الثانية عالمياً.. ماذا يعني اعتماد الإمارات أول سفير لـ"طالبان"؟
klyoum.com
أخر اخبار الإمارات:
ترحيب عربي بتعيين حسين الشيخ نائبا لرئيس السلطة الفلسطينيةطه العاني - الخليج أونلاين
ما الدول التي قبلت اعتماد سفير لحركة طالبان فيها؟
الإمارات والصين.
ما نتائج محاولات "طالبان" في تعيين سفير لها مع بقية الدول؟
باءت بالفشل.
لطالما كانت العلاقات بين "طالبان" والإمارات موضوعاً للجدل، فعلى الرغم من أن الأخيرة كانت واحدة من ثلاث دول فقط اعترفت بحكومة الحركة في أواخر التسعينيات، فإن الوضع تغير كثيراً بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وسقوط نظام كابل على يد القوات الأمريكية.
ومع عودة "طالبان" إلى السلطة عام 2021، بدأ النقاش حول كيفية تعامل المجتمع الدولي مع هذه الحكومة الجديدة-القديمة، وما إذا كانت الدول ستعيد تشكيل علاقاتها معها وفق المصالح الإقليمية والدولية المتغيرة.
أول سفير لطالبان
في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة والعالم، يتجلى تطور جديد في العلاقات الدولية، وهو قبول الإمارات أوراق اعتماد أول سفير لحكومة "طالبان" الأفغانية.
وأفادت وزارة الخارجية التابعة للحركة، في بيان صدر الأربعاء 21 أغسطس الجاري، بأن مولوي بدر الدين حقاني عُيّن سفيراً في أبوظبي، وقدم أوراق اعتماده إلى الوكيل المساعد لشؤون المراسم بوزارة الخارجية في الإمارات العربية المتحدة.
ويشكل ذلك أبرز إنجاز دبلوماسي لحركة "طالبان" منذ تعيين سفير لها بالصين في يناير الماضي، لتكون أبوظبي الأولى في منطقة الشرق الأوسط.
وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أن سيف عبد الله الشامسي، الوكيل المساعد لشؤون المراسم، استلم نسخة من أوراق اعتماد السفير الأفغاني بدر الدين حقاني.
واختارت أبوظبي استخدام مصطلح "جمهورية أفغانستان الإسلامية" بدلاً من "إمارة أفغانستان الإسلامية" الذي تستخدمه الحكومة الحالية في كابل.
هذه الخطوة، التي تثير العديد من التساؤلات، تأتي في وقت حساس، حيث ما زالت "طالبان" تسعى للحصول على اعتراف دولي بحكومتها بعد سيطرتها على أفغانستان في أغسطس 2021.
وعلى الرغم من أن الصين والإمارات لم تعلنا اعترافاً رسمياً بحكومة طالبان، ولم تؤكدا أي تعديل رسمي في العلاقات، فإن دبلوماسيين ومحللين دوليين يرون أن قبول سفير رسمي قد يكون "خطوة غامضة" في المجال الدبلوماسي، وقد تعكس تطوراً في العلاقات.
محاولات باءت بالفشل
وكانت "طالبان" أرسلت مبعوثين إلى عدة دول أخرى، من بينها باكستان المجاورة، لتولي مهام "القائم بالأعمال" في سفاراتها، ولكن لم تحظَ الحركة حتى الآن باعتراف رسمي من أي عاصمة أجنبية.
وأكدت حكومات عديدة، خصوصاً في الدول الغربية مثل الولايات المتحدة، أنه لن يكون هناك أي اعتراف رسمي بحكومة "طالبان" ما لم تُجرِ تغييرات جذرية في سياساتها المتعلقة بحقوق المرأة، ومن بينها إعادة فتح المدارس الثانوية والجامعات أمام الفتيات والنساء.
من جانبها، ترد "طالبان" بأنها "تحترم حقوق المرأة وفقاً للشريعة الإسلامية"، وتُشير إلى أن القيود المفروضة على قطاعها المصرفي وعدم الاعتراف الدولي بحكومتها يؤديان إلى إعاقة الاقتصاد الأفغاني.
تحولات سياسية
ويقول الكاتب والمحلل السياسي، قحطان الشرقي، إن اعتماد الإمارات لأول سفير أفغاني كأول دولة خليجية عربية، يأتي بنوع من الاعتراف السياسي الإماراتي بحركة "طالبان"، كما أنه يعتبر جزءاً من التحولات في المنطقة.
ويبين، خلال حديثه مع "الخليج أونلاين"، أن الإمارات حالياً تتجه نحو رؤية مختلفة تقتضي أن يكون لها مصالح مع كل الأطراف، ومن بينها هذه الجماعات.
ولا يعتقد الشرقي وجود أبعاد سلبية لهذا القرار، حيث إنه "لا يمكن لدولة خليجية مثل الإمارات أن تتخذ مثل هذه الخطوة بشكل منفرد دون أن تأخذ رأي حلفائها في دول الخليج، فضلاً عن الولايات المتحدة الأمريكية".
وحول احتمالية انضمام دول خليجية وعربية أخرى للإمارات في هذه الخطوة، يشير المحلل السياسي إلى أن "السياسة ليس لديها ثابت، بل إن الثابت الوحيد فيها هي أنها متغيرة، لذلك لا يمكن التنبؤ بأي شيء في الوقت الحالي، خاصة أن طالبان أصبحت جزءاً من هذا الواقع، وعلى الدول أن تتعاطى معها على هذا الأساس، سواء بوجود سفراء أو وجود مبعوثين".
ويرى الشرقي أن التقارب ما بين "طالبان" ودولة الإمارات كجزء من الواقع السياسي اليوم في المنطقة، "سيفتح الباب على تحولات سياسية، وسنشهد نوعاً من النظام الدولي الجديد تفرضه الوقائع الحالية، وحالة اللااستقرار القائمة، التي قد تذهب باتجاه حرب واسعة ومفتوحة مع عدة أطراف، ومن ثم تحاول كل دولة الآن أن يكون لديها أذرع سياسية وغير سياسية".
بين العزلة والاعتراف
منذ استيلائها على السلطة واجهت "طالبان" عزلة دولية شبه كاملة، ولم يتم الاعتراف بحكومتها من قبل معظم الدول.
هذه العزلة لم تمنع "طالبان" من محاولات التقارب مع بعض القوى العالمية، ومحاولة بناء علاقات دبلوماسية واقتصادية مع دول الجوار وبعض القوى الدولية التي ترى في أفغانستان فرصة استراتيجية.
الإمارات، باعتبارها واحدة من أبرز الدول في المنطقة، قد تكون لديها دوافع اقتصادية وسياسية من وراء قبول أوراق اعتماد سفير طالبان، فالتواجد في أفغانستان يفتح أمام أبوظبي فرصاً استثمارية في بلد يملك موارد طبيعية كبيرة، ولكنه يعاني من نقص في البنية التحتية والاستثمارات.
وقد يكون هذا الاعتراف جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى تأمين مصالح الإمارات في المنطقة.
وتتمتع حركة "طالبان" بعلاقات اقتصادية جيدة مع الإمارات، حيث حصلت الأخيرة على عقود لتشغيل العمليات في مطار كابل خلال عام 2022.
وفي تطور لافت، اجتمع وزير الداخلية سراج الدين حقاني، الذي تصنفه الولايات المتحدة كـ "إرهابي عالمي"، مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأبوظبي، في شهر يونيو الماضي.