عندما يكون الموت ثمناً للعجز عن النزوح في غزة
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
أداء متباين لمؤشرات الأسهم الأمريكيةغزة-سبأ:
يحاول المواطن الفلسطيني السبعيني سعيد أبو دف ، إيجاد طريقة للنزوح نحو جنوب قطاع غزة هربا من جحيم الموت الذي ينتظره وعائلته في مدينة غزة.
لكن كل محاولاته باءت بالفشل، فهو لا يملك المال لدفع أجرة للمركبة التي ستقله نحو الجنوب، ليفضل البقاء في منزله رغم علمه مسبقا ثمن البقاء.
يعيش أبو دف في منزله بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وإن صح التعبير فيما تبقى من المخيم وما تبقى من المنزل، الذي لحق به الدمار بفعل استمرار جريمة الإبادة والقصف المتواصل على القطاع من قبل جيش العدو منذ 7 أكتوبر 2023.
يقول أبو دف لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) ، "منطقتنا أضحت خطيرة جدا في الأيام الأخيرة، حاولت الصمود لآخر لحظة، فأنا رجل فقير ولا أملك تكلفة مواصلاتي للجنوب، حاولت بشتى الطرق تأمين المبلغ الذي طلبه سائق الباص (3000 شيقل أي ما يقارب 1000 دولار أميركي) ولكن للأسف دون جدوى فحال الناس في غزة أصبح واحدا والكل محتاج".
وحول المخاطر التي يعيشها هو وأفراد أسرته التسعة يضيف "يبدأ فيلم الرعب ليلا، ويتمثل في إطلاق نار كثيف من الطائرات المروحية والمسيّرة ناهيك عن عمليات نسف البيوت بالريبوتات المتفجرة والتي تحيل السماء ليلاً على كتلة من اللهب".
ويشير "نجتمع كلنا وقت القصف في مطبخ المنزل كونه أبعد قليلاً عن مرمى النيران، ونقضي الوقت بالاستغفار والدعاء بأن يقبل علينا الفجر سالمين".
وينهي حديثه بالقول " حاولت النزوح والهرب من الموت، لكن عدم توفر النقود حال دون ذلك، وها أنا أخاطر بحياتي وحياة عائلتي ولا أعلم ما النهاية التي تنتظرنا".
ولا يختلف حال المواطن محمد رشيد (73 عاما) كثيراً فهو الآخر يواجه المصير ذاته في عدم تمكنه من النزوح جنوبا، فهو لا يملك أجرة المواصلات إلى هناك.
يقول "في حال استمر الوضع بهذه الطريقة سأضطر للنزوح جنوبا سيراً على الأقدام، لكن زوجتي مريضة، وأخشى عليها من طول الطريق.
ويتساءل "من أين لي بمبلغ كبير يمكنني من النزوح جنوباً؟ فأنا رجل مسن بلا عمل وأولادي خارج القطاع كما أنني أعيش على مخصصات التنمية الاجتماعية".
وينهي حديثه وقد فاضت عيناه بالدموع وهو ينظر لزوجته المريضة "إن كتب لنا الحياة سنبقى هنا وإن قدر لنا الموت سنموت بكرامتنا".
أما الثلاثينية ياسمين أحمد ، وهي أم لثلاثة أطفال أيتام، لا تزال تمكث في منطقة النصر غرب مدينة غزة تقول "أتمنى النزوح جنوباً لكنني لا أملك الكلفة المادية اللازمة لذلك".
وتضيف "في حسبة بسيطة فإن تكاليف النزوح جنوباً تتضمن خيمة ثمنها يتراوح ما بين 4 و5 آلاف شيقل بدون مرحاض والذي يكلف بناؤه 500 شيقل، ناهيك عن تكلفة المواصلات للإخلاء والتي لا تقل عن 2000 شيقل والتي قد تصل إلى حوالي ألف دولار للعائلة الواحدة".
وتنهي حديثها "حاولت التواصل مع إحدى الجمعيات في محاولة للحصول على خيمة تؤويني أنا وأطفالي، وما زلت أنتظر، أتمنى أن أتمكن من المغادرة قبل فوات الأوان، لكن لا أملك الأموال لذلك فأنا مجبرة على البقاء في شمال قطاع غزة، لأواجه الموت أنا وأطفالي".
وحسب أحدث الإحصائيات ، يتواجد 740 ألف مواطن فلسطيني ، من أصل 2.1 مليون ، في شمال قطاع غزة.
وأغلقت قوات العدو الإسرائيلي حاجز الرشيد الساحلي في بداية الشهر الجاري أمام حركة المركبات، وأبقت على دخول الأفراد حتى الساعة الثانية ظهرا، شريطة أن يكون من الشمال نحو الجنوب فقط وليس العكس، لإحكام الحصار على مدينة غزة بالكامل وفصلها عن الجنوب.
إكــس