جريمة ضد التاريخ: ميليشيات الحوثي تُنهب وتُجرّف آثار محافظة ذمار في صمت دولي مقلق
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
كاتب سقطري يحذر: معسكرات جديدة تمهد لانقسام عسكري خطير في الأرخبيلفي عملية تُشبه طمس معالم هوية أمة، تشهد محافظة ذمار اليمنية واحدة من أخطر وأوسع موجات النهب والتجريف الأثري في تاريخها الحديث. وكشفت مصادر محلية وحقوقية لصحيفة "الشرق الأوسط" عن تورط قيادات نافذة في ميليشيا الحوثي في إدارة عمليات حفر وتدمير ممنهجة تستهدف مواقع أثرية تعود لآلاف السنين، محولةً إرثاً حضارياً ثميناً إلى سلعة في أسواق التهريب العالمية، وسط غياب تام لأي رادع أو دور للجهات الرسمية الخاضعة لسيطرة الجماعة.
تفاصيل الجريمة المنظمة
وفقاً للمعلومات الموثقة، فإن قيادات حوثية على مستوى عالٍ لا تكتفي بالتغاضي عن هذه العمليات، بل تديرها بشكل مباشر، وتوفر التمويل اللازم لعصابات متخصصة في الحفر غير المشروع والتنقيب عن الآثار. وتُعد هذه العمليات جزءاً من سلسلة متواصلة من التجريف لم تتوقف منذ سيطرة الميليشيات على المحافظة، مما يؤكد وجود سياسة ممنهجة تهدف إلى استنزاف التراث اليمني.
وامتدت أعمال الحفر العشوائي المدمرة لتشمل مواقع تاريخية فريدة تعود لحضارات يمنية قديمة، حيث أسفرت عن تدمير مومياوات وهياكل بشرية كانت محفوظة بشكل نادر، وطمس معالم أثرية لا تقدر بثمن.
مواقع في قلب العبث
شملت الاعتداءات الوحشية مجموعة من المواقع الأثرية البارزة، أبرزها:
شبكة تهريب عابرة للحدود
كشف سكان محليون وشهود عيان أن القطع الأثرية التي يتم استخراجها لا تبقى في اليمن، بل تُنقل فوراً في عمليات لوجستية منظمة خارج محافظة ذمار، ومن ثم يتم تهريبها إلى أسواق خارجية نشطة في تجارة الآثار. وأكدوا أن هذه الاعتداءات ليست حوادث منفردة، بل هي حلقات في سلسلة تجريف مستمرة وممولة.
سابقة خطيرة: غضب الأثري والمشروع الإيراني
تؤشر المعطيات إلى أن عمليات العبث الأثري ليست وليدة اللحظة، فقبل عامين، تعرض موقع "غضب الأثري" لأعمال طمس وتشويه ممنهجة تحت غطاء "مشروع سياحي" مزعوم، تبين أنه ممول من جمعية إيرانية. وشملت العملية تدمير أجزاء حساسة من الموقع ونقل قطع أثرية إلى جهات مجهولة، مما يفتح الباب للتساؤلات حول أبعاد خارجية لهذه الحملة التدميرية.
صمت دولي ومستقبل مجهول
يرى مراقبون ومهتمون بالشأن الثقافي أن هذه الاعتداءات المتصاعدة تمثل جزءاً من سياسة ممنهجة تستهدف الهوية التاريخية والثقافية لليمن عبر طمس معالمها وتهريب إرثها الحضاري. ويأتي ذلك في ظل صمت دولي يثير القلق البالغ بشأن مستقبل المواقع الأثرية في بلاد غنية بتاريخها الإنساني، مما يضع مئات، إن لم يكن آلاف، من السنوات من التراث البشري على حافة الهاوية.