مهرجان المحامل بقطر.. تجربة للغوص بحياة الأجداد في الخليج
klyoum.com
عمر محمود - الدوحة - الخليج أونلاين
كم عدد الدول المشاركة في مهرجان المحامل التقليدية بالنسخة الـ14؟
11 دولة وهي: قطر، والسعودية، والإمارات، والبحرين، وسلطنة عمان، والكويت، والعراق، والهند، وتنزانيا، وإيران، وفلسطين.
ما هي مدة فعاليات مهرجان المحامل بالدوحة؟
انطلقت في 27 نوفمبر وتستمر لغاية 7 ديسمبر.
على شاطئ كتارا شمال العاصمة القطرية الدوحة، ينقلك مهرجان المحامل التقليدية عبر الزمن لتعيش تجربة تعود عبرها للوراء إلى عشرات السنين، تغوص من خلالها في حياة الآباء والأجداد بالخليج العربي؛ لا سيما ما يرتبط بتجارة اللؤلؤ أو صيد الأسماك أو صناعة السفن والقوارب.
يجتمع في النسخة الرابعة عشرة من مهرجان كتارا للمحامل التقليدية مشاركون وعارضون من 11 دولة، هي: قطر، والسعودية، والإمارات، والبحرين، وسلطنة عمان، والكويت، والعراق، والهند، وتنزانيا، وإيران، وفلسطين، يحاولون من خلال أجنحتهم الخاصة تعريف الجمهور والزوار بالتراث الخليجي وأبرز ما كان من معالم الحياة في حقبة زمنية باتت مختلفةً اليوم.
ويعد المهرجان الذي انطلقت فعالياته في 27 نوفمبر الماضي وتستمر لغاية 7 ديسمبر الجاري، من أهم المهرجانات التراثية في المنطقة الخليجية، بتسليطه الضوء على التراث البحري القطري والخليجي.
كما يعكس المهرجان الاهتمام الكبير بالحفاظ على هذه الفنون البحرية التقليدية، من خلال الفعاليات التراثية المتنوعة وتقديم بيئة حاضنة تتيح للمهتمين من مختلف الأعمار التفاعل مع هذا التراث الغني، وتسهم في الحفاظ عليه للأجيال القادمة.
وتتميز النسخة الـ14 من المهرجان بباقة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تمثل لوحة تراثية حية تقدم تراث الآباء والأجداد وتسلط الضوء على تفاصيل حياتهم، وذلك بهدف إحياء المخزون الثقافي والموروث الشعبي والمحافظة عليه وتعريف الجيل الجديد من الأطفال والمراهقين به.
توثيق التراث القديم
يقول المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي القطري خالد السليطي، إن المهرجان يعد من أبرز الفعاليات الثقافية التي تحتفل بالتراث البحري القطري والخليجي، "ويُعتبر فرصة مهمة لتعزيز الهوية الثقافية للأجيال الجديدة، حيث يُبرز تقاليد البحر التي شكَّلت جزءاً مهماً من حياتنا اليومية قديماً".
ويضيف السليطي، في تصريح صحفي عن افتتاح المهرجان، أنه "مع مرور 14 عاماً على انطلاق المهرجان، أصبح هذا الحدث رمزاً للتميز في استعادة وتوثيق ذلك التراث البحري العريق الذي شكَّل ملامح تاريخنا الحضاري".
من بين المشاركين في مهرجان المحامل التقليدية، القطري محمد البدو بـ"سكة الجسرة" التي تتكون من مجسم لمحل حلاقة قديم ومجسم آخر لمكونات البقالة، ومحل ملابس، ومحل للذهب، وجميعها تمثل حقبة زمنية بسبعينيات القرن الماضي في مدينة الدوحة.
ويؤكد "البدو" في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن المهرجان يمثل فرصة نادرة لتعريف الجيل الجديد بحياة الأجيال السابقة وزيادة الوعي لدى أبناء الخليج الواحد حول صناعة السفن أو تجارة اللؤلؤ أو تلك المرتبط بالطعام المستخرج من البحر.
ويرى أن هذا الحدث "ينقل للأجيال الجديدة كيف كان يعيش أجدادهم في الماضي، إضافة إلى عاداتهم وتقاليدهم، كما يعرض لهم صوراً ونماذج حية من التراث البحري القطري والخليجي، من أعمال وحرف وفنون وأسلوب حياة".
المحامل التراثية
المشارك من سلطنة عمان، سليمان البلوشي، يلفت إلى أنواع المحامل التراثية الموجودة بالدول الخليجية قائلاً: "هناك أنواع متعددة من المحامل التراثية بمنطقة الخليج ومنها: محمل البلم، ومحمل البوم، ومحمل جالبوت، ومحمل السنبوك، محمل البدن بدون الشراع، والسماك".
وأضاف البلوشي في حديث لـ"الخليج أونلاين"، أن تلك التسميات مرتبطة بشكل المحمل وكيفية الإبحار من خلاله ومدة الإبحار والعمل الذي يقوم به المحمل.
ويعد مهرجان المحامل التقليدية إحدى الفعاليات الرئيسة التي تسلط الضوء على التراث البحري الخليجي وفقاً لحديث البلوشي، ويؤكد أن هناك مشاركات عديدة من سلطنة عمان في كل عام بهذا المهرجان الذي بات منصة تعريفية للأجيال الجديدة بالتراث ومعالم حياة الآباء والأجداد.
ويوضح أن عديداً من الزوار من الآباء والأمهات يحاولون تعريف أبنائهم وبناتهم بالتراث الخليجي البحري من خلال شرح مباشر لمكونات المهرجان والأجنحة المختلفة.
ويقول المشارك من البحرين عبد الله أبو زابون، إنه يشارك للمرة الأولى في هذا المهرجان، معلقاً بالقول: "حقيقةً لم أكن أتوقع هذا الإقبال من الجمهور والاهتمام عالي المستوى من قبل المنظمين، ووجود عديد من الأجنحة المهمة، إضافة إلى عدد السفن الخشبية التراثية".
وحول أهمية تنظيم مهرجان المحامل سنوياً، يؤكد أبو زابون بالقول: إن المهرجان "يعتبر منصة مهمة لتعريف الأجيال الجديدة من أبناء الخليج بالماضي وماهية معيشة الآباء والأجداد"، مطالباً الأجيال الجديدة بـ"المحافظة على هذا التراث وتعريف أبنائهم وبناتهم بأبرز ملامح حياتنا ومجتمعنا".
واختتم حديثه لـ"الخليج أونلاين" بالقول: "المهرجان لم يشتهر على مستوى المنطقة الخليجية وحسب، بل إن شهرته تجاوزت حدود الخليج، لذلك نرى مشاركات عديدة من دول مختلفة خارج دول مجلس التعاون".
الأدوات البحرية
إلى ذلك يتحدث عبد الله محمد المقبالي، من سلطنة عمان، حول المشاركة في مهرجان المحامل، قائلاً: "أشارك في النسخة الحالية من المهرجان باستعراض الأدوات البحرية التي كانت تستخدم سابقاً سواء في الصيد أو في صناعة السفن بالطرق اليدوية، إضافة إلى أدوات الغوص".
ويستطرد المقبالي في حديثه مع "الخليج أونلاين"، في القول: "الغوص كما هو معروف قد تلاشى في الفترة الحالية، لكنه يبقى تراثاً يجب معرفته وتعريف الأجيال الجديدة به؛ لكونها كانت أبرز مهن أهل الخليج في فترات زمنية سابقة".
ولفت إلى أن قطر كانت من الدول الأوائل التي ركزت في نشاط المحامل الخشبية وتسليط الضوء عليها، مشيراً إلى أن الدوحة تحتفظ بعدد كبير من المحامل الخشبية، إضافة إلى أساليب صناعتها أو الأدوات التي ترتبط بصناعة السفن التراثية.
وعلى لسان الزوار يتحدث الزائر محمد عبد الله، أن المهرجان في تطور مستمر، "إذ يشهد دخول عديد من المشاركات والأجنحة الخاصة بالتراث الخليجي البحري أو حتى التراث الخليجي المرتبط بحياة الآباء والأجداد بمختلف مناحي الحياة".
واعتبر عبد الله في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن المهرجان يشكل فرصة للآباء والأمهات لتعريف الأبناء والبنات بتراث المنطقة الخليجية وكيف كانت الحياة في السنوات الماضية، لا سيما بمنتصف القرن الماضي، قبل التغيير الذي حدث في المجتمع بشكل كبير.