اخبار الإمارات

الخليج أونلاين

سياسة

"بوابة دمشق".. مشروع يفتح آفاق التعاون الفني والدرامي بين الخليج وسوريا

"بوابة دمشق".. مشروع يفتح آفاق التعاون الفني والدرامي بين الخليج وسوريا

klyoum.com

كمال صالح - الخليج أونلاين

مدينة "بوابة دمشق" الذي وقعته شركة خليجية، أكبر مشروع في مجال الإنتاج الإعلامي والدرامي بتاريخ سوريا وبتكلفة تتجاوز 1.5 مليار دولار.

تميزت سوريا خلال العقود الماضية بالإنتاج الدرامي والفني، الذي كان ولا يزال الأقوى والأكثر حضوراً لأسباب كثيرة، أبرزها العنصر الإنساني، والبيئة الدرامية، والخبرة الكبيرة في هذا المجال.

ومنذ وقت مبكر كان هناك تعاون خليجي سوري في مجال الدراما والفن، وعلى مدى عقود قُدم عديد من الأعمال الدرامية الشهيرة بشراكة خليجية سورية.

إلا أن القطيعة السياسية بين دول الخليج ونظام الأسد التي استمرت قرابة 13 عاماً ألقت بظلالها أيضاً على التعاون في هذا المجال الحيوي، ومع سقوط النظام بدأت تتكشف معالم مرحلة جديدة من التعاون في هذا المجال لإعادة الدراما السورية إلى سابق عهدها.

بوابة دمشق

(الاثنين 30 يونيو) جرى في دمشق حفل حضره الرئيس السوري أحمد الشرع للتوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الإعلام وشركة "المها" الدولية التي تتخذ من الكويت مقراً لها، لإنشاء مدينة "بوابة دمشق" للإنتاج الإعلامي والفني في سوريا.

المشروع العملاق تتجاوز تكلفته قرابة 1.5 مليار دولار، ويقع على مساحة مليوني متر مربع في العاصمة السورية دمشق، وفق وكالة الأنباء السورية "سانا".

ومن المتوقع أن تشمل المدينة إنشاء استديوهات خارجية تحاكي طراز العمارة التاريخية في المدن العربية والإسلامية، واستديوهات داخلية مزودة بأحدث تقنيات البث، لتكون بذلك نواه لتعاون درامي وفني واعد بين الرأس المال الخليجي والقدرات الفنية والدرامية والإعلامية السورية.

وزير الإعلام السوري حمزة مصطفى قال: إن "المشروع سيوفر أكثر من 4000 فرصة عمل مباشرة، و9000 فرصة عمل موسمية"، لافتاً إلى أن "المشروع يأتي في إطار التوجهات الاستراتيجية للدولة في جذب المشاريع النوعية ذات الأثر التنموي العميق".

ووفقاً لمصطفى فإن "بوابة دمشق" هي أول مشروع متكامل لمدينة إنتاج إعلامي وسينمائي وسياحي في سوريا، مشيراً إلى أن "المدينة ستساعد الدراما السورية على تحقيق قفزة نوعية من نجاحها، وأن وزارة الإعلام تسعى لإنتاج 25 عملاً هذا العام، لإثبات أن سورية الجديدة ستكون تربة خصبة للإبداع".

أما رئيس مجلس إدارة شركة "المها" محمد العنزي فقال خلال مراسم التوقيع: "يشرفني أن أشارككم هذا الحدث التاريخي في مسيرة بناء سوريا الجديدة، وأتقدم بالتهنئة لكل السوريين بتحرير بلادهم وعودتها لهم وعودتنا نحن إلى حضنها".

ومن شأن هذا المشروع أن يسهم في إعادة إنعاش الإنتاج الدرامي السوري، الذي يحظى بشعبية كبيرة في الأوساط العربية، كما أن الاتفاقية تمثل نقلة إضافية للحضور الخليجي الاستثماري في سوريا.

ضرورة ملحّة

التعاون الدرامي بين سوريا ودول الخليج بدأ في سبعينيات القرن الماضي وازدهر منذ التسعينيات، كما تبنت شركات خليجية إنتاج عديد من الأعمال الخالدة، التي صورت في سوريا، أو كان أبطالها ممثلين ومخرجين سوريين، مثل مسلسل "عمر" وغيره.

كما قدم عديد من الممثلين السوريين أعمالاً مشتركة مع فنانين وممثلين خليجيين، أنتجتها منصات خليجية؛ مثل "الإمارات للإعلام"، و"إم بي سي"، و"تلفزيون قطر" وغيرها.

ومع اندلاع الثورة في 2011 حصل نوع من الضعف في الإنتاج الدرامي السوري، واضطر عشرات الممثلين إلى مغادرة سوريا، واتجه عدد كبير منهم إلى دول الخليج، وهناك قدموا أعمالاً مشتركة.

لكن هذه المرة الأولى التي تنشأ فيها مدينة فنية برأس مال خليجي في سوريا، ومن شأنه أن يكون محطة فارقة ستنعكس على المشهد الدرامي العربي عما قريب.

وكما هو معروف فإن الدراما والفن وجه من أوجه التقارب بين الدول والمجتمعات، وفي الحالة الخليجية السورية يمثل مشروع "بوابة دمشق" بوابة جديدة لمزيد من التقارب.

إنشاء مدينة للإنتاج الدرامي والفني في بلد مُنتج للدراما ليست رفاهية وإنما ضرورة، من وجهة نظر الصحفي السوري قتيبة ياسين.

وأكد ياسين في تصريح لـ"الخليج أونلاين" أن "الدراما والأعمال الفنية تمثل ثروة وطنية يجب الاستفادة منها في سوريا"، لافتاً إلى أن "هناك جهات خارجية تريد أن تعمل في سوريا؛ لكون سوريا جزءاً من سوق الإنتاج الدرامي العالمي".

وقال في هذا الصدد: "تأخرت سوريا كثيراً في الإنتاج الدرامي خلال السنوات الـ 14 الماضية، في مقابل استفادة دول الجوار كلبنان والأردن وتركيا أيضاً"، لافتاً إلى أن "أدوات الإنتاج تغيرت وتطورت كثيراً".

كما لفت إلى أن "السوريين في الخارج طوروا انفسهم كثيراً خلال السنوات الماضية واستفادوا كثيراً"، مشيراً إلى أن "الثورة أنتجت كماً هائلاً من الإعلاميين، وتخرج الآلاف من المتخصصين في الجوانب الفنية والجرافيك، وحتى الفنانين".

ونوّه بأن "سوريا ستكون الوجهة المفضلة لمن يريد أن يأتي للعمل في المجال الفني والدرامي، نظراً لوجود العنصر البشري المحترف، واليد العاملة الرخيصة، والجودة العالية التي يوفرها السوريون".

ولفت ياسين إلى أن مدينة "بوابة دمشق" التي ستقام على قرابة مليوني متر مربع ستوفر إمكانات ضخمة لمن يرغب في الإنتاج في سوريا، فضلاً عن حتمية إنشاء مدينة بجوارها كمساكن وأماكن تسوق وغيرها للعاملين في "بوابة دمشق".

كما توقع أن "تقدم مزايا خلال الفترة القادمة، من بينها إعفاءات ضريبية ربما"، لافتاً إلى أن "وزير الإعلام السوري قال إن هناك توجيهات بدعم العملية الإنتاجية من أعلى مستوى في الدولة، وكذا تقديم التسهيلات اللازمة لذلك".

علاقة وثيقة

وفيما يتعلق بالعلاقات الخليجية السورية في مجال الإعلام والإنتاج قال الصحفي قتيبة ياسين: إن "الخليجيين يحبون السوريين، ويثقون بهم، خصوصاً في الأعمال التاريخية"، مشيراً إلى أن "هناك مقولة لدى المذيعين الخليجيين أنك إذا أردت أن تتقن اللغة العربية فاستمع إلى مذيع سوري أو مسلسل سوري تاريخي".

وأضاف: "الخليج بشكل عام لديه ثقة في السوري، وعلى وجه الخصوص في المجال الإعلامي والفني التاريخي، كما أنهم كانوا يضطرون اضطراراً للتعامل مع النظام السوري، بالرغم من كل المعوقات التي كان يضعها أمامهم".

واستطرد قائلاً: "اليوم يبحث الخليجيون عن سوق في المجال الإعلامي والدرامي والفني، ولديهم رغبة في الوجود في سوريا، فالسوق السورية جاذبة وتقدم تسهيلات، ورخيصة، وحالياً هناك تسابق على إيجاد موضع قدم في هذا المجال بسوريا".

كما لفت ياسين إلى أن "هذا المشروع سيسهمفي تعزيز حضور سوريا على الساحة الفنية والدرامية العربية"، مبيناً أن "نسبة كبيرة من الموسيقيين والفنانين السوريين حالياً بلا عمل، بل وصل بهم الحال أن يظهروا على تيك توك بطريقة لا تليق بهم ولا بسوريا"، في إشارة منه إلى أنه من المتوقع أن يسهم هذا الاستثمار في انتعاش العمل الدرامي بسوريا.

وقال ياسين إن هذا الاستثمار "ليس مغامرة"، بل عملية محسوبة من كل الجهات، مضيفاً: "أعتقدأنه استثمار في المكان الصح، سوريا منتجة للدراما، ومنتجة للفن، وفي سوريا قامات فنية ودرامية تستحق أن تكون لها أرضية تستثمر فيها".

وفيما يتعلق بالدعم الخليجي لسوريا قال ياسين: "إن دول الخليج مجمعة على دعم سوريا والنهوض بها"، مضيفاً: "سوريا هي أول دولة تتحرر من المشروع الإيراني الفارسي، ودول الخليج مستعد لوضع كل ثقله لنجاح هذه التجربة، لتلحقها بقية الدول العربية التي لا تزال تسيطر عليها إيران بشكل أو بآخر".

وقال في هذا الصدد: إن "دول الخليج وضعت ثقلها لإزالة العقوبات المفروضة على سوريا، من ذلك العقوبات والتصنيفات على شخص الرئيس"، واستطرد أيضاً: "هناك قرار خليجي اتخذ بمجلس التعاون الخليجي، على مستوى الملوك والأمراء بدعم سوريا مهما كانت التكلفة".

*المصدر: الخليج أونلاين | alkhaleejonline.net
اخبار الإمارات على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com