائلته، وفي كل مشفى كادرٌ يعمل بيدٍ ويُشيّع أحبته بالأخرى. إنها حرب لم تكتفِ بقتل الجرحى تحت القصف، بل سعت إلى إطفاء آخر بصيص أمل للنجاة.
ومع كل صرخة من غزة، ينهار ما تبقّى من مبادئ الإنسانية، ويُكتب فصل جديد في سجل جرائم الحرب التي لن تسقط بالتقادم.
وتُعاني المنظومة الصحية في قطاع غزة من انهيار شبه كامل منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر الماضي، وسط حصار خانق يمنع دخول المعدات الطبية والوقود والأدوية، إلى جانب تعطيل مستمر لتحويل الحالات الحرجة للعلاج خارج القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 يرتكب العدو الاسرائيلي، بدعم أمريكي، إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلا النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
إكــس