هل تؤثر الأحلام الجنسية على عدد الحيوانات المنوية؟ دراسة تُجيب
klyoum.com
كشفت مجموعة من الدراسات الطبية الحديثة أن الأحلام الجنسية والقذف أثناء النوم لا تُعدّ مؤشرًا على ضعف الخصوبة كما يعتقد البعض، بل إنها ظاهرة جسدية طبيعية تحدث نتيجة امتلاء الحويصلة المنوية، وتدل على عمل الجهاز التناسلي بكفاءة، بحسب الرجل.
أوضحت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن مع بلوغ الذكور سن البلوغ، يرتفع مستوى هرمون التستوستيرون لديهم، مما يؤدي إلى تغيّرات في أنماط النوم، وقد يُسبب أحلامًا جنسية تؤدي إلى القذف أثناء النوم، وهي ظاهرة يُطلق عليها علميًا "الاحتلام".
وأثبتت دراسة أُجريت في جامعة شيو يان في هونغ كونغ أن 80% من المشاركين أبلغوا عن حدوث قذف أثناء النوم نتيجة أحلام ذات طابع جنسي، وقد بلغ متوسط عدد هذه التجارب حوالي 9 مرات سنويًا، لا سيما بين المراهقين والشباب في مرحلة الدراسة.
لكنّ الدراسة شددت على أن الربط بين الأحلام الجنسية والرغبات أو الأفكار اليومية أمر غير دقيق، وأن هذه الظاهرة نادرة نسبيًا وليست مقلقة طبيًا.
القذف أثناء النوم لا يسبب العقم
أشارت دراسة أجراها باحثون من كلية تونغجي الطبية في الصين إلى أن بعض الرجال يعانون مما يُعرف بـ"عدم القذف مجهول السبب"، وهي حالة لا يُوجد لها تفسير عضوي أو نفسي واضح، ومع ذلك، تبيّن أن هؤلاء الأشخاص يواصلون القذف ليلًا أثناء النوم.
وقامت الدراسة بتحليل عينات سائل منوي من 91 رجلًا يعانون من هذه الحالة، وأظهرت أن السائل المنوي الناتج عن الاحتلام كان أكثر كثافة بنسبة 61.4% وأكثر حركة بنسبة 30.6% مقارنة بالعينة المعتادة.
وهذا يشير إلى أن القذف الليلي لا يؤثر سلبًا على جودة الحيوانات المنوية، بل يُمكن اعتباره دليلًا على أن الجسم لا يزال يفرز نُطفًا سليمة.
هل يمكن استخدام السائل الناتج عن الاحتلام في التلقيح؟
وفي دراسة أشرفت عليها الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، جرى تقييم جدوى استخدام السائل المنوي الناتج عن الاحتلام في علاجات الخصوبة، وتوصّلت النتائج إلى إمكانية الاعتماد عليه لتجنّب بعض الإجراءات المؤلمة، مثل القذف الكهربائي أو استخراج الحيوانات المنوية مباشرة من الخصيتين.
كما أوضحت الدراسة أن ضعف الانتصاب لا يُعد مؤشرًا حتميًا على ضعف الخصوبة، إذ قد يكون مرتبطًا بعوامل نفسية أو اضطرابات هرمونية، في حين يظل إنتاج النطف سليمًا في كثير من الحالات.
ويُخزَّن السائل المنوي في الحويصلات المنوية، وحين يمتلئ هذا المخزون إلى حد معين، يعمد الجسم إلى التخلص من الفائض أثناء النوم تلقائيًا، على نحو يُشبه خزان الماء الذي يفيض حين يبلغ سعته القصوى.
ولا يُعد الاحتلام حالة مرضية أو علامة على اضطراب جنسي، بل هو عملية فسيولوجية طبيعية تنظم إنتاج السائل المنوي، كما أن الادعاءات الشائعة حول تأثير الاحتلام في إضعاف الجسد أو خفض الأداء الجنسي تفتقر إلى أي إثبات علمي.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور بهوفاتي جون إلى أن العديد من المعتقدات الخاطئة حول الاحتلام نشأت من الربط الشعبي بين القذف الليلي ومفاهيم "القوة الذكورية"، في حين تؤكد الحقائق العلمية أن القذف – سواء خلال النوم أو عبر الاستمناء – يُعد مؤشرًا على سلامة الجهاز التناسلي الذكري، ولا يؤثر سلبًا في جودة الحيوانات المنوية أو مستوى الخصوبة.