اشترط قيام الدولة.. ما أبعاد الموقف الإماراتي من اليوم التالي لحرب غزة؟
klyoum.com
أخر اخبار الإمارات:
البنك الدولي يحذر من أزمة ديون الأسواق الناشئة ويدعو لخفض التعريفات الجمركيةلندن - الخليج أونلاين
التصريح المهم لوزير الخارجية عبد الله بن زايد يطرح تساؤلاً حول مدى قدرة الإمارات على دفع "إسرائيل" نحو اتخاذ خطوات جادة لإقامة دولة فلسطينية
في خضم الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة برز تصريح لافت لوزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، حول موقف بلاده من اليوم التالي للحرب.
الوزير الإماراتي أعلن أن أبوظبي لن تدعم إعادة إعمار غزة أو أي جهد مرتبط باليوم التالي للحرب الإسرائيلية إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق يقضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
هذا التصريح الهام يطرح تساؤلاً حول مدى قدرة الموقف الإماراتي على دفع "إسرائيل" نحو اتخاذ خطوات جادة لإقامة دولة فلسطينية، خاصة في ظل العلاقات المتنامية بين الإمارات و"إسرائيل" منذ توقيع اتفاقية التطبيع.
الامارات غير مستعدة لدعم اليوم التالي من الحرب في غزة دون قيام دولة فلسطينية
استنكار سابق
وكان عبد الله بن زايد قد استنكر، في مايو الماضي، تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال فيها: إن "الإمارات والسعودية ودولاً أخرى من الممكن أن تساعد حكومة مدنية مع سكان قطاع غزة بعد الحرب".
وزير الخارجية الإماراتي شدد حينهاعلى أن نتنياهو "لا يتمتع بأي صفة شرعية تخوله باتخاذ هذه الخطوة"، مؤكداً رفض أبوظبي الانجرار خلف أي مخطط يرمي لتوفير الغطاء للوجود الإسرائيلي في غزة.
كما أكد عبد الله بن زايد أن بلاده على استعداد لتقديم كل أشكال الدعم لأي حكومة فلسطينية تلبي آمال وطموحات الشعب الفلسطيني، وتتمتع بالنزاهة والكفاءة والاستقلالية.
تستنكر دولة لإمارات العربية المتحدة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول دعوة الدولة للمشاركة في إدارة مدنية لقطاع الغزة القابع تحت الاحتلال الإسرائيلي.
إذ تشدد دولة الإمارات بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يتمتع بأي صفة شرعية تخوله باتخاذ هذه الخطوة، كما ترفض…
ويرفض أعضاء بارزون في حكومة نتنياهو فكرة وجود دولة فلسطينية مستقلة، ويقول نتنياهو إن "إسرائيل" بحاجة لمواصلة السيطرة الأمنية على غزة بعد الحرب.
وفي مايو الماضي، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة على مشروع قرار تقدمت به الإمارات يدعم حق فلسطين في العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية، وهو ما أثار انزعاجاً لدى "إسرائيل".
كما سبق أن اقترحت أبوظبي، في يوليو الماضي،إنشاء بعثة دولية مؤقتة، بدعوة رسمية من الحكومة الفلسطينية، تتولى مهمة إرساء القانون والنظام ووضع أسس لحكومة مؤهلة تمهد الطريق لتوحيد الضفة الغربية وغزة تحت سلطة شرعية واحدة.
وتزامنت هذه المبادرة حينها مع مناقشات غربية وعربية بشأن تصورات اليوم التالي للحرب في قطاع غزة الذي يشهد حرباً إسرائيلية مدمرة منذ 10 أشهر، وجهود دولية لوقفها.
واعتبرت الإمارات أيضاً أن ترسيخ الأمن والاستقرار وإنهاء المعاناة الإنسانية للفلسطينيين، يبدأ من "إنشاء بعثة دولية مؤقتة بدعوة رسمية من حكومة فلسطينية جديدة ذات كفاءة ومصداقية، لها صلاحيات تحقيق الاستجابة الفعالة للأزمة التي يكابدها سكان قطاع غزة، والعمل على إرساء القانون والنظام".
ونقلت الخارجية الإماراتية عن وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، قولها: إنه "يجب أن يناط بالبعثة أيضاً وضع أسس لحكومة مؤهلة تمهد الطريق لتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل سلطة فلسطينية شرعية واحدة".
جهود الإمارات
العلاقات بين الإمارات و"إسرائيل" شهدت تحولاً كبيراً بعد توقيع ما عرف بـ "اتفاقيات أبراهام" عام 2020، والتي شكلت منعطفاً في السياسة الخارجية لكلا البلدين.
فهذه الاتفاقيات لم تكن مجرد تطبيع للعلاقات الدبلوماسية فقط، بل امتدت لتشمل التعاون الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري، ومن هنا يمكن القول: إن "الإمارات طرف ذو نفوذ قادر على التأثير على السياسات الإسرائيلية في مسائل تتعلق بالفلسطينيين".
ومنذ بدء الحرب حرصت الإمارات علىتقديم المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة، بعدما أدى الصراع إلى نزوح معظم سكان لقطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتكدس العديد منهم في خيام مؤقتة في رفح، جنوبي القطاع، وسط شح في الغذاء والإمدادات الطبية الأساسية.
وبحسب ما ذكر سلطان الشامسي، مساعد الوزير لشؤون التنمية والمنظمات الدولية في وزارة الخارجية الإماراتية، في أغسطس الماضي، بلغتجهود المساعدة التي تبذلها الإمارات في العريش والأراضي الفلسطينية الإمارات نحو 700 مليون دولار.
وشملت تلك المساعدات إنشاء مستشفى ميداني في مدينة رفح، عالج ما يقرب من 50 ألف شخص، ومحطات لتحلية المياه في العريش، والعديد من المستودعات التي تحتوي على المواد الغذائية والأدوية والملابس.
كما سعت منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب في غزة، في جهود دبلوماسية وسياسية مع الأطراف المعنية المختلفة؛ لوقف إطلاق النار، وحرصت على أنّ إحلال الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة ينطلق من حل مستدام وعادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال مسار سياسي يقود إلى تحقيق حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام وأمن مع دولة "إسرائيل".
وفي ديسمبر الماضي،قدمت الإمارات مشروع قرار لمجلس الأمن يهدف إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة لدواعٍ إنسانية، لكنه فشل بسبب استخدام واشنطن حق النقد "الفيتو" حينها.
مآلات الموقف الإماراتي
وفي ظل حالة "الاستعصاء" في جهود الوساطة القطرية الأمريكية المصرية لوقف الحرب والجهود العربية لحشد الدعم الدولي لإقامة دولة فلسطينية، يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان الموقف الإماراتي سيؤدي دوراً حاسماً في دفع "إسرائيل" نحو إقامة دولة فلسطينية،أو سيبقى مجرد ضغط دبلوماسي.
إذ يحمل تصريح عبد الله بن زايد بين طياته رسالة واضحة لـ"إسرائيل" والمجتمع الدولي بأن الدعم الإماراتي لن يكون غير مشروط، بل هو مرتبط بتحقيق حل الدولتين، وهو الأمر الذي يتماشى مع المبادئ المعلنة في "مبادرة السلام العربية" التي طالبت بتسوية شاملة على أساس حدود 1967.
لكن تظل مسألة إقامة دولة فلسطينية أمراً معقداً نتيجة تعنت الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة نتنياهو منذ سنوات طويلة قبل الحرب، وتبنيها مواقفاً متشدداً تجاه أي حل على الرغم من الضغوط الدولية.
وفي هذا السياق يتحدث موسى قرقور، المحلل المختص بعلم المخاطر والأمن والصراعات لـ"الخليج أونلاين"، حول الموقف الإماراتي وتأثيراته على "إسرائيل" وإقامة دولة فلسطينية قائلاً: