اليوم اجتماع طارئ لقيادات "البنتاغون" هل يشعل "ترامب الحرب النووية"
klyoum.com
أخر اخبار تونس:
دوري ابطال اوروبا.. نتائج مواجهات اليوميأتي الإجتماع الطارئ لقادة الجيش الأمريكي المقرر عقده اليوم الثلاثاء في مدينة «فيرجينيا» تعبيرا عن ذروة الإختناق الذي تستشعره الإدارة الأمريكية.
والواضح أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الواقعة تحت الهيمنة الكاملة للوبي الصهيوني «آيباك» أصبحت مستعدة لفعل أي شيء لكسر مسار تشكل العالم الجديد بعد فشل كل أجندات الإبتزاز والترهيب التي مارستها الإدارة الأمريكية منذ مطلع العام الحالي ولاسيما حرب الرسوم الجمركية ومحاولات قلب النظام في مناطق متفرقة من العالم ولاسيما إيران وفنزويلا إلى جانب خطة تحييد روسيا على الواجهة الشرقية.
والواضح أيضا أن دعوة قيادات «البناغون» لإجتماع طارئ هو الأول من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية مع إحاطته عمدا بهالة إعلامية كبيرة تتنافى مع التقاليد العسكرية يرجح أن هذه الخطوة موجهة بالأساس لترهيب الشعب الأمريكي في الداخل والأنظمة التي تزال ترزح تحت الهيمنة الأمريكية وكذلك الأنظمة التي تضع سباقا في العالم القديم وأخرى في العالم الجديد.
لكن المرحلة التي وصلت إليها الإدارة الأمريكية بسبب استخدامها المفرط للدفاع عن عرش الصهيونية العالمية الذي وصلت إرتداداته إلى «البنتاغون» من خلال التسريح الحاصل في حقبة «ترامب» لآلاف الموظفين وعشرات الضباط الكبار يجعلها في حالة تشنج قصوى قد تفرض عليها الذهاب إلى أبعد مدى في مسار إعادة الدخول بقوة تعبيرا عن تفاقم حالة «الجنون واليأس» الناجمة عن ذروة الخوف من فقدان الهيمنة وعندما يتزامن الإجتماع الطارئ للجيش الأمريكي مع زيارة رئيس حكومة الكيان الصهيوني ووصول منظومات «باتريوت» الإسرائيلية إلى أكرانيا وتسارع هجرة رأس المال من أمريكا وإسرائيل باتجاه أوروبا وأساسا بريطانيا وألمانيا إلى جانب إعادة فرض العقوبات على إيران فإن ذلك يعني حتما أن العالم سيعيش خلال الأسابيع القادمة على وقع هزات عنيفة وتحولات عميقة ستعبر عن تصادم حتمي بين العالم الجديد والصهيونية العالمية كان استشرفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما ارتدى البزة العسكرية والرئيس الصيني عندما خاطب الإدارة الأمريكية قائلا «إما الحرب أو السلام» لدى إشراقه على الاستعراض العسكري الضخم في الذكرى 80 للانتهاء الحرب العالمية الثانية.
وفي كل الحالات يبدو أن مركز القرار الصهيوني قد عاد إلى قاعدته الأصلية «بريطانيا» بعد انتقاله إلى الولايات المتحدة عام 1946 عقب مؤتمر المنظمة الصهيونية الملتئم في مدينة «بالتيموز»و هو ما يرجح أن الإستخدام المفرط للتحالف الصهيو أمريكي سيبلغ ذروته في المدة القادمة ربما بسيناريو مماثل للقنبلتين النوويتين اللتين وقع استخدامها لتركيع الإمبراطورية اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية يستهدف أساسا الحزام الذهبي «الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية».
وبالنتيجة يبدو أن الحاضنة البريطانية للشروع الصهيوني قررت التضحية بكل من الولايات المتحدة وإسرائيل بهدف إنقاذ ركائز هذا المشروع وخاصة الثروات المالية الضخمة وتفادي تحول الإحتقان العالمي الرهيب ضد الكيان الصهيوني إلى تصفية لليهود في سائر أنحاء العالم وبالتالي إيجاد منفذ للتموقع كقوة مؤثرة في المعادلة الدولية الجديدة عبر فرض نسخة أخرى للنظام الدولي متعدد الأقطاب تقطع الطريق أمام تغييرات جذرية تنقل مركز التنقل العالمي من الغرب إلى الشرق ويمثل حل الدولتين في الشرق الأوسط أحد أهم ركائزها.
وبالمحصلة فإن كل ما يفعله دونالد ترامب في الولايات المتحدة ونتنياهو في إسرائيل وزيلنسكي في أكرانيا هو إتاحة أكبر قدر من المناورة للحفاظ على ركائز المشروع الصهيوني عبر المراهنة على ورقة الإرهاب إلى أبعد مدى لإيقاف مسار العالم الجديد في مرحلة معينة تقبل التوافقات وتقاسم الهيمنة عبر استبدال ثنائية «الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة» بـ «الصين وبريطانيا».
لكن في كل الحالات يبدو أن العالم تجاوز المرحلة التي تقبل التوافقات لأن المخاض الراهن يختلف جذريا عن صراع الأقوياء في الحرب العالمية الثانية باعتباره يمثل انقلابا إنسانيا غير قابل للفرملة ضد العبودية التي تمثل جوهر المشروع الصهيوني الذي تعود على الأشتغال في الظلام وبالتالي فهو سائر إلى الانهيار بعد أن أصبحت كل أوراقه مكشوفة.
وعلى هذا الأساس قد يكون عتاة الصهاينة بدأوا في التكيف مع أسوأ السيناريوهات التي تفرض عليهم إعادة الإندساس في المجتمعات أساسا بهويات مفتعلة وهم يجدون في جنون ترامب ونتنياهو أفضل غطاء لهذا التحول كما أنهم يدركون جيدا أن أمريكا لم تعد آمنة.
وللتاريخ تصل الولايات المتحدة اليوم إلى نهاية مسار الصهينة الذي تبدأ بتزعم عائلات المال اليهودية الكبرى لمبادرة تأسيس البنك الفدرالي عام 1913 واستكمل باغتيال الرئيس الأسبق «جون كينيدي» لأنه زعزع نظرية «الاقتصاد هو الحرب» بقرار الإنسحاب من الفيتنام فابتداء من تلك اللحظة انصهرت الإدارة الأمريكية بالكامل في المشروع الصهيوني القائم على ثنائية التضليل والترهيب.