اخبار اليمن

سبأ نت

منوعات

العدو الصهيوني والهجوم على مدينة غزة: يوم ثان من الوحشية

العدو الصهيوني والهجوم على مدينة غزة: يوم ثان من الوحشية

klyoum.com

صنعاء – سبأ:

في اليوم الثاني من العملية العسكرية الصهيونية، وسعت قوات العدو الصهيوني من عدوانها الفاشي على مدينة غزة بعد تصعيد ارهابي من خلال تدمير الأبراج والمباني السكنية؛ وذلك في مرحلة جديدة من الهجوم البري عبر "التوغل التدريجي"، فيما يعيش نحو مليون فلسطيني بالمدينة أغلبهم نازحون ظروف كارثية، بالتوازي مع جريمة الإبادة والتجويع الممنهج المستمر على امتداد القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر 2023م.

يأتي توسيع هذا العدوان الصهيوني بعد ليلة دامية من القصف المكثف على المدينة راح ضحيته عشرات الفلسطينيين بين شهيد وجريح، في حين يواصل العدو مطالبته سكان غزة بالاخلاء؛ بهدف احتلالها كاملا في سياق مشروع تتراكم معه جرائم الحرب بحق المدينة وسكانها؛ وهي الجريمة التي يترتب عليها وضعًا أكثر سوءًا تتضحم معه الكارثة الإنسانية، التي تعيشها المدينة والقطاع في ظل تواطؤ دولي وتخاذل عربي وإسلامي.

وأطلق جيش العدو الصهيوني، أمس الثلاثاء، ما اسماها المرحلة الرئيسية من الهجوم البري.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، إلى 65,062 شهيدًا و165,697 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.

وأوضحت وزارة الصحة في القطاع غزة، أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية، 98 شهيدًا، و 385 إصابة جديدة.

في السياق الاجرامي، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، أن جيش العدو الإسرائيلي كثّف في الأيام الأخيرة من استخدام العربات (المجنزرات) المفخخة المحمّلة بأطنان من المتفجرات لتدمير الأحياء السكنية المركزية في مدينة غزة، في إطار سعيه لتحقيق الهدف المعلن بتدمير المدينة وتهجير سكانها، وضمن تصعيد خطير لجريمة الإبادة الجماعية المتواصلة للشهر 24 على التوالي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأوضح المرصد أن فريقه الميداني وثّق تفجير جيش الاحتلال الإسرائيلي عشر عربات مجنزرة مفخخة (روبوتات) فجر اليوم الأربعاء، بين المنازل السكنية في "شارع 8" جنوبي حي "تل الهوا" في مدينة غزة، وهو أحد الأحياء السكنية المركزية للمدينة، كما فجّر ثلاث عربات أخرى على الأقل بين المنازل السكنية في شارع "النفق" شرقي المدينة، وعدة عربات في محيط "بركة الشيخ رضوان" شمالي مدينة غزة.

وبيّن أن الجيش الإسرائيلي كان في السابق يوجّه ويفجّر العربات المفخخة في ساعات الفجر تحديدًا، لكنه في الأيام الأخيرة بات يستخدمها على مدار الساعة، بما يضاعف احتمالات سقوط الضحايا إلى جانب الدمار الهائل الذي تخلفه.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، باستشهاد 45 مواطنا فلسطينيا بينهم 23 من مدينة غزة، وإصابة آخرين في قصف العدو المتواصل على القطاع منذ فجر اليوم الأربعاء.

ونقلت عن مصادر محلية فلسطينية، بأن جيش العدو استهدف مجموعة من المواطنين قرب مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة أثناء نزوحهم نحو الجنوب، ما أسفر حتى الآن عن 15 شهيدا وعشرات الجرحى غالبيتهم بجروح خطيرة.

كما استشهد مواطنان وجرح 8 آخرون، جراء استهداف العدو الصهيوني شقة سكنية بمحيط مستشفى القدس في حي تل الهوا جنوب غرب المدينة.

تواتر جرائم الحرب

إزاء ذلك، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، المجزرة المروّعة التي ارتكبها جيش العدو الإسرائيلي المجرم مساء اليوم الأربعاء، بقصفه مدنيين فلسطينيين أبرياء بالقرب من مستشفى الشفاء أثناء نزوحهم القسري من مدينة غزة، وأدّت لارتقاء ما لا يقل عن 15 شهيداً، جريمة حرب مكتملة الأركان.

فيما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان إن "آلة الحرب الصهيونية تواصل بدعمٍ مباشر ومطلق من الإدارة الأمريكية ارتكاب مجازر بالجملة بحق شعبنا الأعزل، وآخرها المجزرة الوحشية على أبواب مستشفى الشفاء، التي تؤكد مرة أخرى أن هذا الكيان الغاصب يواصل سحق كل القيم الإنسانية ودفنها تحت ركام الموت والدمار بلا هوادة، ودون حسيب أو رقيب، في استراتيجية تطهير عرقي صريحة وممنهجة”.

إلى ذلك، دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لتحرك عربي وعالمي لوقف المذبحة التي يرتكبها مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مدينة غزة.

وقالت إن "تدمير مدينة غزة يحمل في طياته أبعاداً سياسية وحضارية وثقافية واجتماعية وتاريخية بالغة الأهمية".

وفي إطار ردود الفعل المنددة بالهجوم البري على مدينة غزة، عارض وزيرا خارجية ألمانيا يوهان فاديفول، والسويد ماريا مالمر ستينرغارد، الهجمات البرية الجديدة التي شنها جيش "إسرائيل" لاحتلال مدينة غزة، باعتبارها مخالفة للقانون الدولي.

أيضًا، قالت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر،إن الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة هجمي وشنيع ويزيد من سفك الدماء، مضيفة في بيان: "العملية الهجومية الجديدة للجيش الإسرائيلي في غزة همجية وشنيعة، وستتسبب بسفك المزيد من الدماء، وقتل المزيد من المدنيين الأبرياء، وتعريض حياة الرهائن للخطر".

إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الكندية، في تدوينه على منصة" أكس"، إن الهجوم البري الجديد الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة يُفاقم الأزمة الإنسانية ويعوق إطلاق سراح الأسرى.

جريمة الإبادة

على صعيد المنظمات والهيئات الدولية، طالبت أكثر من 20 وكالة إغاثة دولية، اليوم الأربعاء، في رسالة عاجلة الأمم المتحدة ورؤساء الدول حول العالم، بالتدخل الفوري لوقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل" في قطاع غزة.

واستندت الوكالات في رسالتها إلى نتائج لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، التي خلصت إلى أن "إسرائيل" ارتكبت أربعة من أصل خمسة أفعال إبادة جماعية محددة في اتفاقية 1948.

من جانبه؛ أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أن "إسرائيل"، بدلاً من التعاون مع الأمم المتحدة قامت "بحظر وإقصاء الوكالة الأممية الرئيسية التي تقدم الإغاثة والمساعدات الإنسانية، "أونروا".

وقال لازاريني، في تدوينة على منصة "اكس"، إن "لجنة تحقيق أممية خلصت في تقريرها الصادر أمس إلى أن "إسرائيل" ارتكبت جريمة الإبادة الجماعية، وقامت بمنع وعرقلة وكالات الإغاثة الموثوقة بما في ذلك أونروا من تقديم المساعدات الأساسية والمنقذة للحياة".

فيما حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، من أن النزوح القسري لعائلات مدينة غزة يُشكل تهديدًا مميتًا للفئات الأضعف، مع استمرار القصف "الإسرائيلي" على المدينة.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة، تيس إنغرام، في تصريح صحفي في جنيف، إن الأطفال الفلسطينيين وأسرهم يُجبرون على الفرار من جحيم إلى آخر في قطاع غزة، حيث يعاني قرابة نصف مليون طفل من العنف والصدمات النفسية الناتجة عن أكثر من 700 يوم من الصراع المستمر.

وأضافت أن نحو 70 ألف نازح توجهوا لجنوبي القطاع خلال الأيام الماضية، فيما بلغ العدد حوالي 150 ألفًا خلال الشهر الماضي، مع غياب خيارات آمنة لهم، مشيرةً إلى أن المناطق التي يصلون إليها تفتقر إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الماء والطعام والخيام.

كذلك، أّكدَّ مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن القصف "الإسرائيلي" المستمر على غزة يهدد بتحويل الوضع إلى تطهير عرقي، معتبراً هجمات الجيش "الإسرائيلي" على المباني السكنية والمدارس "انتهاكات للقانون الدولي وربما جرائم حرب"، مشيرا إلى أن 97% من مدارس القطاع تضررت بسبب الحرب، فيما استشهد أكثر من 17 ألف طالب و967 من الكادر التعليمي منذ بداية العدوان.

فيما قالت منظمة العفو الدولية، إنه "‏لم يعد هناك وقت لاختلاق الأعذار، فمع تواصل تراكم الأدلة على ارتكاب "إسرائيل" إبادة جماعية، في غزة لا يمكن للمجتمع الدولي التذرّع بالجهل"، وشددت في تدوينة على منصة "اكس" ، على أن التقرير الصادر عن لجنة التحقيق الأممية يوم أمس، يؤكد ما كشفت عنه المنظمات الدولية منذ وقت مبكر بارتكاب "إسرائيل" جرائم إبادة جماعية في غزة.

إكــس

*المصدر: سبأ نت | saba.ye
اخبار اليمن على مدار الساعة