دراسة حديثة تكشف نمط حياة مفاجئ لرجال عاشوا قبل آلاف السنين
klyoum.com
أظهرت دراسة حديثة أجريت على عظام 131 شخصًا من مستوطنة كاتالهويوك النيوليثية في جنوب الأناضول، أن الرجال الذين عاشوا قبل حوالي 9000 عام كانوا ينتقلون للعيش مع عائلات زوجاتهم، ما يشير إلى نظام اجتماعي يتسم بـ"المركزية الأنثوية". الدراسة التي نُشرت على منصة bioRxiv، اعتمدت على تحليل الحمض النووي القديم للجثث التي يعود تاريخها بين 7100 و5950 قبل الميلاد، بحسب الرجل.
ووجد الباحثون أن الأفراد المدفونين معًا في قبور جماعية تحت منازل واحدة في المستوطنة غالبًا ما لم يكونوا مرتبطين جينيًا، وفي حال وجود صلة، كانت عبر السلالة الأمومية وليس الأبويّة، وقالت عالمة الآثار إيلين شوتسمانس من جامعة وولونغونغ في أستراليا: "هوية العائلة كانت تمر عبر خط الأم، وهو ما يدل على الدور البارز الذي لعبته النساء في المجتمع".
وأشارت الدراسة إلى أن الأطفال الإناث في كاتالهويوك دفنوا مع عدد من المتعلقات القبرية يفوق خمسة أضعاف ما كان مع الأطفال الذكور، مما يعكس مكانة اجتماعية متميزة للإناث في ذلك المجتمع النيوليثي.
إعادة صياغة فهمنا للمجتمعات النيوليثية وأدوار الجنسين
قال الباحث في الوراثة التطورية من جامعة الشرق الأوسط التقنية في تركيا، محمد سوميل، إن هذه النتائج تتحدى الفكرة السائدة عن أن المجتمعات النيوليثية والبرونزية كانت دائمًا متمركزة حول الذكور، واعتبر أن "الممارسات التي تركز على الرجال ليست عالمية كما يعتقد البعض، بل توجد أنماط اجتماعية مختلفة تظهر تنوعًا في أدوار النساء والرجال".
كاتالهويوك، التي كانت واحدة من أولى المجتمعات البشرية المستقرة منذ حوالي 2000 عام قبل الميلاد، جمعت حتى 8000 نسمة، وعرفت بأنشطتها الزراعية، وصناعة الطوب، والفنون المميزة، رغم عدم وجود شبكات تجارية واسعة النطاق.
وقد كشفت الحفريات السابقة عن تماثيل نسائية تمثل "إلهة الأمومة" أو نساء مسنات ذات مكانة اجتماعية، ما أضاف تعقيدًا لفهم دور النساء في هذا المجتمع.
ورغم أن بعض الباحثين يرون أن انتقال الرجل للعيش مع أسرة الزوجة قد يكون محصورًا على مستوى الأسرة دون أن يشير إلى مجتمع أُمومي حقيقي، إلا أن هذه الدراسة تفتح الباب لإعادة النظر في التوزيع التقليدي للسلطة بين الجنسين في العصور القديمة.