أين المحافظ؟! لحج تختنق تحت لهيب الإهمال والفساد
klyoum.com
في لحج، المحافظة التي أنهكها الحرمان، لا صوت يعلو فوق أنين الناس، ولا صرخة تتجاوز جدران الإهمال. عشرات الأيام تمر على المواطنين بلا كهرباء، في ظل موجات حر قاسية، وسكوت رسمي مخزٍ، أشبه بالخذلان.
أين المحافظ أحمد عبدالله تركي؟!
سؤال يتكرر يوميًا على ألسنة الناس، من عمق المعاناة. المحافظ الذي اختفى، أو اختار أن يُغلق عينيه عن واقع بائس، لا يحتاج إلى لجان تقصٍّ أو تقارير ميدانية ليدرك حجم الكارثة. يكفيه فقط أن يكون واحدًا من أبناء هذه المحافظة ليرى، ويسمع، ويشعر بما يعانيه المواطنون.
لكننا لم نعد نبحث عن عطف، ولا نناشد من أجل فتات اهتمام. لقد تعبنا… مللنا من المطالبات والنداءات التي لا تجد آذانًا صاغية. كأن المواطن في لحج قُدّر له أن يعيش في الظلام، ويتجرع المرارة، ويُترك فريسة للفساد وسوء الإدارة.
ومما يزيد من قسوة المشهد أن البعض، ومنهم من يتولى مناصب عليا، لا يزال يركض خلف أوهام وشعارات لم تعد موجودة، بدلًا من أن يقوم بواجباته تجاه أبناء المحافظة.
نعلم أن من يُصرّ على التمسك بشعارات "الوحدة" المفرغة من مضمونها اليوم، إنما يفعل ذلك بدافع المصلحة الشخصية، لا حبًا في الوطن، ولا حرصًا على الشعب.
المحافظ الذي يتوارى خلف مكاتب مكيفة، ويُلوّح بعلمٍ لدولةٍ لم تعد قائمة، أين هو من هموم الناس؟!
أين أنت من معاناة المواطن البسيط؟ من الشهداء والمرابطين في الجبهات الذين يُقدّمون أرواحهم دفاعًا عن الأرض والكرامة؟
نحن، من نضحي في الجبهات بكل ما نملك، نواجه جماعات إرهابية قادمة من الشمال، تحاول احتلال الأرض، بينما أنتم هنا، بكل وقاحة، ترفعون راياتكم وتُكملون صفقاتكم.
نُحرَم اليوم من أبسط حقوقنا بسبب سوء إدارتك، وتقصيرك، وانشغالك بشعارات لا تُطفئ حرًّا، ولا تُضيء ليلًا.
أما وزارة الكهرباء، فهي مثال للفشل المتراكم. وزارة تحوّلت إلى عبء ثقيل على المواطن، لا تُقدّم حلولًا، ولا تعترف بالمسؤولية. فإن لم يكن القائمون عليها فاسدين، فهم متواطئون مع الفساد، يحمونه، ويُبرّرون له، ويشاركونه في نهب ما تبقى من آمال هذا الشعب.
الفساد لم يعد أفرادًا… بل مؤسسة، وشبكات مترابطة من المصالح، يختنق تحتها المواطن الذي لا يطلب أكثر من كهرباء تقيه حرارة الصيف، وماء لا ينقطع، ودواء لا يُباع في السوق السوداء.
نقولها بوضوح: من يتنصل عن مسؤولياته، كمن يخون المبادئ، ويبيع الوطن. ومن يرفع علمًا بلا مضمون، بينما شعبه يحترق، لا يستحق موقع المسؤولية.
أمام كل هذا، نسأل:
هل إلى خروج من سبيل؟
هل بقي في الدولة رجل رشيد، يصرخ "كفى" في وجه هذا العبث؟
نناشد الله العلي القدير،
أن يُصلح من كان مصلحًا، ويُبارك له في جهده وعمره،
وأن يفضح كل فاسد، ويجعله عبرة لمن لا يعتبر.
لحج تستحق النور… فمن تركها في الظلمة؟