الثانية خلال 3 أشهر.. ما أهمية زيارة الشرع إلى الإمارات؟
klyoum.com
أخر اخبار الإمارات:
أنور قرقاش يتحدث عن محور كان في صلب لقاء الشيخ محمد بن زايد وأحمد الشرعلندن - الخليج أونلاين
الإمارات كانت من أسرع الدول في المنطقة انفتاحاً على سوريا الجديدة، لا سيما في الفترة التي سبقت رفع العقوبات الدولية وما بعدها
في زيارة هي الثانية في 3 أشهر، وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الإمارات والتقى نظيره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
الزيارة تأتي في ظل انفتاح عالمي وإقليمي على الإدارة الجديدة في سوريا، لا سيما بعد رفع العقوبات الأمريكية والدولية في مايو الماضي.
كما تعكس رغبة مشتركة لدى البلدان في تعزيز العلاقات، لا سيما أن أبوظبي تؤدي أدواراً سياسية واقتصادية لتعزيز الاستقرار في سوريا.
أهمية الزيارة
زيارة الشرع إلى أبوظبي، بحسب مصدر سوري مطلع لـ"الخليج أونلاين"، جاءت "مفاجئة"، في حين ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أنهاتأتي ضمن جولة خليجية بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي، وجذب الاستثمارات الخليجية إلى الداخل السوري في إطار خطة إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية الشاملة.
وكانت العاصمة الإماراتية أبوظبي أولى محطات الزيارة، حيث استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس الشرع، وعُقد اجتماع رسمي بين الجانبين تناول تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي، وسبل دعم جهود سوريا في مرحلة ما بعد الحرب.
وخلال اللقاء أكد الشرع أن سوريا، وقد طوت صفحة الحرب والانقسام، تتجه إلى بناء شراكات استراتيجية مع الأشقاء في الخليج، مشيداً بدور الإمارات الريادي في دعم الاستقرار الإقليمي، معبّراً عن تطلع سوريا إلى الاستفادة من التجربة الإماراتية في مجالات التنمية المستدامة والتحول الرقمي والطاقة النظيفة.
من جهته رحّب الشيخ محمد بن زايد بزيارة الرئيس الشرع، مؤكداً دعم الإمارات الكامل لجهود الاستقرار والإعمار في سوريا، وحرصها على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وخاصة الاستثمار والبنية التحتية والتكنولوجيا.
بدورها قالت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" إن الزعيمين بحثاالعلاقات بين البلدين وسبل تعزيز تعاونهما والعمل المشترك، خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية، بما يحقق مصالحهما المتبادلة ويعود بالخير والنماء على شعبيهما.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات الإقليمية محل الاهتمام المشترك، مؤكدين أهمية العمل على تعزيز أسس السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لصالح جميع دولها وتنمية شعوبها وازدهارها.
وجدد محمد بن زايد تأكيده موقف دولة الإمارات تجاه دعم سوريا وكل ما يصب في مصلحتهم ويسهم في تحقيق تطلعاتهم نحو التنمية والاستقرار وبناء مستقبل مزدهر.
كما أعرب الرئيس السوري عن شكره لرئيس الإمارات على مواقف بلاده الداعمة لسوريا وشعبها.
جهود إماراتية
وكانت الإمارات من أسرع الدول في المنطقة انفتاحاً على سوريا الجديدة، لا سيما في الفترة التي سبقت رفع العقوبات الدولية وما بعدها.
ففي 13 أبريل الماضي، زار الشرع أبوظبي والتقى محمد بن زايد، وبحثا سبل تعزيز التعاون الثنائي، وفق وكالة "سانا".
كما كان لافتاً أن أول مباحثات هاتفية عقدها الشرع عقب الإطاحة بالأسد، في 8 ديسمبر الماضي، كانتمع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وزار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الإمارات مرتين؛ في يناير وفبراير الماضيين، وخلالها التقى نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.
وكان لافتاً أيضاً أن الإمارات أول دولة تبرم اتفاقية اقتصادية مع سوريا بعد ساعات فقط من إعلان واشنطن رفع العقوبات عن سوريا.
ففي 16 مايو الماضي،أعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية توقيع مذكرة تفاهم مع شركة موانئ دبي العالمية (دي بي ورلد) بقيمة 800 مليون دولار لتطوير محطة في ميناء طرطوس، وذلك بعد أن أتاح رفع العقوبات الأمريكية الفرصة لإبرام الاتفاق.
وتشمل المذكرة تطوير وإدارة وتشغيل محطة متعددة الأغراض فيميناء طرطوس، مما يسهم في رفع كفاءة الميناء وزيادة طاقته التشغيلية وتعزيز دوره كمركز محوري لحركةالتجارةالإقليمية والدولية.
سياسياً كانت وكالة "رويترز" نقلت عنمسؤول أمني سوري، في مايو الماضي،أن الإمارات فتحت قناة اتصال سرية تجمع ممثلين عن "إسرائيل" وسوريا، في محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد بين الجانبين.
وبحسب الوزارة حينها، فإن المبادرة الإماراتية بدأت بعد زيارة الشرع إلى أبوظبي، في أبريل الماضي، ويركز الحوار غير المباشر على مسائل أمنية واستخبارية وبناء الثقة.
وأكد الشرع بدوره، في مايو الماضي أيضاً، وجود مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء لم يسمهم، موضحاً أن الهدف تهدئة الوضع ومنع الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة، محملاً "إسرائيل" مسؤولية "تدخلاتها العشوائية" في سوريا.
لكن على الجانب الإماراتي صرحت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، بأن ما يقال عن وساطة إماراتية "ادعاء كاذب تماماً"، مؤكدة أن أبوظبي ليست طرفاً في أي محادثات من هذا النوع.
أهمية العلاقة
يشير موسى قرقور، مدير مركز الدراسات السورية الخليجية، إلى أنزيارة الرئيس أحمد الشرع إلى دولة الإمارات ضمن الزيارات الناجحة في سياق المرحلة الانتقالية السورية، مضيفاً لـ"الخليج أونلاين":
- الزيارة تعبّر عن سعي القيادة السورية الجديدة إلى بناء شبكة من الشراكات وتنويع تحالفاتها الإقليمية والدولية.
- تعكس هذه الزيارة حرص الشرع على الانفتاح على دول الخليج، وفي مقدمتها الإمارات، باعتبارها لاعباً مؤثراً في ملفات إعادة الإعمار والسياسة الإقليمية.
- أدت الإمارات دوراً محورياً في إعادة إدماج سوريا في الفضاء العربي والدولي، فقد دعت وزير الخارجية السوري لقمة الحكومات العالمية، في فبراير الماضي، الذي حضره كبار رجال الأعمال العالميين وممثلون عن صندوق النقد الدولي، ما شكّل دفعة قوية نحو دعم جهود تعافي الاقتصاد السوري.
- أدت الإمارات أيضاً دوراً غير معلن في دعم مسار السلام بين سوريا و"إسرائيل" تحت رعاية أمريكية، ما يعكس موقعها الوسيط والمؤثر.
- رغم المؤشرات الإيجابية، من المبكر الحديث عن تصنيف الإمارات كـ"الشريك الأول" لسوريا الجديدة.
- التحالفات الإقليمية تُبنى عبر الزمن وعلى أساس الأفعال لا الوعود، ومع ذلك لا يمكن إنكار أن الإمارات تؤدي دوراً رئيسياً، وهي من أوائل الدول التي بادرت بالاستثمار في سوريا بعد تخفيف العقوبات، في مايو الماضي، وتُطرح حالياً كوسيط فعّال في ملفات حساسة مثل العلاقة مع تل أبيب.
- تمثل الإمارات نموذجاً ناجحاً في جذب الاستثمارات، ويمكن أن تكون بوابة عبور سوريا نحو السوق العالمية.
- غير أن تهيئة بيئة آمنة ومشجعة للاستثمار في سوريا تتطلب خطوات واضحة، أبرزها تفعيل القوانين الاقتصادية، وتقديم تسهيلات مصرفية وضريبية، وبناء نموذج أمني مستقر مشابه لما هو مطبق في الإمارات.
- مع وجود حلفاء داعمين وتوقيع معاهدة سلام محتملة أو عدم اعتداء وفق اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 مع "إسرائيل"، فإن تعافي سوريا سياسياً واقتصادياً، ومن ثم اجتماعياً، يصبح أمراً ممكناً رغم التحديات الداخلية.