الساحل السوري بعد سقوط النظام: مهن بديلة تكشف واقعاً قاسياً وصراعاً من أجل البقاء
klyoum.com
في قلب الساحل السوري، يتصارع آلاف السكان يومياً مع واقع متدهور، يجبرهم على السعي لمهن جديدة ومصادر دخل بديلة بعدما فقدوا مقومات الحياة التي شكّلت نسيجهم الاجتماعي والاقتصادي لعقود.
المنطقة التي لطالما وُصفت بالحيوية والانفتاح، تبدو اليوم غارقة في انهيار تدريجي شمل الزراعة والصيد والسياحة والحرف والصناعات الصغيرة.
وحسب تقرير نشره موقع تلفزيون سوريا فإن الضغوط المتراكمة من الحرب، والهجرة القسرية، والخدمة العسكرية الإلزامية، إلى جانب تجاهل الحكومات المتعاقبة، أدت إلى فقدان شريحة واسعة من القوى العاملة، تاركة فراغاً اقتصادياً في مدن وبلدات الساحل، من اللاذقية إلى طرطوس وجبلة وبانياس.
أنماط معيشية بديلة تنتشر في القرى:
ومع تراجع الدخل الرسمي وانعدام الوظائف، انتشرت التجارة الجوالة عبر سيارات تبيع الخضروات والمواد الأساسية أو تشتري مقتنيات لإعادة تدويرها.
في ريف اللاذقية وجبلة، يقول أحد الشباب الجامعيين: "المدخول قليل لكنه أفضل من وظيفة غير متوفرة، أعمل بين الناس الذين لا يستطيعون الوصول إلى المدينة، لأضمن الحد الأدنى لعائلتي".
الفحم والحطب بدل الوظيفة الرسمية:
في ريف طرطوس، يتحول الحطب والفحم إلى مصدر رزق رغم مخاطره البيئية، شباب فقدوا وظائفهم، أو تهربوا من الخدمة العسكرية، وجدوا أنفسهم محاصرين بظروف أمنية واقتصادية قاسية.
يقول أحد العاملين: "العمل صعب والقانون يلاحقنا، لكن لا يوجد بديل، كنا نأمل أن يتحسن الوضع بعد التغيير، لكن العكس هو ما حصل".
البسطات تغزو الشوارع ومفترقات المدن:
بعد سقوط النظام، باتت البسطات ظاهرة شائعة في مدن الساحل، من اللاذقية إلى طرطوس. ضباط سابقون ومواطنون فقدوا مصادر رزقهم، اضطروا إلى بيع مواد مثل البنزين والتبغ والخبز على أرصفة الشوارع.
أحدهم يقول: "أحاول أن أعيل أسرتي، فكل الأبواب أُغلقت في وجهي. نأمل من الحكومة الجديدة أن تفي بوعودها وتعيد لنا بعض الكرامة".
الأطفال يبيعون الخبز… والتعليم آخر الأولويات:
وفي ظل أزمة الخبز المستمرة، اضطر بعض الأهالي إلى إشراك أطفالهم في بيع الربطات على الطرقات بعدما سُحب دعمهم المالي.
وتقول سيدة من ريف بانياس: "أخرجنا أولادنا من المدرسة ليقفوا في الطوابير، نربح قليلاً، لكن الثمن كبير، والخوف لا يغادرنا".
التسميع والدروس الخصوصية بدل الوظائف الحكومية:
مع ضعف النظام التعليمي وتراجع الرواتب، بدأ طلاب جامعيون بتقديم دروس خصوصية وتسميع بأسعار زهيدة، أملاً بتأمين احتياجاتهم اليومية، وهذه المهن المؤقتة باتت تشكّل متنفساً لعائلات لا تملك أي دخل ثابت.