اخبار اليمن

شبكة الأمة برس

منوعات

وسط تجربة سياحية نابضة بالحياة.. استعد لموسم الاحتفاء بالحريد في جزر فرسان

وسط تجربة سياحية نابضة بالحياة.. استعد لموسم الاحتفاء بالحريد في جزر فرسان

klyoum.com

عندما تشرق الشمس على مياه البحر الأحمر الصافية، وتتمايل قوارب الصيادين على إيقاع الأمواج الهادئة، تعلنجزر فرسانعن انطلاق موسم الاحتفاء بعودة الحريد، ذلك الحدث السنوي الذي يمثل عرسًا بحريًا، يجمع بين تراث الصيد العريق وجمال الطبيعة الساحرة، بحسب الرجل.

وفي هذا الموسم، تتحول الجزر إلى مسرح مفتوح يستقبل زواره من كل مكان للاحتفال بالحريد، أو سمكة الببغاء، التي تعتبر رمزًا للخير والوفرة في الثقافة المحلية، حيث تتزين الجزر بألوان الفرح، وتسمع أهازيج الصيادين، وتقام المسابقات التقليدية التي تجسد روح المجتمع البحري.

ولكن هذا الاحتفال ليس مجرد مناسبة موسمية، بل بوابة لاستكشاف واحدة من أجمل الوجهات السياحية في المملكة العربية السعودية، إذ تعد جزر فرسان، بطبيعتها البكر وتنوعها البيولوجي الفريد، وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والمغامرة والتراث.

جزر فرسان وجهة سياحية بطبيعة ساحرة

تقع جزر فرسان على بعد 50 كيلو مترًا من مدينة جازان في الجنوب الشرقي للبحر الأحمر، وتتكون من أرخبيل يضم أكثر من 170 جزيرة صغيرة، أبرزها جزيرة فرسان الكبرى، وساجد وزفاف.

وتعتبر الجزر محمية طبيعية، ضمن محمية جزر فرسان البحرية، التي تعد واحدة من أهم المناطق المحمية في المملكة، بمساحة تبلغ 5,408 كيلومترات مربعة، وفقًا لتقرير لجنةالتراثالعالمي التابعة لليونسكو.

كما تتميز الجزر بتنوعها البيولوجي الاستثنائي، حيث تضم شعابًا مرجانية خلابة، وغابات مانجروف كثيفة، وموطنًا لأنواع نادرة من الكائنات البحرية مثل الدلافين والديوجونج "أبقار البحر"، بالإضافة إلى الطيور المهاجرة التي تجد في الجزر ملاذًا آمنًا خلال رحلتها السنوية.

فيما تجعل الشواطئ الرملية البيضاء والمياه الفيروزية من جزر فرسان وجهة مثالية لمحبي الغوص، حيث يمكن للزوار استكشاف عالم تحت الماء المليء بالألوان والحياة، كما تعد الجزر موطنًا للغزال العربي "غزال الإدمي"، وهو نوع نادر يعيش في الجزر، مما يضيف إلى جاذبيتها كوجهة للسياحة البيئية.

وللوصول إلى هذه الجنة البحرية، توجد رحلات عبارات يومية مجانية من ميناء جازان إلى جزيرة فرسان الكبرى، حيث تنظم الرحلات مرتين يوميًا لتسهيل تنقل الزوار، وتستغرق الرحلة حوالي ساعة ونصف، وهي تجربة ممتعة بحد ذاتها، حيث يمكن للمسافرين الاستمتاع بمناظر البحر والجزر الصغيرة التي تمر بها العبارة.

موسم الاحتفاء بعودة الحريد.. احتفالية التراث والبحر

يعد موسم الاحتفاء بعودة الحريد إحدى أبرز الفعاليات السنوية في جزر فرسان، وهو حدث يجمع بين الاحتفال بالطبيعة والتراث البحري.

ووفقًا لمنشور على حساب التواصل الحكومي السعودي على منصة إكس، يقام هذا المهرجان للاحتفاء بعودة أسماك الحريد "Parrotfish" إلى مياه الجزر، وهو نوع من الأسماك الملونة التي تعتبر رمزًا للحياة البحرية في المنطقة.

ويتضمن المهرجان مجموعة من الفعاليات التي تجمع بين الترفيه والثقافة، حيث يشارك الزوار والسكان المحليون في احتفالية تعكس ارتباط أهل الجزر بالبحر.

وهناك مجموعة من الأنشطة التي تنظم في الموسم، منها مسابقة الصيد التقليدي، والتي تعتبر الحدث الرئيسي في المهرجان، حيث يتنافس الصيادون للحصول على لقب أفضل صياد لأسماك الحريد، فيما تستخدم في المسابقة قوارب تقليدية وأدوات صيد يدوية، مما يُبرز مهارات الصيادين المحليين ويحافظ على التقاليد البحرية.

كما تُنظم عروض فلكلورية تعكس تراث الجزر، مثل رقصة "الزامل" التي تصاحبها أهازيج بحرية تروي قصص الصيادين وعلاقتهم بالبحر، بالإضافة لتنظيم معارض تعرض الأدوات التقليدية المستخدمة في صيد الحريد، بالإضافة إلى الأزياء التقليدية التي يرتديها الصيادون، وذلك إلى جانب الجولات البحرية لرؤية أسماك الحريد في بيئتها الطبيعية، مما يتيح فرصة للتعرف على أهمية هذه الأسماك في النظام البيئي البحري.

أبرز المعالم السياحية في جزر فرسان

إلى جانب الطبيعة الساحرة، تعد جزر فرسان كنزًا ثقافيًا وتاريخيًا يروي قصصًا تمتد عبر آلاف السنين، حيث شهدت وجود حضارات متعددة مثل السبئيين والرومان والأكسوميين والعثمانيين، مما جعلها موطنًا للعديد من المعالم التاريخية والثقافية، التي تجذب الزوار الباحثين عن تجربة غنية ومتنوعة.

مسجد النجدي:

يعتبر مسجد النجدي أحد أهم المعالم الثقافية في جزر فرسان، وهو من أقدم المساجد في المنطقة، حيث بدأ بناؤه عام 1929، واستغرق العمل فيه 13 عامًا حتى اكتمل.

ويتميز المسجد بتصميمه المعماري الفريد، الذي يعكس تأثيرات فنية من شبه القارة الهندية، حيث أحضرت الزخارف والنقوش من الهند خصيصًا لتزيينه.

وجدران المسجد مزينة بألوان زاهية ونقوش دقيقة، تظهر مهارة الحرفيين في تلك الفترة، ما يجعله وجهة مثالية لمحبي التاريخ والعمارة الإسلامية التقليدية.

بيت الجرمل:

بيت الجرمل، منزل تاريخي يعود إلى العهد العثماني، ويعتبر شاهدًا على الحياة اليومية لسكان الجزر في تلك الحقبة، ويقع في قرية القصار، وهو مبني من الحجر المرجاني المحلي، المزين بزخارف هندسية تقليدية.

ويتميز المنزل بتصميمه الداخلي، الذي يعكس أسلوب الحياة البسيط لأهل الجزر، مع غرف مفتوحة تطل على البحر، ونوافذ صغيرة تسمح بمرور الضوء والهواء.

ويروى أن المنزل كان ملكًا لتاجر لؤلؤ ثري في الجزيرة، مما يجعله رمزًا للازدهار الاقتصادي الذي شهدته الجزر، بفضل تجارة اللؤلؤ في الماضي.

قرية القصار:

تعد قرية القصار واحدة من أجمل القرى التقليدية في جزر فرسان، وهي تقع على الساحل الشرقي لجزيرة فرسان الكبرى، وتتميز بمنازلها المبنية من الحجر المرجاني، التي تتزين بزخارف مستوحاة من البيئة البحرية، مثل أشكال الأصداف والأسماك.

وتعرف القرية أيضًا بكونها مركزًا لصناعة القوارب التقليدية، حيث يمكن للزوار مشاهدة الحرفيين وهم يصنعون القوارب، باستخدام تقنيات تقليدية موروثة عبر الأجيال.

فيما تعد القرية مكانًا مثاليًا للتعرف على الحياة اليومية لسكان الجزر، حيث يمكن للزوار التفاعل مع الأهالي وتذوق الأطباق المحلية مثل "المكبوس" و"الصيادية"، وهي أطباق تعتمد على الأسماك الطازجة.

وادي مطر والمواقع الأثرية:

يعد وادي مطر، الواقع في الجزء الجنوبي من جزيرة فرسان الكبرى، أحد أهم المواقع الأثرية في الجزر، حيث أظهرت المسوحات الأثرية التي أجريت في عام 2010، والتي أشرف عليها المجلس العام للآثار والتراث السعودي، وجود بقايا أعمدة وكتل حجرية منحوتة، تشير إلى وجود مستوطنات قديمة يعود تاريخها إلى العصور الرومانية.

وتظهر هذه المواقع أن الجزر كانت جزءًا من مقاطعة "عربيا فيليكس" الرومانية، قبل أن تنقل إلى إقليم مصر نحو عام 144م، مما يجعلها أبعد نقطة وصلت إليها الإمبراطورية الرومانية، بمسافة تزيد عن 4,000 كيلومتر من روما.

القلعة العثمانية:

تقع القلعة العثمانية في جزيرة فرسان الكبرى، وهي بقايا حصن عسكري بناه العثمانيون في القرن السادس عشر لمراقبة حركة السفن في البحر الأحمر، وتتميز بجدرانها الحجرية السميكة، وأبراج المراقبة التي تطل على البحر، ما يوفر إطلالة بانورامية خلابة.

وعلى الرغم من أن القلعة لم ترمم بالكامل، إلا أنها تعد وجهة مفضلة لمحبي التاريخ العسكري، حيث يمكن للزوار استكشاف بقايا الجدران، والتعرف على الدور الاستراتيجي للجزر في حماية الطرق البحرية التجارية.

الأنشطة السياحية في جزر فرسان

إلى جانب المعالم الثقافية والتاريخية التي تزخر بها جزر فرسان، تُقدم هذه الوجهة الساحرة مجموعة واسعة من الأنشطة السياحية، التي تلبي اهتمامات مختلف الزوار، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للمغامرة والاستكشاف.

وتعتبر الشعاب المرجانية في جزر فرسان من بين الأجمل في البحر الأحمر، حيث تتيح لعشاق الغوص فرصة استكشاف عالم بحري مليء بالألوان والحياة، ويمكن للزوار خلال هذه التجربة مشاهدة الكائنات البحرية المذهلة مثل أسماك الحريد الملونة والسلاحف البحرية التي تسبح بهدوء، والدلافين التي تضيف لمسة من السحر إلى الرحلة.

ولمحبي الاسترخاء والهدوء، تتيح الجزر فرصة التخييم على شواطئها الرملية البيضاء، حيث يمكن للزوار قضاء ليال ساحرة تحت النجوم، في حين يعد التخييم تجربة مثالية للاستمتاع بغروب الشمس الخلاب والهدوء الذي يغمر الجزر، بعيدًا عن صخب المدن وضوضائها، مما يمنح الزوار شعورًا بالراحة والانسجام مع الطبيعة.

وفي فصل الشتاء، تتحول جزر فرسان إلى ملاذ آمن للطيور المهاجرة القادمة من أوروبا وإفريقيا، مما يجعلها وجهة مثالية لهواة مشاهدة الطيور، ويمكن للزوار الاستمتاع برؤية أنواع نادرة مثل النورس الأبيض وطيور النحام، وهي تجربة تجمع بين التعلم والترفيه في آن واحد.

كما تتيح الجزر لزوارها فرصة الانطلاق في جولات بحرية تأخذهم في رحلة استكشافية بين الجزر الصغيرة المحيطة، ويمكن استئجار قوارب صغيرة للتجول بين هذه الجزر التي تتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة ومياهها النقية التي تعكس ألوان السماء.

والجولات هنا تتيح للزوار فرصة اكتشاف الخلجان المخفية والشواطئ المنعزلة، مما يجعلها تجربة لا تُنسى لمحبي المغامرات البحرية، الأمر الذي يجعل من جزر فرسان وجهة سياحية متكاملة، تجمع بين المغامرة والاسترخاء، والتعرف على التنوع البيولوجي الفريد لهذه المنطقة.

*المصدر: شبكة الأمة برس | thenationpress.net
اخبار اليمن على مدار الساعة