اخبار سورية

الحرة

سياسة

"استغلال مخاوف الناس".. ملك الأردن يتحدث عن "ملف الفتنة" وعودة اللاجئين والسعودية

"استغلال مخاوف الناس".. ملك الأردن يتحدث عن "ملف الفتنة" وعودة اللاجئين والسعودية

klyoum.com

تحدث العاهل الأردني، عبد الله الثاني، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" بثت، الأحد، أن بعض الشخصيات حاولت "استغلال" إحباط الأردنيين لتنفيذ أجندتهم الخاصة، وتحدث عن تطبيع الدول العربية للعلاقات مع إسرائيل، وعن مصير مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في الأردن.

وقال ملك الأردن في المقابلة التي أجريت معه خلال زيارته لواشنطن، ردا على سؤال للمذيع فريد زكريا، بشأن ما حدث من "محاولة انقلابية" ومدى تأثير ذلك على استقرار المملكة: "أعتقد أنه في هذا الزمن عادة ما ننظر إلى الأزمات بشكل منعزل دون فهم المسيرة التي خاضها بلد مثل الأردن، خلال الأعوام العديدة الماضية، والتي شهدت عدم الاستقرار في المنطقة، والحروب، وأزمة اللاجئين، وفيروس كورونا".

وأضاف أنه "قد مر علينا عدد من الشخصيات التي عادة ما تستغل إحباط الناس ومخاوفهم المشروعة وهم يسعون لتحسين سبل معيشتهم، للدفع بأجنداتهم الخاصة وطموحاتهم. وأعتقد أن ما جعل هذا أمرا محزنا جدا هو أن أحد هؤلاء الأشخاص هو أخي، الذي قام بذلك بشكل مخيب للآمال".

وتابع: "قامت الأجهزة الأمنية، كما تفعل دوما، بجمع المعلومات ووصلت إلى مرحلة تولدت لديها مخاوف حقيقية بأن أشخاصا معينين كانوا يحاولون الدفع بطموحات أخي لتنفيذ أجنداتهم الخاصة، وقررت الأجهزة الأمنية وأد هذا المخطط في مهده وبهدوء".

وقال: "من السهل جدا استغلال مظالم الناس لتحقيق أجندات شخصية، لكن هل أنت صادق وأنت تحاول أن تقوم بذلك؟ وفي المحصلة، نحن نتحمل جميعا مسؤولية مشتركة في إيجاد الحلول لمشاكل الشعب".

"دور سعودي"؟

وردا على سؤال عن احتمال وجود دور سعودي في القضية بالنظر إلى أن أحد المتورطين فيها كان مقربا من السعودية، قال الملك الأردني إنه قد تم "التعامل مع هذا الملف كشأن داخلي".

وأشار بالاسم إلى باسم عوض الله الذي قال إنه "مستشار رفيع المستوى في السعودية، ويحمل جوازي سفر سعوديا وأميركيا" مضيفا: " لاحظنا وجود ارتباطات خارجية فيما يخص هذه القضية، لكن كما قلت، نحن نتعامل مع هذا الملف كشأن محلي. ومجددا، أعتقد أنه بالنسبة للأردن، لن يساعدنا توجيه أصابع الاتهام للآخرين، فهناك ما يكفي من تحديات في المنطقة، ونحن نحتاج للمضي إلى الأمام. ولطالما كان هذا نهج الأردن وهو النظر للمستقبل. وأعتقد أنه علينا التخفيف من التحديات والصعوبات بدلا من إضافة المزيد منها".

تطبيع العلاقات مع إسرائيل

وردا عن سؤال عما إذا كانت السعودية ستكون الدولة القادمة التي ستطبع العلاقات مع إسرائيل، قال: "لا أعرف ما هي الدولة التي ستكون التالية، لكنني لاحظت توجها بين الدول العربية التي تهتم بمصالحها في مجال الأمن القومي بسبب المخاوف المتعلقة بإيران والتحديات الإقليمية المتعددة".

وأضاف: "أعتقد أن هذه الدول تنظر في إمكانية إقامة علاقات مع إسرائيل في إطار مصالحها".

وأشار العاهل الأردني مع ذلك إلى أن الحرب الأخيرة بين حماس وإسرائيل "أظهرت أنه لا يمكن توسيع اتفاقات إبراهيم الخاصة بتطبيع العلاقات على حساب الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين ومناقشة مستقبلهم".

الملف النووي الإيراني

وحول المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، قال: "إن برنامج إيران النووي يؤثر على إسرائيل كما يؤثر على الخليج العربي. لقد شهدت التكنولوجيا الباليستية تطورا ملحوظا، حيث رأينا أثرها على القواعد الأميركية في العراق، وشهدنا أثر الصواريخ الموجهة إلى السعودية وإلى إسرائيل. وإذا انحرف أحد الصواريخ الموجهة إلى إسرائيل عن مساره، فإنها تصل إلى الأردن، لذا فإن لدينا هذه التخوفات". وأوضح أن الأردن "تعرض للهجوم من طائرات مسيرة إيرانية الصنع في الأشهر الأخيرة".

وأضاف: "سنرى فيما إذا استطاعت المحادثات (في فيينا) أن تؤدي إلى سد الفجوة الحالية التي هي مصدر قلق لنا".

وردا على سؤال حول ما إذا كان من الأفضل أن تبقى إيران في الاتفاق النووي، قال إن هناك مخاوف في الخليج وإسرائيل من استخدام إيران التكنولوجيا النووية للأغراض الحربية "وأعتقد أن هذه هي القضايا التي تحاول الحكومة الأميركية معالجتها".

الوضع في أفغانستان

وبشأن الوضع في أفغانستان، قال إنه علينا أن "نتعاطف مع الولايات المتحدة ومع الدول الأخرى التي قررت أن تنسحب من هناك، فكثير من الدول دفع شبابها وشاباتها الثمن الأكبر في محاولة مساعدة دول أخرى حول العالم".

لكنه أضاف أنه يرى أن "الاستراتيجية السياسية لم تكن محسوبة جيدا".

وتابع: "الآن انسحبت القوات، والتطورات تعتمد على ما سيحدث مع طالبان وإذا ما ستظهر المزيد من المنظمات المتشددة التي تثبت نفسها في أفغانستان، فهل سنعود بعد سنوات أو أشهر من الآن إلى بداية المشكلة؟ إن حدث ذلك، لا قدر الله، يجب أن يتم تحديد الأهداف السياسية، ومعرفة إذا ما كانت واقعية وقابلة للتطبيق".

عودة اللاجئين السوريين و"الحوار" مع الأسد

وحول إمكانية عودة نحو 1.5 مليون لاجيء سوري في الأردن إلى ديارهم، وإقامة علاقات طبيعية مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قال: "أعتقد أن الإجابة القصيرة هي أنه لن يتمكن اللاجئون من العودة في أي وقت قريب" مشيرا إلى الصعوبات التي ستواجههم هناك في حال العودة.

وقال: " لو كنت أنا رب أسرة سورية في الأردن وسألني أحد أفراد عائلتي: متى سنعود إلى سوريا؟، ما الذي سيعودون إليه حقا؟".

وأشار العاهل الأردني إلى "الأثر الهائل" لمسألة اللاجئين على بلاده، وقال: "شهدنا حروبا إقليمية، والأزمة الاقتصادية العالمية، والربيع العربي، وداعش، وجائحة فيروس كورونا، ولكن اللاجئين كان لهم الأثر الأكبر على بلدنا، مما أدى لمعاناة شعبنا".

وأكد أنه يرى ضرورة "الحوار" مع النظام السوري، قائلا أن "النظام ما يزال قائما، لذا علينا أن نكون ناضجين في تفكيرنا، هل نبحث عن تغيير النظام أم تغيير السلوك؟ إذا كانت الإجابة تغيير السلوك، فماذا يتعين علينا أن نفعل للتلاقي حول كيفية التحاور مع النظام، لأن الجميع يقوم بذلك، لكن ليست هناك خطة واضحة إزاء أسلوب الحوار حتى اللحظة".

وأضاف أن "الإبقاء على الوضع القائم يعني استمرار العنف الذي يدفع ثمنه الشعب السوري. لقد عشنا ذلك لسبع أو ثماني سنوات، وعلينا الاعتراف أنه ليست هناك إجابة مثالية، لكن الدفع باتجاه الحوار بصورة منسقة أفضل من ترك الأمور على ما هي عليه".

*المصدر: الحرة | alhurra.com
اخبار سورية على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com