اللغة المهرية .. إرث جنوبي حي يمتد عبر التاريخ
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
هلع في لحج: شاب عار يقتحم منازل المواطنين في صبر4 مايو/ رامي الردفاني
يحتفي الجنوب بشكل عام ومحافظة المهرة خصوصًا بيوم اللغة المهرية، الذي يُصادف الثاني من أكتوبر من كل عام، في مناسبة تمثل تأكيدا على الهوية الجنوبية الأصيلة، وصيانة الإرث الثقافي العريق لمحافظة المهرة. وقد تصدر هاشتاج #اللغه_المهريه_هويه_جنوبيه منصات التواصل الاجتماعي، معبّرا عن دعم المواطنين والسياسيين والناشطين للغة المهرية، وربطها بالهوية الوطنية الجنوبية الجامعة.
كما أكد الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي في تصريح رسمي سابق أن صون الهوية الثقافية لكل محافظة جنوبية يمثل جزءا أساسيا من رؤية الدولة الجنوبية الفيدرالية القادمة، وأن اللغة المهرية جزء أصيل من هذه الرؤية ويجسد خصوصية محافظة المهرة وثقافتها المتجذرة.
وفي ذات السياق شدد السياسيون على أن الاحتفال بيوم اللغة المهرية يتزامن مع قرب حلول الذكرى الـ62 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، ما يعزز الترابط بين الهوية اللغوية والنضال التاريخي للجنوب.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، شارك الصحفيون الجنوبيون والناشطون بدعم اللغة المهرية، مؤكدين على أهميتها في تعزيز الهوية وحفظ التراث .. من أبرزهم الصحفي معروف سعيد الذي كتب: "اللغة المهرية إرث جنوبي لا يقدر بثمن، وهي قلب ثقافة الجنوب التي يجب نقلها للأجيال القادمة."
وأشارت الصحفية منى عبدالله إلى أن الاحتفال بالمهرية ليس مجرد رمزية، بل واجب على كل جنوبي للحفاظ على لغتنا وتراثنا، فيما شدد علي الأحمد على أن اليوم يعكس الوعي بأهمية حماية الإرث اللغوي والثقافي للجنوب.
كما تعتبر اللغة المهرية وفق خبراء اللغات إحدى أقدم اللغات السامية، ذات جذور تمتد آلاف السنين قبل الميلاد وتشتهر بفصاحتها وثراء مفرداتها، كما تحمل في طياتها الشعر الشعبي القديم الذي ساهم في صونها عبر الأجيال رغم غياب نظام كتابي رسمي.
وبالرغم من محاولات الطمس بعد إعلان الوحدة اليمنية المشؤومة عام 1990، حافظ الأهالي على اللغة شفهيًا، ما يعكس قدرة المجتمع الجنوبي على حماية هويته ولغته عبر الزمن.
كما يحرص القيادة الجنوبية على صون خصوصية كل محافظة، وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة، وجعل اللغة المهرية جزءا من المشروع الاستراتيجي الثقافي والسياسي للجنوب خصوصًا مع اعتبار محافظة المهرة العمق الاستراتيجي لدولة الجنوب الفيدرالية القادمة.
رغم الأصالة العريقة، تواجه اللغة المهرية تحديات أبرزها عدم وجود نظام كتابي رسمي والحاجة إلى توثيق الشعر والموروث الشعبي. غير أن الاحتفال باليوم يمثل فرصة لتعزيز الوعي، ونشر اللغة في المدارس والجامعات، واستثمار الوسائط الرقمية ووسم #اللغه_المهريه_هويه_جنوبيه لنشرها بين الشباب، بما يضمن استمرارها كعنصر محوري للهوية الجنوبية.
كما أن اللغة المهرية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل جسر يربط بين الماضي والحاضر، وبين الإنسان والمجتمع، ويعكس القيم والعادات والتاريخ العريق للجنوب. وقد نجح أبناء المهرة في نقلها شفهياً عبر الأجيال، محافظين على فصاحتها ومفرداتها الغنية لتبقى شاهداً حيا على عمق الهوية الجنوبية وقدرتها على الصمود رغم كل التحديات.
ودعا سياسيون وناشطو التواصل الاجتماعي في الجنوب الجميع إلى الاحتفاء باليوم والمشاركة بالوسم #اللغه_المهريه_هويه_جنوبيه، مؤكدين أن اللغة المهرية إرث حضاري حي، يربط الماضي بالحاضر، ويشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الجنوبية الجامعة من عدن إلى المهرة وسقطرى، وأن الحفاظ عليها واجب وطني وثقافي لضمان استمرار الهوية الجنوبية للأجيال القادمة.