اخبار تونس

جريدة الشروق التونسية

سياسة

من 28 نقطة.. تفاصيل خطة واشنطن للسلام بين روسيا وأوكرانيا

من 28 نقطة.. تفاصيل خطة واشنطن للسلام بين روسيا وأوكرانيا

klyoum.com

على غرار ما حصل في قطاع غزة، أعدّت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة سلام مؤلفة من 28 نقطة من أجل وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وفق ما أكد مسؤولون أميركيون.

كما أوضح المسؤولون أن "الإدارة الأميركية تحاول اتباع النهج نفسه الذي استخدمته للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة الشهر الماضي، أي صياغة مقترح من عدة نقاط ثم الضغط على الأطراف المتحاربة لقبوله"، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم الخميس.

لكن تلك الخطة، التي وضعها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر بالتشاور مع كيريل دميترييف، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد تواجه معارضة قوية من كييف والحكومات الأوروبية، وفقًا لمسؤول أوروبي.

تسليم دونباس

لا سيما أن المحادثات التي جرت بشأن هذا المقترح حصلت بين الفريق الأميركي وديميترييف، دون أي مساهمة تُذكر من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين أوروبيين آخرين.

 

كما أن المقترح يدعو أوكرانيا إلى تسليم منطقة دونباس في شرق البلاد بالكامل إلى روسيا، بما في ذلك الأراضي التي تسيطر عليها حاليًا القوات المسلحة الأوكرانية.

كذلك يحث المقترح على الموافقة على التخلي عن حلم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لعدة سنوات على الأقل، دون أن يُسمح لها بنشر قوة حفظ سلام دولية داخل البلاد لردع أي عدوان روسي إضافي.

ضمانات أمنية

في المقابل، تحصل أوكرانيا على نوع من الضمانات الأمنية من الولايات المتحدة، مع تعهد روسيا بعدم شن المزيد من الهجمات على الأراضي الأوكرانية أو أي دول أخرى في أوروبا.

وستُقنن موسكو هذا التعهد في تشريعات واضحة، حسب المسؤولين.

وفي السياق، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن ترامب لا يرى أن مهمته تكمن في استعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا، بل يسعى إلى اتفاق يوقف القتال في شرق أوكرانيا، حيث حققت القوات الروسية مكاسب بطيئة ولكن ثابتة رغم التكلفة الباهظة بعد نحو أربع سنوات من الغزو الروسي الشامل.

في حين رأى محللون أن إجبار أوكرانيا على الانسحاب من دونباس، سيجعل من السهل على القوات الروسية التوغل في مناطق أخرى من البلاد.

بينما اعتبر مؤيدو المقترح الأميركي أن المكاسب الروسية التدريجية على الأرض وفضيحة الفساد التي طالت مقربين من زيلينسكي ستزيد الضغط على كييف لعقد اتفاق. لكن مسؤولًا غربيًا شكك في ذلك، معتبرًا أن زيلينسكي أصبح أقل قدرة على المناورة بسبب التحقيقات في قضايا الفساد، مضيفاً أن التراجع عن المواقف الأمنية الأساسية سيقوض مكانته داخليًا.

تفاجؤ أوروبي

يذكر أن الحلفاء الأوروبيين أبدوا مفاجأتهم بالتقارير حول هذه الخطة. وقال وزير الخارجية الألماني يوهان واديبول للصحفيين أمس الأربعاء إن بلاده لم تُطلع على تفاصيل المقترح.

وأوضح مسؤولون أوروبيون أيضاً أن الإطار العام لتلك الخطة كما فهموه يتضمن العديد من العناصر التي طالما اعتُبرت غير مقبولة.

في المقابل، وصف وزير الخارجية ماركو روبيو المقترح بأنه "تبادل لأفكار جدية وواقعية" وليس إملاء تسعى الولايات المتحدة لفرضه على الطرفين. وكتب في منشور على حسابه في إكس اليوم: "تحقيق سلام دائم سيتطلب من الطرفين الموافقة على تنازلات صعبة ولكن ضرورية... لهذا السبب نواصل تطوير قائمة من الأفكار المحتملة لإنهاء هذه الحرب بناءً على معطيات من كلا الطرفين."

أتت كل تلك التطورات بعدما أعرب ترامب مجددًا أمس عن خيبة أمله لأن علاقته مع بوتين لم تؤدِّ إلى اتفاق سلام سريع، رغم وعده خلال حملته الانتخابية عام 2024 بالتوصل إلى اتفاق خلال 24 ساعة من عودته إلى البيت الأبيض. وقال: "أنا محبط قليلًا من الرئيس بوتين، وهو يعلم ذلك".

ثم أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت لاحقاً أن ترامب "أصبح محبطًا من الطرفين لرفضهما الالتزام باتفاق سلم". لكنها أكدت في الوقت عينه أن ترامب وفريقه لا يستسلمان أبدًا، مضيفة أن واشنطن تعمل على خطة مفصلة ومقبولة من الطرفين لتحقيق سلام دائم ومستقر.

*المصدر: جريدة الشروق التونسية | alchourouk.com
اخبار تونس على مدار الساعة