اخبار الإمارات

الخليج أونلاين

سياسة

مقترح كويتي قطري.. ما أهمية إنشاء صندوق لدعم الهوية الفلسطينية؟

مقترح كويتي قطري.. ما أهمية إنشاء صندوق لدعم الهوية الفلسطينية؟

klyoum.com

يوسف حمود - الخليج أونلاين

ما المقترح الذي طرحته الكويت؟

إيجاد صيغة لدعم القوى الفلسطينية الناعمة مالياً، سواء بإنشاء صندوق تمويلي، أو كيان مالي.

ما مقترح قطر؟

مبادرات خلاقة لنصرة الفلسطينيين ودعم قضيتهم العادلة في كل المحافل الدولية.

هل يمكن أن يتحقق ذلك؟

بعد موافقة البرلمان العربي على ذلك، يرى المحلل السياسي الصواف أن الدول العربية بعيدة كل البعد عن تحقيق ذلك.

رغم القواسم المشتركة والتداخل مع الهوية العربية والإسلامية فإن الهوية الوطنية الفلسطينية تميزت بسمات خاصة اكتسبتها تراكمياً في سياق تاريخي طويل رغم المحاولات الإسرائيلية لسرقتها والقضاء عليها.

وتجاوزت الهوية الفلسطينية مشتركات الدين واللغة والتاريخ والعادات والثقافة والبقعة الجغرافية، إلى الإحساس الجمعي بمرارة اللجوء وروح التضحية والمقاومة والسعي نحو تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بطرد الاحتلال وتحقيق المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية.

ورغم النكبات التي مرت بها فلسطين فإن شعوب الوطن العربي وبعض الحكومات لا تزال تؤمن بأهمية دعم صمود هوية الفلسطينيين في مقاومة المحتل المستمرة منذ عشرات السنين.

دعم الهوية الفلسطينية

في خطوة مهمة بالنسبة إلى الفلسطينيين، وسط انتظار لتطبيقها على الواقع، تبنى المؤتمر البرلماني العربي خلال جلسة طارئة عقده في القاهرة (22 مايو 2022) مقترحاً كويتياً وآخر قطرياً، يهدفان لتثبيت وجود الفلسطينيين على أرضهم وحفظ هويتهم في مواجهة آلة الدعاية الإسرائيلية.

حيث تبنّى البرلمان العربي مقترحاً كويتياً بتأسيس صندوق لدعم القوى الناعمة الفلسطينية في مواجهة الآلة الدعائية للاحتلال الإسرائيلي، وتعزيز الوحدة الفلسطينية كخيار استراتيجي في هذه المرحلة.

وإلى جانب ذلك وافق المجتمعون على مقترح قطري "لتوفيق كل الأمور التي تتعلق بتثبيت الوجود والتاريخ العربي في المناطق المحتلة ودعمه من جميع البرلمانات العربية"، حسب البيان الختامي.

وكان للأزمات والنكبات التي مر بها الشعب الفلسطيني على مدى الأزمان أثر كبير في تشكل هذه الهوية، وبخاصة الأزمات المعاصرة في القرن العشرين، ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي تفريغ الشعب الفلسطيني من ذلك.

ما المقترحات؟

اقترح رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، على البرلمانيين العرب والحكومات العربية إيجاد صيغة لدعم القوى الفلسطينية الناعمة مالياً، سواء بإنشاء صندوق تمويلي، أو كيان مالي مدعوم من كل الدول العربية.

ووفقاً للغانم فإن الصندوق التمويلي أو الكيان المالي المقترح "يعنى بدعم كل الأشكال والنشاطات والمراكز المعنية بحفظ الذاكرة الفلسطينية وتعزيز شهادة الفلسطيني على تاريخه وأرضه، وخاصة ذاكرة القدس المحتلة".

ويستهدف الدعم المقترح "تحصين الهوية الفلسطينية من التزييف والتشويه والطمس، وذلك بالحفاظ على الآثار والمعالم والشواهد الفلسطينية، ورعاية المراكز الثقافية والمكتبات القديمة".

كما يهدف الصندوق لدعم المسارح والمحترفات الفلسطينية، ومؤازرة حركة النشر والطباعة والتأليف الفلسطيني، وغيرها من النشاطات.

وإلى جانب ذلك رأى الغانم في مقترحه أن منصات التواصل الاجتماعي سيكون لها دور حاسم، وستكون بالضرورة عاملاً لانفتاح العالم بأسره على فلسطين، ومن ثم فشل كل أساليب الحصار التقليدية التي يقوم بها العدو وجدرانه العازلة.

أما المقترح القطري الذي طرحه حسن عبد الله الغانم، رئيس مجلس الشورى، فيدعو إلى تبني "مبادرات خلاقة لنصرة الفلسطينيين ودعم قضيتهم العادلة في كل المحافل الدولية، ومواصلة العمل على فضح الممارسات الإسرائيلية التي يدينها القانون الدولي والشرعية الدولية، وعدم تمكين سلطات الاحتلال من الإفلات من العقاب".

كما يتمثل في "توحيد كافة الجهود وحشد كل الطاقات لمواصلة دعم الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وفي قطاع غزة حتى يواصلوا الصمود، وألا يكونوا تحت رحمة سلطات الاحتلال باعتبارهم خط الدفاع الأول في ظل الظروف الحالية".

لا مشاركة عربية

يستبعد المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف مشاركة العرب في الصندوق الذي اقترح، مرجعاً ذلك إلى "التجربة التي تقول إن العرب على المستوى الرسمي لن يشاركوا".

ويوضح بقوله: "دليل ذلك كان هناك صندوق لدعم القدس، وحُددت قيمته ومساهمة كل دولة في الصندوق، ولم تدفع أي دولة في الصندوق عدا دولة قطر، والأمر نفسه في صندوق دعم القدس الذي أنشئ في الرباط بالمغرب، ولم يقدم له المطلوب".

ويرى في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن دعوة الكويت وقطر "تأتي ضمن حرصهما على القدس وأهلها ودعم صمود الشعب الفلسطيني".

ويشير إلى غياب الكلمة الواحدة في الجامعة العربية لدعم الفلسطينيين، مضيفاً: "هذه الكلمة الواحدة غير متوفرة بسبب تخلي جزء كبير من المستوى الرسمي وتخليه عن القدس وصمود أهلها، فيما ذهب البعض كالإمارات لشراء المنازل القديمة والتراثية والعمل على السمسرة وبيعها للاحتلال".

ويؤكد أن الدعوة من الكويت وقطر "لن تأخذ حقها؛ لعدم التفاعل معها، وستموت الفكرة، وإذا استمرت فستكون بشكل محدود بدعم من قطر والكويت".

الهوية الفلسطينية.. والحفاظ عليها

تقوم الهوية الوطنية على عدة مقومات؛ أهمها التراث، والتاريخ، والثقافة، واللغة، والتجارب، وهموم الشعب وطموحاته، حيث تواجه الهوية الفلسطينية محاولات إسرائيلية كبيرة لتغيير الواقع من خلال تحطيم دور الزراعة والاقتصاد الفلسطيني برموزه الفلاحية والارتباط بالأرض، وسرقة التراث الوطني.

ويتعلق التراث الفلسطيني بتاريخ الإنسان الفلسطيني في تجاربه للماضي، وعيشه في حاضره وإطلالته على مستقبله، فيما يعتبر التراث والمحافظة عليه من الأولويات الضرورية التي يعمل عليها الفلسطينيون حفاظاً على جمع مقومات الهوية في ظل التقدم التكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم اليوم.

ويلجأ الفلسطينيون إلى تنفيذ حملات لتعزيز "الشعور الوطني"، خصوصاً في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أماكن وجودهم داخل وخارج فلسطين، وتفعيل الدور الشعبي الفلسطيني وإبراز تمسكه بحقوقه التاريخية وعلى رأسها حق العودة، والحفاظ على الهوية الفلسطينية.

ولعل أبرز تلك الحملات تأتي بالتزامن مع ذكرة النكبة، 15 مايو من كل عام، (وهي توافق ذكرى قيام دولة إسرائيل)، حيث ينفذ الفلسطينيون مسيرات احتجاجية، وإقامة معارض تراثية تؤكد حق العودة، وارتباطهم بأرضهم التي رحل عنها آباؤهم وأجدادهم عام 1948.

*المصدر: الخليج أونلاين | alkhaleejonline.net
اخبار الإمارات على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com