اخبار اليمن

صحيفة ٤ مايو الالكترونية

سياسة

الرئيس الزُبيدي والدبلوماسية الجنوبية .. قراءة تحليلية في لقاءات سفيري فرنسا واليابان

الرئيس الزُبيدي والدبلوماسية الجنوبية .. قراءة تحليلية في لقاءات سفيري فرنسا واليابان

klyoum.com

4 مايو/ رامي الردفاني

في لحظة سياسية حساسة يمر بها الجنوب واليمن عموماً، برزت لقاءات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مع سفيري فرنسا واليابان في العاصمة عدن، كمؤشر على تحركات دبلوماسية دولية مكثفة تهدف إلى كسر العزلة الاقتصادية والسياسية عن الجنوب، وفتح مسارات دعم دولي مباشر يخدم استقرار الجنوب ويخفف من معاناة المواطنين.

"تفعيل الحضور الدبلوماسي من عدن"

ان لقاءات الرئيس الزُبيدي مع سعادة كاثرين قرم كمون، سفيرة فرنسا، وسعادة يوئيتشي ناكاشيما، سفير اليابان، لم تكن لقاءات بروتوكولية فحسب، بل حملت رسائل واضحة تؤكد أن العاصمة عدن باتت مركز ثقل سياسي وإداري للدولة الجنوبية القادمة ، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي يرسّخ حضوره كطرف قادر على إدارة العلاقات الخارجية من الداخل، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية وأمنية معقدة.

وفي لقاءه تحدث الزُبيدي مع السفيرة الفرنسية بوضوح عن ضرورة تفعيل الموارد السيادية وإيداع الإيرادات في البنك المركزي، وهي إشارة ضمنية إلى المساعي الجادة للحد من الانقسام النقدي الذي يضاعف الأزمة المعيشية .. كما ناقش مع السفير الياباني الجهود المبذولة لإعادة تأهيل ميناء عدن وميناء الاصطياد، ضمن مشاريع تمويلية يابانية تسهم في تعزيز قدرات الموانئ الجنوبية، وتهيئتها للعب دور استراتيجي في الملاحة الدولية، في مواجهة تهديدات الحوثي في البحر الأحمر.

"دعم إنساني وتنموي في مواجهة الأزمة"

ركزت فرنسا واليابان في هذه اللقاءات على البعد الإنساني، حيث أكد الرئيس الزُبيدي تقدير المجلس الانتقالي للدعم المقدم من باريس في مجالات تمكين المرأة والبنية التحتية الثقافية، بينما ناقش مع السفير الياباني توسيع نطاق الدعم ليشمل قطاعات حيوية جديدة. هذه اللقاءات تعكس محاولة واضحة من المجلس لتوجيه الدعم الدولي ليكون مباشرًا نحو الجنوب، بعيدًا عن مسارات التعطيل والفساد التي عطلت وصول الدعم إلى المواطنين خلال السنوات الماضية.

"رسائل سياسية تتجاوز الشأن المحلي"

الدعم الفرنسي والياباني للجنوب لم يقتصر على الملف الإنساني، بل حمل إشارات سياسية واضحة. فقد أدانت السفيرة الفرنسية، خلال اللقاء، الخطوات الأحادية للحوثيين في طباعة العملات غير القانونية، معتبرة أنها “إجراءات خطيرة وغير مسؤولة”، بينما ناقش السفير الياباني التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وتهديده للملاحة الدولية، وهو ما يضع ملف الجنوب في قلب الاهتمام الدولي ضمن سياق أمن البحر الأحمر واستقرار طرق التجارة العالمية.

"تعزيز المكانة الإقليمية والدولية"

تأتي هذه اللقاءات في إطار جهود الرئيس الزُبيدي لفتح قنوات تواصل مع المجتمع الدولي، بما يعزز مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف مسؤول ومنفتح على الحلول السياسية، وفي الوقت ذاته ملتزم بقضايا الأمن الإقليمي والدولي. وفي ظل حالة الجمود في المسار السياسي اليمني، يسعى المجلس من خلال هذه التحركات إلى كسب دعم سياسي واقتصادي يرسّخ دوره في أي تسوية قادمة.

ان التحركات الذي يقوم به المجلس الانتقالي الجنوبي يدرك أهمية الحضور الدبلوماسي الدولي الفاعل من داخل عدن، كخطوة لبناء الثقة مع المجتمع الدولي، وإثبات قدرته على إدارة الملفات الاقتصادية والإنسانية، في سياق إقليمي ودولي معقد.

*المصدر: صحيفة ٤ مايو الالكترونية | 4may.net
اخبار اليمن على مدار الساعة